تعز التي يسعى الحوثيون للسيطرة عليها

الأكثر سكانا.. وتحتضن محافظتها ميناء المخا على البحر الأحمر

تعز التي يسعى الحوثيون للسيطرة عليها
TT

تعز التي يسعى الحوثيون للسيطرة عليها

تعز التي يسعى الحوثيون للسيطرة عليها

تحتل محافظة تعز، تلك المحافظة التي تقع إلى جنوب العاصمة صنعاء، المرتب المرتبة الأولى من حيث عدد سكان الجمهورية وتشكل ما نسبته الـ22.2 في المائة من سكان الجمهورية وهي من أهم محافظات الجمهورية اليمنية لما يتميز به موقعها وتربتها الخصبة ومناظرها الطبيعية.
ووفقا لآخر تقسيم إداري في محافظة تعز بلغ عدد المديريات 23 مديرية. كما تعد محافظة تعز من أهم المحافظات اليمنية من حيث التجارة وينتمي إليها أبرز رؤساء الحكومات المتعاقبة وأبرز رجال الأعمال والمال في اليمن، وفي، الآونة الأخيرة، استخدم الحوثيون عددا من رجال السياسة لتنفيذ مآربهم، وتعد الزارعة في محافظة تعز من أهم أنشطة سكانها، كما أن هذه المحافظة تتميز إلى جانب الزراعة بنشاطها الاقتصادي والثروة الحيوانية وصيد الأسماك لوجود ميناء المخا، في إحدى مدن محافظة تعز.
ويقع الميناء (ميناء المخا) على ساحل البحر الأحمر، فقد اشتهر بأنه كان السوق الرئيسة لتصدير القهوة (البُن) بين القرنين الـ15 والـ17. وقد سميت اسم قهوة الموكا والموكاتشينو نسبة لاسم هذا الميناء. والمخا مدينة تتبع محافظة تعز وميناء قديم مشهور وهو من الموانئ القديمة التي ذكرتها النقوش الحميرية باسم «مخن».
وتتميز محافظة تعز أيضا بوجود جبل صبر، ثاني أعلى الجبال في الجمهورية اليمنية والجزيرة العربية بعد جبل النبي شعيب. ويبلغ ارتفاع جبر صبر 3070 مترا عن سطح البحر، كما يبلغ ارتفاع الجبل عن مدينة تعز إلى قمته في حصن العروس 1500 متر، ويدخل ضمن المرتفعات الجنوبية. ويمثل جبل صبر، اليوم، مقصدا سياحيا لكل الزوار من جميع محافظات الجمهورية اليمنية لما يحتويه من مدرجات في منحدرات الجبل، وتنوع الزراعة والفواكه التي تزرع في المدرجات. ويحتوي أعلى الجبل منتزهات حديثة ذات خدمات سياحية راقية كمتنزه الشيخ زايد وغيره من المتنزهات التي تطل على مدينة تعز. ويسعى المسلحون الحوثيون إلى السيطرة على المحافظات اليمنية، وبعد سيطرتهم على معظم المحافظات اليمنية الشمالية، بسط الحوثيون سيطرتهم، أول من أمس، على محافظتي إب وذمار.
ويواصل الحوثيون سعيهم للسيطرة على محافظة تعز بعد أن أحكموا سيطرتهم على محافظة إب، في الوقت الذي جرى فيه الإعلان عن اتفاق جرى بين الحوثيين واللجنة الأمنية في تعز يؤجل دخولهم إلى المدينة. وكانت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز وعدد من ممثلي الحوثيين عقدوا، أول من أمس، اجتماعا مشتركا بينهم لمناقشة الأوضاع في تعز ومسألة دخولهم المحافظة، وجرى الاتفاق على تجنيب المحافظة أي صراعات وأعمال عنف وفوضى والعمل على تثبيت الآمن والاستقرار بالمحافظة.
وقال مدير عام شرطة محافظة تعز، العميد ركن مطهر الشعيبي، في تصريح صحافي له: « إن اللقاء جرى فيه مناقشة تعزيز الإجراءات الأمنية الكفيلة بضبط العناصر المتهمة بالاغتيالات التي تعرض لها بعض من أنصار الله بالمحافظة الفترة الماضية والعمل على ضبط المطلوبين أمنيا أيا كانوا ومنع أي مظاهر مسلحة والتجول بالسلاح».
ونفى مدير عام شرطة تعز الأخبار التي تؤكد وصول مجاميع مسلحة من الحوثيين إلى مدينة تعز وقيامهم بنهب أسلحة من مخازن المعسكرات. وتأتي هذه التصريحات بعد أنباء دخول المسلحين الحوثيين محافظة تعز وتحركهم تجاه بعض المناطق، في الوقت الذي استطاع فيه الحوثيون استقطاب العديد من السياسيين وبينهم نواب في البرلمان اليمني لصفوفهم.
وتأتي هذه التطورات وسيطرة الجماعات الحوثية المسلحة على معظم المحافظات اليمنية بعد أيام على تكليف الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، خالد محفوظ بحاح تشكيل حكومة الشراكة الوطنية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».