لأول مرة.. محكمة إسرائيلية تحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية عمليات التفجير

منظمة متطرفة أطلقت دعاوى بهدف تكبيد الفلسطينيين خسائر مالية باهظة

لأول مرة.. محكمة إسرائيلية تحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية عمليات التفجير
TT

لأول مرة.. محكمة إسرائيلية تحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية عمليات التفجير

لأول مرة.. محكمة إسرائيلية تحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية عمليات التفجير

لأول مرة في إسرائيل، أصدرت المحكمة المركزية في القدس قرارا يحمل السلطة الفلسطينية مسؤولية العمليات التي قتل فيها إسرائيليون خلال الانتفاضة الثانية عام 2000 فصاعدا. وهو ما من شأنه أن يفتح الباب أمام سلسلة دعاوى يخول لضحايا العمليات التفجيرية وعمليات إطلاق النار، التي وقعت في تلك الفترة، أن يرفعوها ويطالبوا فيها السلطة الفلسطينية بدفع تعويضات.
وقد علمت «الشرق الأوسط» أن هناك 17 قضية جاهزة لرفع دعاوى فيها إلى القضاء، في أعقاب القرار المبدئي في المحكمة الذي يدين السلطة الفلسطينية. ومع أن بنود الاتهام تشير إلى أن التعويضات التي ستقرها المحكمة لن تكون كبيرة، إلا أن تراكم الدعاوى قد يوصل الغرامات إلى مبالغ كبيرة جدا.
وكانت منظمة يمينية متطرفة تعرف باسم «شورات دين» (تعني بالعبرية «طريق العدالة»)، بادرت إلى إطلاق هذه الدعاوى، في إطار سعيها لتكبيد السلطة الفلسطينية خسائر مالية باهظة. وحسب المحامية نتسانا درشان لايتنر مؤسسة المنظمة، فإنها ستطالب بمئات ملايين الدولارات كتعويضات. وبعد انتهاء المحاكمات، ستتوجه إلى المحكمة لكي تحصل على هذه التعويضات من أموال الضرائب والجمارك التي تجبيها السلطات الإسرائيلية لمصلحة السلطة الفلسطينية. وكشفت عن أن البيانات التي تستخدمها قد جمعت من الوثائق التي كانت السلطات الإسرائيلية صادرتها من مكاتب السلطة الفلسطينية لدى اجتياح الضفة الغربية عام 2002.
وكانت القضية التي استخدمت لإدانة السلطة الفلسطينية استندت إلى العملية التي نفذتها في 25 أغسطس (آب) عام 2000 مجموعة فلسطينية مسلحة بالبنادق على شارع رقم 443. وهو شارع فلسطيني في الضفة الغربية تخصصه إسرائيل للمستوطنين، كمنوا ليلتها بالقرب من محطة الوقود القائمة على رأس هذا الشارع، وعندما مرت سيارة المستوطن يانيف بن شارون وزوجته شارون مع أطفالهما الثلاثة، أمطروهم بوابل من الرصاص. فقتل الأب وزوجته، فيما أصيب الأطفال الصغار بجراح متوسطة. وقد رفعت المنظمة المذكورة دعوى باسم أفراد عائلة بن شارون يطالبون فيها بتحميل السلطة الفلسطينية مسؤولية قانونية عن هذه العملية وعن سائر العمليات المسلحة التي شهدتها الانتفاضة الثانية.
واعتمدت المحكمة في قرارها قبول الدعوى على شهادات بينت أن عددا من قادة منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة لعبوا دورا مباشرا في تمويل العمليات الإرهابية، ومد منفذيها بالسلاح وبالأوامر. وفي هذه القضية العينية، ذكر اسم أحمد البرغوثي، أحد مرافقي مروان البرغوثي، الذي كان في تلك الفترة، ووفقا لنص الدعوى القضائية، رئيسا لتنظيم فتح وأحد قيادات «م ت ف». وادعى أفراد عائلة المستوطنين في نص الدعوى أن أحمد البرغوثي كان يشكل قناة تربط بين مروان البرغوثي والخلايا المسلحة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».