متطرفون يهود يحرقون مسجدا بالضفة وتجدد المواجهات العنيفة في الأقصى

الرئيس الإسرائيلي يدعو إلى مواجهة إرهاب استهداف المقدسات

متطرفون يهود يحرقون مسجدا بالضفة وتجدد المواجهات العنيفة في الأقصى
TT

متطرفون يهود يحرقون مسجدا بالضفة وتجدد المواجهات العنيفة في الأقصى

متطرفون يهود يحرقون مسجدا بالضفة وتجدد المواجهات العنيفة في الأقصى

استأنفت جماعات «تدفيع الثمن» الإسرائيلية، التابعة لمستوطنين متطرفين، شن هجمات على الفلسطينيين بعد فترة هدوء نسبي في الضفة الغربية، وأحرقوا أجزاء من مسجد في قرية عقربة شمال الضفة الغربية، وهو الأمر الذي حذرت معه السلطة الفلسطينية من أن استمرار عنصرية المستوطنين سيجر المنطقة إلى حرب دينية.
جاء ذلك في وقت تجددت فيه المواجهات بمدينة القدس بسبب اقتحام مستوطنين المسجد الأقصى مرة أخرى.
وأكد شهود عيان أن مستوطنين من جماعات «تدفيع الثمن» أشعلوا النار في مسجد أبو بكر الصديق في القرية فجرا، قبل أن ينجح المواطنون في إخماد الحريق، وشوهدت على جدران المسجد شعارات عنصرية ضد العرب والمسلمين مع توقيع لـ«تدفيع الثمن»، التي تعد جماعات إرهابية مكونة من شبان مستوطنين متطرفين، تستهدف الفلسطينيين في الضفة وتنطلق من مستوطنات الضفة.
واستنكر يوسف ادعيس، وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية، إحراق أجزاء من مسجد أبو بكر الصديق، مؤكدا أنه «لولا يقظة المواطنين وحرصهم بمطاردتهم هؤلاء المتطرفين الحاقدين لتم إحراق المسجد كاملا لا قدر الله».
وقال ادعيس في بيان إن «هذه الأعمال المرفوضة دينيا وخلقيا وإنسانيا لم تكن لتعود على هذه الشاكلة لولا الأرضية العنصرية، والأجواء المليئة بالكراهية التي صنعها الاحتلال الإسرائيلي من خلال محاولاته المتكررة، وسماحه للمستوطنين بانتهاك حرمات المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس التي تعاني ويلات انتهاكاته المتكررة واليومية، من خلال الممارسات العنصرية الأخيرة المبنية على التقسيم الزمني الذي أصبح نهجا يوميا، ومسلكا تحاول من خلاله حكومة الاحتلال السيطرة بشكل كامل على المسجد الأقصى».
وأضاف ادعيس: «التصريحات التي تفيض كراهية وعنصرية، والتي طالبت بإغلاق المسجد الأقصى بشكل كامل في وجه المؤمنين المسلمين، وغيرها من التصريحات الصادرة عن سياسيين وبرلمانيين وحزبيين إسرائيليين، تعمل بشكل واضح على تأجيج المنطقة بحرب دينية ستغرقها في دوامة عنف كبيرة»، داعيا العالم، «من مؤسسات حقوقية وثقافية أجمع لإيقاف هذه المحاولات بشكل حازم، والحفاظ على هوية وثقافة شعبنا الفلسطيني».
من جانبها، قالت الشرطة الإسرائيلية إنها فتحت تحقيقا في الموضوع، وإنها تعتقد أن العملية متعمدة. كما أدان الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين بشدة حادث إضرام النار في المسجد ورسم شعارات مناوئة للعرب على جدرانه، وتحدث ريفلين هاتفيا مع المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، الجنرال يوحنان دانينو، حول هذا الموضوع، وقال له «إنه لا يمكن المرور على مثل هذه الحوادث مر الكرام»، داعيا إلى استنفاد التحقيق في أسرع وقت ممكن. وأضاف ريفلين أن «إحراق أماكن مقدسة عملية إرهابية ويجب التعامل معها مثلما يجري التعامل مع الإرهاب بغض النظر عن خلفيته»، داعيا إلى اجتثاث هذه الظواهر كليا وعدم اعتبارها هامشية لأن السكوت عنها من شأنه أن يمهد الطريق للاعتداء المقبل. وكانت إسرائيل قد أعلنت حربا على جماعات «تدفيع الثمن» باعتبارها جماعات إرهابية، لكن هذه الجماعات واصلت ضرب الفلسطينيين، منطلقة من مستوطنات الضفة الغربية.
من جهة ثانية، واصلت إسرائيل إحكام حصارها للمسجد الأقصى في القدس، ومنعت المصلين دون 60 عاما من دخول المسجد أمس، فيما سمحت لمستوطنين باقتحامه لليوم الثاني على التوالي، مما فجر مواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، حيث رمى فلسطينيون غاضبون وابلا من الحجارة والمفرقعات على الشرطة الإسرائيلية، وردت الشرطة بإطلاق النار والغاز وتنفيذ حملة اعتقالات. وبعد ذلك توسعت المواجهات، بعد أن هاجم فلسطينيون حافلة تقل مجموعة من اليهود، كانت بطريقها للأقصى، مما أدى إلى استنفار إسرائيلي واسع.
ويتهم الفلسطينيون الحكومة الإسرائيلية بالعمل على تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، لكن إسرائيل تنفي أي نية لذلك. وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه لا توجد أي تحركات لتقييد دخول المسلمين إلى الأقصى، وألقى بالمسؤولية عن العنف على «المتطرفين الفلسطينيين». من جهتها، حذرت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» من مجمل التطورات والاعتداءات النوعية على المسجد الأقصى، والهجمة الشرسة غير المسبوقة خلال الفترة الأخيرة.
وقالت المؤسسة في هذا الشأن: «على ما يبدو، فإن الاحتلال يمارس هذا العدوان بهدف فرض أمر واقع جديد»، مشيرة إلى خطورة تزامن الأحداث مع تصريحات رسمية في حكومة نتنياهو تدعو إلى منع المسلمين من دخول الأقصى، وأخرى تدعو إلى مصادقة رسمية على مقترح التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، وتخصيص أوقات وأماكن لصلوات يهودية فيه.
ولفت بيان «مؤسسة الأقصى»، من خلال التوثيق في الأيام الأخيرة لأحداث الأقصى، «إلى تسجيل عدة تطورات خطيرة، منها التوقيت المبكر والمباغت والكثيف للاقتحام العسكري للأقصى، بقيادة ومشاركة قائد شرطة الاحتلال في منطقة القدس، بعد صلاة الفجر مباشرة، والاعتداء على المصلين والمعتكفين بجملة من الأسلحة الخانقة والسامة، وحصار الجامع القبلي المسقوف، من ثلاث جهات؛ الشرقية والغربية والشمالية (المداخل الرئيسة)، ومنها اعتلاء عناصر خاصة لسقف الجامع القبلي المسقوف، واعتلاء قوات من القناصة لسقف المتحف الإسلامي وسور باب المغاربة بشكل متواصل».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».