بان كي مون يعلن من غزة انطلاق إعادة الإعمار.. وإسرائيل تؤكد أنها عملية تجريبية

600 طن من الإسمنت وعشرات شاحنات الحديد تدخل القطاع تحت الرقابة

شاحنات محملة بالإسمنت تدخل قطاع غزة لبدء عملية إعمار القطاع (أ.ف.ب)
شاحنات محملة بالإسمنت تدخل قطاع غزة لبدء عملية إعمار القطاع (أ.ف.ب)
TT

بان كي مون يعلن من غزة انطلاق إعادة الإعمار.. وإسرائيل تؤكد أنها عملية تجريبية

شاحنات محملة بالإسمنت تدخل قطاع غزة لبدء عملية إعمار القطاع (أ.ف.ب)
شاحنات محملة بالإسمنت تدخل قطاع غزة لبدء عملية إعمار القطاع (أ.ف.ب)

أعلن بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، من قطاع غزة، أمس، انطلاق عملية إعادة إعمار القطاع مع دخول أول شاحنة محملة بمواد البناء إلى غزة، داعيا مرة أخرى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل استمرار العملية وبناء «غزة أفضل»، وحذر في الوقت ذاته من اندلاع جولة عنف جديدة، في وقت أكدت فيه إسرائيل دخول شاحنات إلى غزة محملة بمواد البناء في عملية تجريبية.
وقال بان كي مون، في مؤتمر صحافي عقده في غزة، بعد أن تفقد مشاهد الدمار، إنه يسره أن يبشّر سكان قطاع غزة بأن أول شاحنة محملة بمواد البناء دخلت القطاع اليوم. كما أعلن أن موظفي القطاع العام في الحكومة السابقة (حماس) سيتلقون قريبا هبات مالية. لكنه أكد أن ذلك ليس كافيا، وأنه يجب حل مشاكل المعابر، في إشارة إلى تسلم السلطة الفلسطينية لهذه المعابر من أجل الاستمرارية.
وقال بان كي مون بهذا الخصوص «إن إدارة المعابر في قطاع غزة أمر مهم جدا، وهذه العملية ستمكن من التحكم والتبادل التجاري بين الضفة وقطاع غزة.. أنا ركزت في حواراتي مع الحكومة الإسرائيلية على أنه لا يمكن حل مشاكل قطاع غزة دون حل هذه المشاكل، وهذا سيشمل لاحقا رفع الحصار عن قطاع غزة، وفق الاعتبارات الأمنية الإسرائيلية، ويجب على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي العودة إلى المفاوضات وحل كل هذه المشاكل، وإلا سيعود العنف مرة أخرى».
وعبر بان كي مون عن الحزن مما شاهده من دمار في غزة بعد زيارته حي الشجاعية، وقال متأثرا «أنا هنا في مهمة ثقيلة على قلبي، الدمار الذي رأيته هنا يفوق الوصف. هذا الدمار الذي رأيته أكثر بكثير من الدمار الذي رأيته في 2009 عندما أتيت إلى غزة».
وكان بان كي مون قد تفقد أحياء في غزة تهدمت بفعل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. كما وجه تعازيه إلى أهالي الضحايا، مشددا على تعاطفه وتعاطف المجتمع الدولي مع القطاع وأهله وما حل به من دمار. وقال بان كي مون بهذا الخصوص «أنا هنا لكي أقول للشعب الفلسطيني: أنتم لستم وحدكم أنا أقف بجانبكم.. وأعضاء وموظفو الأمم المتحدة سيقفون إلى جانبكم دائما، بل كل المجتمع الدولي يقف معكم». وأضاف «أريد أن أوجه تعازي الحارة لكل العائلات التي فقدت أبناءها ولكل الذين فقدوا أحباءهم، وأتمنى الشفاء العاجل لكل الذين أصيبوا».
وعد بان كي مون نجاح مؤتمر الإعمار في جلب وعود بتمويل غزة بمبلغ 5.4 مليار دولار يمثل رسالة مهمة لغزة. وقال في هذا الشأن «هناك إشارات من الأمل أطلقها المجتمع الدولي بعد أن تعهد بتمويل القطاع.. لقد وجه المجتمع الدولي رسالة مهمة مفادها أنه يتعاطف مع فلسطين، هذه الرسالة كانت عبر المنح بقيمة 5.4 مليار دولار، وأرسلت رسالة قوية للعالم، وهناك رسالة مهمة جدا من حكومة الوفاق، التي عقدت اجتماعا هنا برئاسة رئيس الحكومة رامي الحمد الله. أنتم تبنون فلسطين واحدة، وهذا مهم جدا». وأضاف موضحا «المجتمع الدولي يساند الحكومة الفلسطينية لعودة الاستقرار والأمن في قطاع غزة، وهذه فرصة مهمة لإعادة الوحدة تحت قيادة فلسطينية واحدة.. وأنا هنا لأعبر عن تضامنا الكبير مع الشعب الفلسطيني في سبيل مستقبل أفضل واقتصاد أفضل، دعونا نبن غزة للأفضل، وكل شخص يعيش بطمأنينة كبيرة».
ووصل بان كي مون إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون «إيرز»، شمال القطاع، قادما من إسرائيل التي التقى فيها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ومسؤولين آخرين، ومن ثم غادر في جولة على مدن وتجمعات إسرائيلية في غلاف غزة. وقال بان كي مون إنه أجرى خلال جولته عدة مباحثات، خصوصا مع الجانب الإسرائيلي، من أجل تخفيف الحصار عن قطاع غزة وتقديم تسهيلات أكثر للفلسطينيين.
من جهتها، أعلنت إسرائيل، أمس، أنها سمحت بإدخال أكثر من ألف طن من مواد البناء لغزة في إطار الاتفاق الذي جرى مع الأمم المتحدة على إدخال مواد الإعمار، إذ قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي «بدأت عملية تجريبية لإدخال مواد بناء مخصصة لإعادة إعمار قطاع غزة». وأضاف «إدخال مواد البناء يأتي وفقًا للآلية الدولية للإشراف والمراقبة المتفق عليها، وبالتنسيق مع إدارة ممثلي الأمم المتحدة والسلطة الفلسطينية وفقا لما تم الاتفاق عليه مع الميجور جنرال يوآف مردخاي، منسق أعمال الحكومة في المناطق. والآلية الدولية تهدف إلى التأكد من أن مواد البناء ستستعمل لإعادة إعمار البيوت والمنشآت العامة لصالح سكان قطاع غزة، مع الحفاظ على أمن دولة إسرائيل».
وأوضح أدرعي أن «الآلية الدولية للإشراف والمراقبة تشتمل على خطة مفصلة لمواد البناء والعتاد الهندسي، ورجال الأعمال المختصين الذين ستنقل إليهم المواد لإعادة إعمار المباني السكنية والبنية التحتية، بالإضافة إلى فرق إشراف ومراقبة تابعة للأمم المتحدة ستشرف في الميدان».
ودخلت إلى غزة أمس 600 طن من الإسمنت، و50 شاحنة محملة بالحصمة، وعشر شاحنات محملة بالحديد. وأكد أدرعي أنه في إطار «سلسة خطوات مدنية اقتصادية لسكان قطاع غزة والضفة الغربية، ستبدأ في الأسابيع المقبلة عملية تصدير منتجات زراعية من قطاع غزة إلى الضفة الغربية. وسيتم في المرحلة الأولى تسويق 15 طنا من المنتجات الزراعية، خاصة التمر والبطاطا الحلوة. وفي المراحل المقبلة سيتم إصدار أنواع أخرى من المنتجات الزراعية وحتى السمك».
وأكد رائد فتوح، رئيس لجنة إدخال البضائع إلى قطاع غزة، أن مواد البناء المخصصة لإعادة الإعمار دخلت إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم)، وفق الآلية الدولية المتفق عليها وبالتنسيق مع الأمم المتحدة. أما حسين الشيخ، وزير هيئة الشؤون المدنية في حكومة التوافق الفلسطينية، فقد أعلن في تصريح مكتوب أن مواد البناء ستوزع من خلال القطاع الخاص، وفقا لآليات متفق عليها. كما قالت مصادر فلسطينية إن جزءا من مواد البناء قد تم شراؤه من إسرائيل.
من جهتها، دعت حركة حماس بان كي مون إلى اتخاذ خطوات جادة لإنهاء معاناة أهالي قطاع غزة، وعدم الاكتفاء بزيارة القطاع والاطلاع على معاناته، إذ قال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان «المطلوب عدم الاكتفاء بالزيارات وإنما اتخاذ خطوات جادة لإنهاء معاناة غزة».
واتهم أبو زهري، الأمين العام للأمم المتحدة، بالمشاركة «في التغطية على مجزرة الاحتلال في رفح»، مطالبا إياه «بالتكفير عن تصريحاته ومواقفه التي أدلها بها أثناء الحرب على غزة، وذلك من خلال تحمل المسؤولية تجاه ضحايا العدوان الصهيوني، والتوقف عن ازدواجية المعايير وسرعة تنفيذ ما تعهد به من خطوات للتخفيف عن شعبنا».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.