تزايد أعداد المعتصمين في ساحة العروض بعدن للمطالبة بالانفصال

في ظل الزحف الحوثي المتواصل شمالا للسيطرة على باب المندب

تزايد أعداد المعتصمين في ساحة  العروض بعدن للمطالبة بالانفصال
TT

تزايد أعداد المعتصمين في ساحة العروض بعدن للمطالبة بالانفصال

تزايد أعداد المعتصمين في ساحة  العروض بعدن للمطالبة بالانفصال

تزايد عدد المعتصمين في ساحة العروض بمديرية خور مكسر بمحافظة عدن (كبرى مدن اليمن الجنوبية) بشكل كبير جدا في اعتصام مفتوح للمطالبة بالانفصال عن الشمال الذي دخل معه في وحدة طوعية عام 1990م حيث تزيد عدد الخيام التي نصبت في الساحة على 80 خيمة، في ظل استمرار توافد الحشود إلى الساحة ونصب الخيام وذلك في خطوة تصعيدية جديدة للتأكيد على جديتهم فيما سموه بـ«تحرير واستقلال الجنوب».
تأتي هذه الخطوة ردا على قيام القوات الأمنية في معسكر «بدر» شمال ساحة العروض بخور مكسر، بإطلاق الرصاص الحي على أنصار الحراك الجنوبي أثناء توجههم نحو المعسكر مما تسبب في إصابة 7 أشخاص وذلك عقب صلاة الجمعة الماضية. وبدأ الاعتصام المفتوح في ساحة العروض بخور مكسور، التي تعد أكبر ساحة تجمع في محافظة عدن، عقب التظاهرة المليونية التي قدمت من عدد من المحافظات الجنوبية إلى محافظة عدن للاحتفاء بالذكرى الـ51 لثورة 14 أكتوبر (تشرين الأول) لطرد الاحتلال البريطاني، والتي صادفت الثلاثاء الماضي، حيث دخل بعدها المحتجون في اعتصام مفتوح للمطالبة بالانفصال، حيث تزامن مطلب الجنوبيين مع تساقط عدد من المحافظات اليمنية المهمة في يد ميليشيات الحوثي دون قتال من قبل القوات الحكومية مما جعل البعض يرى بأن مطالب الجنوبيين باتت مبررة، حيث انضم إليهم حزب «الإصلاح» العدو اللدود - كما يحلو للبعض تسميته للانفصال - والذي كان يعتبر الوحدة مقدسة ولا يجوز لأحد التراجع عنها مهما كانت الأسباب، فيما يبدو أنه جاء نكاية بالحوثيين.
وكانت عدد من المكونات في الحراك الجنوبي والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني أعلنت أول من أمس، عن إشهار «مجلس إنقاذ وطني جنوبي» معتبرين تشكيله في هذه المرحلة بالذات - ضرورة وطنية كما حددت هذه المكونات أهداف المجلس والتي كان أهمها الحفاظ على وحدة الجنوب أرضا وشعبا وهوية، ورفض كل أشكال العنف والإرهاب من أي طرف ومهما كان مصدره بالإضافة إلى الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، فيما عده الكثيرون مؤشرا على انقسامات حادة حول القضية الجنوبية.
وفي سياق آخر، نفى مصدر عسكري في المنطقة العسكرية الرابعة، التي تتخذ من محافظة عدن مقرا لها - الأنباء التي تحدثت عن سحب قوات الجيش المرابطة في منطقة الخطابية ورأس العارة بمنطقة الصبيحة بمحافظة لحج والدفع بها صوب منطقة «ذباب» القريبة من باب المندب لمنع تقدم ميليشيات الحوثي إلى هذه المناطق ، قائلا إن اللواء محمود الصبيحي قائد المنطقة العسكرية الرابعة يشرف على هذه القوات بنفسه بالإضافة إلى القوات الموجودة في منطقة المخا وذباب وكذلك «باب المندب» كونها كما قال من مسؤولية المنطقة العسكرية الرابعة على الرغم من أن هذه المديريات تتبع محافظة تعز إداريا.
وأوضح المصدر في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن اللواء محمود الصبيحي زار، أمس الأحد، منطقة رأس العارة الساحلية القريبة من باب المندب وحث القوات الموجودة هناك على التحلي باليقظة الأمنية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.