ماتزاري مدرب إنتر ميلان يقاطع الإعلاميين

بعد الضغوط التي يواجهها إثر النتائج المخيبة ومطالب الجماهير بإقالته

ماتزاري مدرب الإنتر يصرخ غاضبا بينما الحكم يطالبه بمغادرة الملعب مطرودا (رويترز)
ماتزاري مدرب الإنتر يصرخ غاضبا بينما الحكم يطالبه بمغادرة الملعب مطرودا (رويترز)
TT

ماتزاري مدرب إنتر ميلان يقاطع الإعلاميين

ماتزاري مدرب الإنتر يصرخ غاضبا بينما الحكم يطالبه بمغادرة الملعب مطرودا (رويترز)
ماتزاري مدرب الإنتر يصرخ غاضبا بينما الحكم يطالبه بمغادرة الملعب مطرودا (رويترز)

قرر المدرب المتعثر والتر ماتزاري مقاطعة وسائل الإعلام ورفض مواجهة الصحافيين، بعدما انتزع فريقه التعادل في الرمق الأخير 2 - 2 على أرضه أمام نابولي، في المرحلة السابعة لدوري الدرجة الأولى الإيطالي.
وثارت تكهنات كثيرة حول مستقبل ماتزاري، وزادت حدة التوتر بينه وبين وسائل الإعلام، التي حولت ملاحقته بعد طرده خلال مباراة أول من أمس التي جاءت جميع أهدافها الـ4 في آخر 12 دقيقة.
ويجري المدربون الإيطاليون كثيرا من المقابلات بعد كل جولة ويتحدثون منفردين إلى 3 محطات تلفزيونية على الأقل قبل المؤتمر الصحافي الرسمي. وعلق بييرو أوسيليو المدير الرياضي لإنترناسيونالي حول رفض ماتزاري الكلام للإعلاميين قائلا: «ماتزاري مجهد جدا. يعتذر لكنه بذل مجهودا كبيرا ونال منه التعب.. كانت مباراة خاصة جدا لمدربنا وبذل الفريق كل شيء، وأظهر وحدته في أرض الملعب».
وكان إنترناسيونالي قد خسر مباراتيه السابقتين في الدوري الإيطالي بفارق 3 أهداف، مما زاد الضغوط على ماتزاري الذي أطلقت الجماهير صيحات الاستهجان ضده، حينما نطق المذيع الداخلي للاستاد باسمه قبل المباراة.
وتجنب ماتزاري إحراج السقوط الثالث على التوالي، وتمكّن من حفظ ماء الوجه أمام فريقه السابق نابولي بالخروج بنقطة التعادل 2 - 2 في مباراة «مجنونة» في ثوانيها الأخيرة. واعتقد الجميع أن نابولي سيخرج فائزا من معقل الإنتر، بعد أن تقدم في الدقيقة 79 عن طريق الإسباني خوسيه كاليخون بتسديدة قوية من مشارف المنطقة، إثر رمية جانبية فشل الدفاع في إبعادها بالشكل المناسب. لكن الكولومبي فريدي غوارين تمكن من إدراك التعادل في أول لمسة له بعد تمريرة رأسية من الأرجنتيني ماورو ايكاردي، إثر ركلة ركنية في الدقيقة 82، إلا أن الفريق الجنوبي عاد ليتقدم مجددا في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي عبر كاليخون أيضا، وذلك بعد أن وصلته الكرة بتمريرة متقنة من مواطنه ديفيد لوبيز تابعها «طائرة» على يسار الحارس السلوفيني سمير هاندانوفيتش. وعندما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، تمكن البرازيلي هرنانيش من خطف التعادل لإنتر من كرة رأسية قوية، مجنبا فريقه هزيمته الثالثة هذا الموسم، ورافعا رصيده إلى 9 نقاط في المركز الـ9.
وفي مقابلة قبل المواجهة، لم يقدم رئيس إنترناسيونالي، وهو رجل الأعمال الإندونيسي ايريك توهير، الكثير لتخفيف الضغط على ماتزاري، حيث قال: «أثق في المشروع.. لكن دعونا ننتظر لنرى ما الذي سيحدث في المباريات المقبلة.. ذهبت إلى الفريق، وشرحت الفارق بين من يملك عقلية الفوز ومن يستسلم للهزيمة. الفائزون ينهضون على أقدامهم بعد أول تعثر ويواصلون القتال».
وأضاف: «هذا ما يريده أنصار النادي. حينما نفوز أكون أنا أول المحتفلين، وحينما نخسر أكون أول من يعاني».
لكن أوسيليو قال إن «مستقبل ماتزاري لا يمثل أي مشكلة»، وتابع: «لم نتحدث عنه مطلقا. إنه مشروع يقف على أرض صلبة».
وسبق لرجل الأعمال الإندونيسي أن صرح قبل أيام لموقع النادي الإيطالي قائلا: «يقوم ماتزاري بكل ما يمكن للإنتر، ونحن سنمنحه الوقت الذي يحتاج إليه، لا يزال يحصل على دعمنا».
وأضاف: «يحتاج اللاعبون الآن إلى فترة من التأمل للاستعداد للمباراة المقبلة في أفضل صورة ممكنة».
وأوضح توهير أيضا: «الخسارتان أمام كالياري وفيورنتينا شكلتا صدمة، لكنني واثق من أن الجميع يريدون التحسن».
وعبر توهير أمس عن مساندته كذلك للمدافع نيمانيا فيديتش الذي تسبب خطأ ارتكبه في الهدف الأول لنابولي وقال: «لن نقيم مستوى فيديتش بناء على خطأ وحيد، مثلما حدث في هدف نابولي الأول، لأنه لعب على أعلى مستوى في باقي المباراة».
ورغم دعم مالك نادي إنتر ميلان لمدربه ماتزاري، فإن تقارير إيطالية كثيرة تحدثت عن قرب عودة روبرتو مانشيني للإشراف على الفريق.
وأفادت تقارير بأن هناك اتجاها في الإنتر لاستبدال ماتزاري قبل نهاية الموسم، ورجحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت» أن يكون المدرب السابق روبرتو مانشيني هو الحل.
وقاد مانشيني إنتر ميلان إلى 3 ألقاب متتالية في الدوري الإيطالي في الفترة بين 2004 و2008، وهو حاليا من دون عمل، بعد أن ترك منصبه في غلاطة سراي التركي الموسم الماضي. لكن توهير (53 عاما) رد على هذه التقارير، مؤكدا أن ماتزاري باق في منصبه.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».