مجلس الأنبار: سقوط عامرية الفلوجة يفتح أبواب بغداد أمام «داعش»

وصول 100 خبير عسكري أميركي لقاعدة الحبانية لتدريب قوات الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر

مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «جورج دبليو بوش» في الخليج العربي لتنفيذ ضربات ضد تنظيم داعش في العراق (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «جورج دبليو بوش» في الخليج العربي لتنفيذ ضربات ضد تنظيم داعش في العراق (أ.ف.ب)
TT

مجلس الأنبار: سقوط عامرية الفلوجة يفتح أبواب بغداد أمام «داعش»

مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «جورج دبليو بوش» في الخليج العربي لتنفيذ ضربات ضد تنظيم داعش في العراق (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «جورج دبليو بوش» في الخليج العربي لتنفيذ ضربات ضد تنظيم داعش في العراق (أ.ف.ب)

في وقت أعلن فيه مجلس محافظة الأنبار عن وصول 100 خبير عسكري أميركي إلى مطار الحبانية، شرق الرمادي، لتدريب القوات العراقية والعشائرية على محاربة تنظيم داعش، بموجب اتفاقية عقدت بين الحكومة العراقية والسفارة الأميركية في بغداد فقد جدد أمس تحذيره من سقوط ناحية عامرية الفلوجة بيد تنظيم داعش بسبب عدم سماع الجهات الرسمية في بغداد مثل هذه التحذيرات.
وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «تنظيم داعش بدأ يركز كثيرا على عامرية الفلوجة بوصفها عقدة استراتيجية مهمة لأن سقوطها يعني من الناحية العملية سقوط محافظة الأنبار بكاملها بيده وذلك لقطع كل طرق الإمدادات بالإضافة إلى أن ذلك يفتح الباب واسعا لتهديد العاصمة بغداد فضلا عن محافظتي كربلاء وبابل». وأضاف العيساوي أن «المحافظة ومجلسها أعلنا بوضوح أن أعداد القوات العسكرية ليست كافية للدفاع عن مدن المحافظة التي بدأت تتساقط بيد داعش كما أن قوات الصحوات والعشائر لم يجر تزويدها بالأعتدة اللازمة للمقاومة لا سيما أن تنظيم داعش يمتلك أسلحة متطورة».
وبشأن ما إذا كانت الغارات التي يشنها طيران التحالف الدولي كافية لردع مسلحي داعش قال العيساوي إن «الغارات الجوية لا تزال دون المستوى المطلوب كما أنها لا يمكن أن تكون بديلا عن قوات مطلوب منها أن تمسك الأرض»، مشددا على أن «عامرية الفلوجة تحتل أهمية خاصة في الحرب من قبل داعش لأن مقاتلي التنظيم سيكونون على مقربة من بغداد كما أنهم يمكن أن يعززوا مواقعهم في مناطق جرف الصخر وهو ما يتطلب سرعة إرسال التعزيزات العسكرية اللازمة للحيلولة دون سقوط هذه الناحية».
من جهته أكد رئيس مجلس رابطة شيوخ حزام بغداد إياد الجبوري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «عامرية الفلوجة ليست جزءا من حزام بغداد بل هي جزء من الأطراف البعيدة للعاصمة كما إنها بعيدة عن المطار وهناك عمليات تعرضية جارية من قبل قطعات الجيش والحشد الشعبي لإبعاد مسلحي داعش عن هذه المناطق التي أصبت مؤمنة تماما». وأضاف أن «محاولات تنظيم داعش بالسيطرة على عامرية الفلوجة قد تفتح له ثغرة مهمة للبدء بعمليات تمثل تهديدا مباشرا لبغداد بالإضافة إلى كربلاء وبابل لكن حجم القوات المحيطة ببغداد يجعل من أي عملية تقدم من قبلهم بمثابة انتحار».
وفي الوقت الذي كان فيه مجلس محافظة الأنبار طالب مؤخرا بإرسال قوات برية أميركية لمحاربة داعش في الأنبار فقد أعلنت جهات رسمية عراقية رفضها لإرسال قوات برية إلى العراق. لكن وطبقا لما أعلنه رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت مساء أول من أمس فإن «مطار الحبانية العسكري، شرقي الرمادي شهد وصول 100 خبير عسكري أميركي تمهيدا للمباشرة بتدريب قوات الجيش والشرطة ومقاتلي العشائر على محاربة تنظيم داعش والإرهاب بمختلف أشكاله»، مشيرا إلى أن «مهمة أولئك الخبراء تدريبية وليست قتالية».
وأضاف كرحوت، أن «الخبراء الأميركيين سيعملون على تدريب القوات العراقية على استخدام الأسلحة والمعدات المتطورة ووضع الخطط لاقتحام أوكار داعش وتطهير مدن الأنبار منه في إطار اتفاقية عقدت بين الحكومة العراقية والسفارة الأميركية في بغداد»، مرجحا «وصول عدد آخر من الخبراء الأميركيين خلال الأيام المقبلة».
إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع العراقية أن الجيش العراقي سينشر على جبهة القتال سلاحا جديدا، هو قاذفات صواريخ متعددة «توس - 1 إيه». وقال بيان للوزارة إن هذه القاذفات «روسية الصنع؛ القدرات العسكرية للقوات العراقية في حربها ضد مسلحي تنظيم داعش». وقال مدير سلاح المدفعية في وزارة الدفاع العراقية اللواء الركن سعد العلاق في معسكر للجيش في بغداد: «اجتاز رجال المدفعية الأبطال التدريب الأولي والعملي على قاذفة الإسناد الثقيلة، هذه القاذفة الاستراتيجية التي ستضيف إلى منظومة الإسناد الناري قوة نارية هائلة، إضافة إلى هذا ستقدم الإسناد الناري المتميز في ساحة العمليات».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».