قرر مدعي عام محكمة أمن الدولة الاردنية، أمس، توقيف 26 شخصا، تم اعتقالهم ليلة أول من أمس، لمشاركتهم في "أعمال شغب" وقعت وسط البلد في عمان، احتجاجا على نقل البسطات، من سوق الجمعة الشعبي في منطقة العبدلي، الى منطقة رأس العين.
وحسب مصدر قضائي مطلع، فإن المدعي العام أسند إلى المتهمين، تهم "إثارة الفوضى والشغب والقيام بأعمال تخريبية إرهابية، والشروع بالقتل"، وذلك على خلفية إصابة اثنين من رجال الدرك، بعيارات نارية في أقدامهما، أثناء اعمال الشغب.
وقرر المدعي العام السماح لمتهمين من أصل 26 موقوفا، بالبقاء في المستشفى، قيد العلاج، إثر تعرضهما للإصابة أيضا، أثناء أحداث الشغب، التي ابتدأت بمسيرة من الساحة الهاشمية عصر السبت، وتخللها إطلاق قنابل "مولوتوف" حارقة، وألعاب نارية، أعقبها إطلاق عيارات نارية حية.
وأوقفت قوات الدرك، خلال فضها المسيرة، 28 شخصا، وذلك بعد قيامها بإطلاق العشرات من القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين، الذين أسعف بعضهم الى المستشفى، وأحيلوا صباح أمس، الى مدعي عام أمن الدولة، حيث تم اخلاء سبيل اثنين منهم.
وكانت أحداث واحتجاجات وسط البلد أول من أمس السبت، جاءت امتدادا لأحداث شغب واحتجاج شبيهة، وقعت في منطقة العبدلي فجر السبت، أثناء تنفيذ آليات أمانة عمان لقرار إزالة السوق الشعبي، وسط حراسة أمنية مشددة.
وكانت امانة عمان قد قررت نقل سوق الجمعة الاسبوعي الى منطقة راس العين، لأنه بات يشكل ازدحاما مروريا ويسبب أزمة سير خانقة في المنطقة، مما دفع اصحاب البسطات الى الاحتجاج الى السلطات الادارية والامنية بطرق سلمية سرعان ما تطورت الاحداث الى اشعال الاطارات واطلاق العيارات النارية على رجال الامن، ما استدعى تدخل قوات الدرك التي قامت بفض الاعتصام والتجمهر وازالة كل مظاهر الاحتجاج.
ووفقا لشهود عيان، فإن منطقة جبل الجوفة والتاج شهدت اطلاق عيارات نارية بعد أن توسعت الاحتجاجات في منطقة الساحة الهاشمية إلى مدخل حي الطفايلة، لتنتقل إلى محيط مستشفى البشير، حيث قام عدد من الأشخاص بالاعتداء على المستشفى وتحطيم عدد من مرافقه.
وأكد الشهود أن قوات الدرك تواجدت بكثافة في موقع الاحتجاجات وبدأت بإطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة لتفريق المحتجين من أصحاب البسطات على مدخل حي الطفايلة، رداً على إلقاء بعض المحتجين زجاجات المولوتوف الحارقة والألعاب النارية على قوات الدرك والأمن، لتتوسع الاحتجاجات تباعاً.
ويذكر أن هذه الاحتجاجات استمرت ليومين على التوالي، بعد أن اندلعت أعمال مماثلة ليلة الجمعة/ السبت في منطقة العبدلي وسط عمان، على خلفية قرار أمانة عمان بنقل سوق الجمعة إلى منطقة رأس العين، تخللها اعتقال العشرات من المحتجين.
وقد أصيب عنصران من قوات الدرك بشظايا إثر اطلاق قنابل مولوتوف (الحارقة ) من قبل محتجين في وسط البلد، وقامت سيارة إسعاف بنقل الدركي الاول الذي أصيب بقدمه على الفور الى المستشفى لتلقي العلاج، وهو برتبة عريف، قبل أن يصاب رجل آخر بعده بنحو ساعة وحالتهما العامة متوسطة، فيما أصيب مواطن وحالته الصحية مستقرة.
على الصعيد السياسي دان حزب "جبهة العمل الإسلامي" الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في الاردن المعالجة الأمنية في موضوع نقل البسطات من سوق الجمعة في ساحة العبدلي إلى منطقة (رأس العين)، وقد أدى ذلك إلى إصابة العديد من المدنيين وقوات الدرك.
وقال الحزب في بيان له امس الاحد، إن إجراءات أمانة عمان المتعلقة بعملية نقل السوق، لم تراع أوضاع مئات الأسر والعوائل، التي تعتمد في رزقها على العمل في هذا السوق.
واكد الحزب على أن هذه الطريقة الأمنية بالمعالجة، لا تزيد الأمور إلا سوءاً وتعقيداً واحتقاناً، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها المواطنون.
من جانبه، أكد نائب مدير المدينة لشؤون البيئة والمناطق في امانة عمان باسم الطراونة بأن الأمانة ماضية في قرار الغاء سوق العبدلي الشعبي القديم ونقله للموقع الجديد في منطقة رأس العين.
وأشار الطراونة في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، الى أن الأمانة شكلت لجنة تضم موظفي الامانة المعنيين ومندوبين عن محافظة العاصمة ووزارة العمل ومديرية الامن العام وممثلين عن اصحاب البسطات لاستقبال الطلبات للحصول على البسطات في الموقع الجديد.
وأكد المهندس الطراونة أن اللجنة ستتولى مهام توزيع البسطات على اصحابها خلال الاسبوع الحالي، وذلك بعد الانتهاء من عملية تقديم الطلبات وحصرها، داعيا في السياق اصحاب البسطات الى التعاون مع اللجنة وامانة عمان لتسهيل عملية التوزيع وتشغيل السوق في موقعه الجديد.
وأوضح أن قرار نقل السوق من موقعه يأتي لكونه سببا رئيسا في إعاقة الحركة المرورية وخلق أزمات سير خاصة، في ظل وجود العديد من الدوائر الحكومية الرسمية، فضلا عن المعاناة التي يسببها للمواطنون المراجعون والمجاورون للسوق وأصحاب المحال التجارية.
على صعيد آخر، سيطرت الأجهزة الأمنية في محافظة الزرقاء وباسناد من قوات الدرك على أعمال شغب في قضاء بيرين بالقرب من مركز أمن بيرين، اندلعت في اعقاب قيام قوة أمنية بدهم احد المنازل بحثا عن أسلحة، وفق مصدر أمني.
وقال المصدر، إن اعمال الشغب اندلعت بين مجموعتين من سكان المنطقة اتهمت إحداها المجموعة الاخرى بابلاغ الأجهزة الامنية عن وجود اسلحة غير مشروعة في أحد المنازل، حيث تجمهر العشرات من السكان وأغلقوا الطريق بالاطارات المشتعلة والحجارة وهموا بالاعتداء على أحد المنازل قبل أن تقوم قوة أمنية بالسيطرة على الموقف وإنهاء الشغب.
وأضاف المصدر، أن فرق الاطفاء في مديرية دفاع مدني الزرقاء أخمدت النيران وتمت إعادة فتح الطريق، فيما تتولى قوة أمنية تأمين الموقع للحيلولة دون تجدد أعمال الشغب.
المحكمة الأردنية توقف 26 شخصا على خلفية احتجاجات
بعد إصابة اثنين من عناصر قوات الدرك

المحكمة الأردنية توقف 26 شخصا على خلفية احتجاجات

لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة