أمين البيشمركة: «داعش» يمتلك صواريخ يمكن أن يستهدف بها مطار بغداد

ياور: سنساند القوات الاتحادية إذا كان هناك تنسيق

أمين البيشمركة: «داعش» يمتلك صواريخ يمكن أن يستهدف بها مطار بغداد
TT

أمين البيشمركة: «داعش» يمتلك صواريخ يمكن أن يستهدف بها مطار بغداد

أمين البيشمركة: «داعش» يمتلك صواريخ يمكن أن يستهدف بها مطار بغداد

أكد جبار ياور، الأمين العام لوزارة البيشمركة، أمس، أن بإمكان تنظيم «داعش» استهداف مطار بغداد الدولي بصواريخ يمتلكها. وبين أن قوات البيشمركة ستشارك في إسناد القوات العراقية لطرد الإرهابيين من مناطق العراق الأخرى فيما إذا جرى تنسيق مسبق مع وزارة الدفاع الاتحادية بشأن ذلك، وإذا وجدت قوات عراقية حقيقية على الأرض، مشددا بالقول: «مع الأسف، الآن لا توجد أي قوات تابعة للحكومة الاتحادية على الأرض في الموصل ولا في تكريت».
وقال ياور في حديث على هامش ندوة نظمها معهد الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في أربيل أمس، إن «قوات البيشمركة في تقدم مستمر لاستعادة كل الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش في أغسطس (آب) الماضي». وتابع: «جرت استعادة الكثير من هذه المناطق ولم يبق منها سوى القليل بيد (داعش)، هناك خطة موضوعة لاستعادتها أيضا».
وتابع ياور: «إن 8 دول بدأت بالفعل تدريب قوات البيشمركة، بعد أن قدمت كميات من الأسلحة والعتاد لنا، وقوات البيشمركة استعادت ربيعة، إحدى أهم المناطق الاستراتيجية، بمساعدة طيران التحالف الدولي، ونحن الآن نقترب من استعادة زمار وسنجار وتلكيف برطلة وبعشيقة (..) وتمكنا من تأمين مدينة أربيل بالكامل من خطر (داعش)، وطردنا التنظيم من قضاء مخمور وناحية الكوير وكل المناطق التابعة لها، أما بالنسبة لكركوك فخطوطنا الدفاعية كما هي ولم نتقدم إلى الأمام، كذلك (داعش) باق في مواقعه في تلك المناطق التي يفصلنا عنها نهر الحويجة». وتابع: «في صلاح الدين تقدمت قوات البيشمركة باتجاه جسر الزرقة الذي يربط طوزخورماتو بتكريت، والآن قوات البيشمركة موجودة على جبال حمرين مع الجيش العراقي».
وعن سبب عدم مهاجمة قوات البيشمركة هذه المناطق التي يسيطر عليها «داعش»، قال ياور: «المتفجرات تعرقل تقدم البيشمركة، و(داعش) فخخ كل الأماكن في المناطق التي يسيطر عليها، وقواتنا بحاجة إلى فترة زمنية للتدريب على كيفية القتال داخل المدن من خلال مستشاري دول التحالف الدولي، والتدريب على الروبوتات الخاصة بتفكيك الألغام والمتفجرات».
وعن الوضع العسكري في العاصمة العراقية بغداد، قال ياور: «بحسب المعلومات التي حصلنا عليها من ضباط في الجيش العراقي هناك وجود كبير للجيش العراقي والحشد الشعبي في وسط المدينة، تقدر بأكثر من 5 فرق عسكرية، وتعد مناطق شمال وشمال غربي بغداد وجنوبها الغربي من المناطق الخطرة الآن بحسب تقييم الضباط العراقيين، فالمجاميع المسلحة تبعد عن وسط بغداد من هذه الاتجاهات نحو 20 كيلومترا، خاصة من ناحية أبو غريب وجرف الصخر»، مضيفا أن ضباط الجيش العراقي أبلغوه بأن «داعش» ينوي تنفيذ عمليات إرهابية مكثفة خلال الأيام المقبلة داخل بغداد لزعزعة الأمن فيها.
وأشار الأمين العام لوزارة البيشمركة إلى أن «هناك حالة من الخوف والقلق على مطار بغداد الدولي، بعدما اقترب (داعش) منها ولم يعد يفصله عنه في بعض المناطق سوى 20 كيلومترا، وهذا ما يعرضه لخطر الاستهداف بالصواريخ التي يمتلكها التنظيم».
بدورها، قالت بيان سامي عبد الرحمن، ممثلة حكومة الإقليم في بريطانيا، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «المملكة المتحدة قدمت مساعدات عسكرية لإقليم كردستان تضمنت أسلحة من فئة الرشاشات الثقيلة وواقيات الرصاص والمناظير الليلية، والروبوتات الكاشفة للألغام، إلى جانب تقديم التدريب لقوات البيشمركة على استخدام السلاح البريطاني، وتوجيه الطائرات البريطانية لضربات جوية ضد (داعش)». وتابعت: «طلبنا منها أسلحة ثقيلة من دبابات وطائرات ومدافع، والحكومة البريطانية وعدتنا بأنها ستدرس طلباتنا هذه وسترد علينا في أقرب وقت».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.