الحكومة المغربية تحيل على البرلمان مشروع قانون لتجريم الالتحاق بـ«داعش»

مجلس المستشارين المغربي يصادق بالإجماع على قانون المحكمة العسكرية

عبد الاله بن كيران رئيس الحكومة المغربية
عبد الاله بن كيران رئيس الحكومة المغربية
TT

الحكومة المغربية تحيل على البرلمان مشروع قانون لتجريم الالتحاق بـ«داعش»

عبد الاله بن كيران رئيس الحكومة المغربية
عبد الاله بن كيران رئيس الحكومة المغربية

صادقت لجنة العدل والتشريع بمجلس المستشارين المغربي (الغرفة الثانية بالبرلمان) مساء أول من أمس بإجماع أعضائها على مشروع قانون يتعلق بتنظيم المحكمة العسكرية، الذي أعدته الوزارة المنتدبة المكلفة إدارة الدفاع الوطني.
ونجحت المعارضة، المكونة من الفرق النيابية لأحزاب الأصالة والمعاصرة والاستقلال والاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري والفريق الفيدرالي الديمقراطي (اتحاد عمالي)، في إدخال أكثر من 20 تعديلا على المشروع، كما وافق عليه مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان) أواخر الدورة التشريعية الماضية. بيد أن المعارضة فشلت في مساعيها لإقناع عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف إدارة الدفاع الوطني من أجل اجتثات عقوبة الإعدام الواردة في المشروع الحكومي. وينص المشروع على خمس مواد تتضمن الجرائم العسكرية المرتكبة أثناء زمن الحرب التي يعاقب مرتكبوها بعقوبة الإعدام.
وبات في حكم المؤكد إرجاع المشروع الحكومي للغرفة الثانية من أجل القراءة الثانية، بعد تمكن المعارضة التي تشكل الأغلبية المطلقة داخل الغرفة الثانية من فرض تعديلاتها الشكلية المرتبطة بتجويد النص، وتطعيمها بمقتضيات قانونية توفر ضمانات المحاكمة العادلة للمتهمين العسكريين.
ويحظر مشروع القانون محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية في معظم القضايا، كما منع القضاء العسكري من محاكمة كل من يقل عمره عن 18 سنة مهما كانت الجريمة التي ارتكبها. ونص المشروع على إحالة العسكريين أنفسهم على القضاء المدني في حالة ارتكابهم لمخالفات وجرائم تتعلق بالحق العام.
ويتلاءم هذا المشروع مع مضامين الدستور والقوانين الهادفة إلى تعزيز أسس قضاء مستقل ومتخصص ضامن للحقوق والحريات، وكذا ملاءمة مقتضياته مع المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب، والمتعلقة بحماية حقوق الإنسان.
في ارتباط بذلك، أحالت الحكومة، مساء أول من أمس، مشروع قانون أضفت عليه صفة الاستعجال يقضي بتجريم الالتحاق أو محاولة الالتحاق بمعسكرات التدريب التابعة لتنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية، سواء كان الغرض من ذلك إلحاق أضرار بالمغرب ومصالحه، أم لا.
وقالت مصادر برلمانية إن المشروع، الذي أعدته الحكومة بشكل مفاجئ يأتي بعد تزايد تهديدات المغاربة العائدين من بؤر القتال في بقاع العالم.
وينص المشروع على تجريم الالتحاق أو محاولة الالتحاق بمعسكرات التدريب ببؤر التوتر الإرهابية، سواء بشكل فردي أو جماعي في إطار منظم أو غير منظم بكائنات أو تنظيمات أو عصابات أو جماعات إرهابية، أيا كان شكلها أو هدفها أو مكان وجودها ضمن الجنايات، حتى لو كانت تلك الأفعال لا تستهدف الإضرار بأمن ومصالح المغرب.
وبررت الحكومة تجريم الالتحاق بالمعسكرات بفعل دورها في ترويج ونشر الآيديولوجيات المتطرفة، الداعية إلى العنف والكراهية واستقطاب الأشخاص وتلقينهم تدريب وتكوينات شبه عسكرية، تجعلهم بمثابة قنابل موقوتة عند عودتهم إلى بلدان انتمائهم أو استقبالهم، بفعل ما تلقوه من أساليب وتخطيطات ممنهجة وما تشبعوا به من أفكار إرهابية.
وتضمن المشروع إضافة فقرة جديدة تجرم القيام بأفعال الدعاية أو الإشادة أو الترويج لفائدة الكيانات، أو التنظيمات الإرهابية، أو العصابات أو الجماعات الإرهابية بإحدى الوسائل الإعلامية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.