البشير يزور القاهرة وحزبه يمتنع عن دعوة «الإخوان»

الرئيس السوداني يصطحب وفدا وزاريا رفيع المستوى

البشير يزور القاهرة وحزبه يمتنع عن دعوة «الإخوان»
TT

البشير يزور القاهرة وحزبه يمتنع عن دعوة «الإخوان»

البشير يزور القاهرة وحزبه يمتنع عن دعوة «الإخوان»

أكد عماد سيد أحمد السكرتير الصحافي للرئيس السوداني عمر البشير، ان الرئيس سيتوجه إلى مصر السبت المقبل، تلبية لدعوة رسمية من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، لإجراء مباحثات بشأن العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال سيد أحمد في تصريح صحافي اليوم (الأربعاء)، إن المباحثات بين الرئيسين ستتناول العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وأضاف أن وفد الرئيس يضم وزير الرئاسة صلاح ونسي، ووزير الخارجية علي كرتي، ووزير الدولة للدفاع الفريق يحيى محمد خير، ووزير الكهرباء والموارد المائية معتز موسى، ووزير الاستثمار مصطفى عثمان إسماعيل، ووزير العمل والإصلاح الإداري إشراقة سيد محمود، ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق محمد عطا المولي.
وأردف سيد أحمد أن تلبية الرئيس البشير للدعوة بالرغم من ارتباطاته وانشغالاته المحلية، تعد تأكيدا للعلاقات الأزلية بين البلدين الشقيقين، التي شهدت تطورا مضطردا خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد زيارة الرئيس المصري السيسي للخرطوم في يونيو (حزيران).
من جهة أخرى، أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، أنه لم يوجه دعوة إلى جماعة الاخوان المسلمين المصرية لحضور مؤتمره العام الذي يعقد في الخرطوم من 23 إلى 25 أكتوبر (تشرين الأول).
وقال نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ابراهيم غندور في تصريح صحافي "لم نوجه الدعوة إلى الجماعة في مصر"؛ في إشارة إلى جماعة الاخوان المسلمين.
وأضاف غندور "نحن نوجه الدعوة للأحزاب، وكان من المفترض أن ندعو حزب الحرية والعدالة، إلا أن ذلك متعذر نتيجة ظروف الحزب"، في إشارة إلى قرار حظره في مصر وسجن عدد كبير من قياداته.
وأوضح غندور أن الحزب الحاكم وجه دعوات إلى ممثلين عن 48 دولة لحضور مؤتمر حزبه من بينها إيران، موضحا أن طهران أكدت مشاركتها ولكنها لم تسم ممثلها بعد.
وتتهم تقارير إعلامية مصرية الحكومة السودانية ذات الخلفية الإسلامية بدعم جماعة الإخوان المسلمين في مصر المساندة للرئيس المعزول محمد مرسي.
إلا أن سلطات الخرطوم تنفي أن تكون قدمت أي دعم لجماعة الاخوان أو لحزب الحرية والعدالة في مصر المنبثق منها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».