مع تغير خارطة التركيبة السياسية في اليمن بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على العاصمة صنعاء، أعلنت المعارضة الجنوبية التي تضم مكونات الحراك السلمي المطالب بانفصال الجنوب عن الشمال، إقامة مهرجانات وفعاليات حاشدة في العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن عدن اليوم، في الذكرى 51 لثورة 14 أكتوبر (تشرين الأول) ضد الاستعمار البريطاني.
وتوحدت المكونات الجنوبية لأول مرة على تنظيم هذه المهرجانات التي سمحت السلطات بإقامتها وأعلنت تكفلها بحمايتها. وقال قيادي في الحراك الجنوبي لـ«الشرق الأوسط» إن «جميع مكونات الحراك التقت على هدف واحد وهو إيصال رسالة إلى مجلس الأمن والدول الإقليمية بأن من حق أبناء الجنوب تقرير مصيرهم»، معتبرا أن «ما حدث في صنعاء وتسليمها للحوثيين جعل مكونات الحراك تتناسى خلافاتها والانقسامات التي حصلت طوال مسيرة الحراك من 2007 حتى اليوم، واتفقت على إقامة مهرجان مليوني في ساحة العروض بمدينة خور مكسر بعدن صباح اليوم (الثلاثاء)». موضحا أن عددا من المكونات رفضت استنساخ تجربة الحوثيين في صنعاء باعتباره فعلا مستنكرا ولا يتفق مع المبادئ والقيم التي قام عليها الحراك الجنوبي والتي ترتكز على أسس الدولة المدنية البعيدة عن العنف، موضحا أن قيادات من الأحزاب السياسية ستشارك في هذا المهرجان من بينها قيادات في حزب المؤتمر والإصلاح والسلفيين.
وكان المجلس الأعلى الجنوبي وهو أكبر مكونات الحراك ويتبع نائب الرئيس السابق علي سالم البيض قد أعلن قبل أيام عن رسالة وجهها البيض لمجلس الأمن تطالب بإجراء استفتاء لتقرير المصير لأبناء الجنوب الذين توحدوا مع الشمال عام 1990، ودعا البيض «المحيط العربي والإقليمي والدولي، للوقوف إلى جانب شعب الجنوب العربي لاستعادة حقه المشروع المتمثل في تحرير كامل أراضيه وقيام دولته كاملة الاستقلال والسيادة». وحذر المجلس الجنوبي من الانجرار إلى العنف في المهرجان الذي سيقام في عدن مشددا على أهمية: «التمسك بالخط السلمي للثورة الجنوبية وعدم الانجرار إلى مربع العنف والفوضى».
في سياق الوضع الأمني تواصلت عمليات استهداف أفراد الجيش في محافظة حضرموت جنوب شرقي البلاد، حيث أصيب 5 جنود في انفجار عبوة ناسفة، وقالت مصادر محلية إن «العبوة الناسفة تم وضعها على الطريق العام وانفجرت أثناء مرور عربة عسكرية في منطقة الغرف قرب مدينة شبام»، ويحمل الانفجار بصمات «القاعدة» الذي نفذ عمليات مماثلة قبل يومين، ونتج عنها مقتل وإصابة عدد من الجنود.
وكان وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد علي، أمر الجيش في المنطقة العسكرية السابعة، بالجاهزية الفنية والقتالية العالية لتنفيذ المهام العسكرية والأمنية المنوطة بهم، وكان تنظيم القاعدة شن عمليات دامية على مقرات أمنية وعسكرية في محافظة البيضاء وسط البلاد والتي تتبع المنطقة العسكرية السابعة، وقتل فيها أكثر من 28 مسلحا بينهم 14 جنديا، وأشاد الوزير في زيارة تفقدية للمنطقة السابعة بمحافظة إب، بدور الجنود في التصدي للأعمال الإرهابية والتخريبية، التي استهدفت مؤخرا عددا من مقار الأجهزة الأمنية في محافظة البيضاء.
وكانت وزارة الداخلية أرسلت مؤخرا تعزيزات أمنية إلى محافظة البيضاء لمواجهة تنظيم القاعدة، وأوضحت الوزارة أنها أمدت الوحدات الأمنية وأجهزة الشرطة في محافظة البيضاء بالعتاد والمؤن العسكرية لمواجهة مختلف الاختلالات الأمنية والأعمال الإرهابية المحتملة.
الحراك الجنوبي يتوحد لإقامة «مليونية الحسم» في عدن وتحذيرات من العنف
استمرار عمليات «القاعدة» ضد الجيش بحضرموت
الحراك الجنوبي يتوحد لإقامة «مليونية الحسم» في عدن وتحذيرات من العنف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة