استدعت وزارة الخارجية المغربية، مساء أول من أمس، السفير الجزائري في الرباط، للاحتجاج على إطلاق جندي جزائري النار عند الحدود المشتركة بين البلدين على مواطنين مغاربة، مما أدى إلى إصابة أحدهم بجروح، وطالبت الجزائر بـ«توضيحات» بشأن هذا «الحادث الخطر».
ووصف وزير الداخلية المغربي محمد حصاد حادث إطلاق النار، الذي أصيب خلاله مواطن مغربي بجروح بالغة على مستوى الوجه، بأنه «سلوك متهور»، داعيا الجزائر إلى ضرورة تأمين الحدود معا، مذكّرا بحجز أزيد من 30 ألفا من الأقراص المهلوسة المقبلة من الجزائر، الأسبوع الماضي. وشدد حصاد على ضرورة توضيح ملابسات هذا الحادث ومحاكمة المسؤول عنه. وأكد حصاد، خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس، وحضره وزير الخارجية صلاح الدين مزوار، والوزير المنتدب في الداخلية الشرقي الضريس، والوزيرة المنتدبة في الخارجية مباركة بوعيدة، ومصطفى الخلفي وزير الاتصال (الإعلام)، أن إطلاق النار استهدف إصابة الشخص، مما يعني أنه ربما كانت هناك نية لقتله.
وعد حصاد «هذا السلوك غير مفهوم على الإطلاق»، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بشخص يقطن في دوار (كفر) قريب من الشريط الحدودي، في الوقت الذي يحظى فيه القاطنون بالمناطق الحدودية في جميع بلدان العالم بمعاملة خاصة. وذكر حصاد أن هذه «ليست المرة الأولى التي يقع فيها مثل هذا الحادث؛ ففي 17 فبراير (شباط) 2014 حدث إطلاق نار لم يستهدف السكان في المناطق الحدودية، بل استهدف مراكز حرس الحدود المغربية».
وحذر وزير الداخلية المغربي من انعكاسات مثل هذه الحوادث، قائلا: «عندما نشرع في إطلاق النار على السكان وعلى حرس الحدود، يمكن أن يفضي بنا الأمر إلى أوضاع لا يمكننا السيطرة عليها».
ومن جهته، قال وزير خارجية المغرب إن هذا الاعتداء تصعيد غير مسبوق، ويأتي تتويجا لعدد من الممارسات على الشريط الحدودي، التي تمس بقواعد حسن الجوار، وتتنافى مع الأعراف الإنسانية والحقوقية الدولية في التعامل مع مسألة تدبير الحدود بين جارين تربطهما علاقات تاريخية.
وقال مزوار إن وزارة الخارجية استدعت سفير الجزائر في الرباط للاحتجاج على هذا السلوك غير المقبول والمدان، وطالبت الجزائر بتقديم إيضاحات حول ملابسات هذا الاعتداء. وعبرت الحكومة المغربية في بيان عن «استيائها وقلقها الكبيرين» بعد الحادث الذي قالت إنه وقع ظهر أول من أمس (السبت) قرب مدينة وجدة (شمال شرق). وقال البيان إن مغربيا يبلغ من العمر 28 عاما أصيب في وجهه «اثر إطلاق عنصر من الجيش الجزائري عيارات على 10 مدنيين مغاربة على مستوى الحدود المغربية - الجزائرية» عند بلدة بني خالد، وهو في «حالة حرجة». ومن جهتها، رفضت وزارة الخارجية الجزائرية التصريحات المغربية، وقالت إنها «ترفض العرض المغلوط للوقائع، الذي قدمه الجانب المغربي، بخصوص ردة فعل حراس الحدود الجزائريين، الذين تعرضوا إلى الاستفزاز من طرف مجموعة من المهربين المغاربة، كما ترفض استغلالها السياسي والإعلامي المبالغ فيه». وذكرت وزارة الخارجية، في بيان أمس، نشرته وكالة الأنباء الرسمية، بشأن حادثة إطلاق نار على رعايا مغاربة بالحدود المشتركة بين البلدين أول من أمس: «في الواقع أن دورية حراس الحدود، التي استهدفت في ذلك اليوم برمي الحجارة من طرف مجموعة من المهربين المغاربة، ردت بطريقة مهنية كالعادة، بإطلاق رصاصتين في الهواء لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تتسببا في جروح لأي شخص من الأشخاص المشاركين في هذا الفعل الاستفزازي».
وأضاف البيان أن «المناورة والتصعيد في خطاب السلطات المغربية لأغراض غير معلنة، يدلان على سلوك غير مسؤول يتنافى وقيم الأخوة وحسن الجوار التي تربط الشعبين»، مشيرا إلى أن «الجزائر تتأسف لميل بعض القادة المغاربة لتشويه الحقيقة، وترفض مرة أخرى اللجوء إلى هذه الطرق الاستفزازية في الوقت الذي يتطلب فيه السياق الدولي والإقليمي علاقات هادئة وبناءة والتريث في الأعمال والتصريحات».
وعبرت الخارجية الجزائرية عن «أسفها لنزوع المغرب لتعكير صفو العلاقات الثنائية»، وعدت أن ذلك «لا يخدم مصالحه ولا مصالح شعوب المنطقة».
الرباط تحتج على إطلاق جندي جزائري النار على مواطن مغربي
الجزائر تنفي استهدافا متقصدا عبر الحدود وتستغرب «التصعيد»
الرباط تحتج على إطلاق جندي جزائري النار على مواطن مغربي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة