غرناطة توافق على إعارة أراغون وثيقة تسليم أبو عبد الله الصغير لها

لأول مرة منذ توقيعها قبل أكثر من 500 سنة

غرناطة توافق على إعارة أراغون وثيقة تسليم أبو عبد الله الصغير لها
TT

غرناطة توافق على إعارة أراغون وثيقة تسليم أبو عبد الله الصغير لها

غرناطة توافق على إعارة أراغون وثيقة تسليم أبو عبد الله الصغير لها

في عام 1491 وقع الملك أبو عبد الله الصغير (1459- 1533) على وثيقة تسليم مملكة غرناطة، جنوب إسبانيا، إلى الملكة إيزابيلا والملك فرناندو الثاني، وجرى تنفيذ الاتفاق في الثاني من شهر يناير (كانون الثاني) من عام 1492، حيث دخلت القوات الإسبانية المدينة.
هذه الوثيقة ستخرج لأول مرة من مدينة غرناطة، استجابة لطلب الحكومة المحلية في إقليم أراغون، شمال إسبانيا، وهي محفوظة حاليا في مكتبة الأرشيف التاريخي في غرناطة، وتعتبر من أهم الوثائق التاريخية في إسبانيا، ولم تخرج من غرناطة منذ تاريخ توقيعها، أي منذ 523 عاما.
وتأتي استجابة بلدية غرناطة للطلب للمشاركة في معرض تقيمه الحكومة المحلية في محافظة سرقسطة تحت عنوان «فرناندو الثاني ملك أراغون، الملك الذي وحد إسبانيا وانفتح على أوروبا». والمعرض مخصص للتعريف بشخصية فرناندو الثاني (1452-1516) ملك أراغون، ونشاطه السياسي في إسبانيا وأوروبا.
وستعار الوثيقة لمدة 3 أشهر، بين 10 مارس (آذار) و7 يونيو (حزيران) من عام 2015، وصرح النائب البلدي لويس فرنانديز لصحيفة «إيديال» الإسبانية بأن «الوثيقة معدة لإعارتها، وجرت الإجراءات الخاصة بتسليمها، ومنها تقييم الوثيقة بسعر مليون ونصف المليون يورو»، إضافة لشروط اشترطتها بلدية غرناطة، ومنها أن يقوم أحد المختصين بمرافقة الوثيقة، وأن تكون بيئة المكان معدة بشكل جيد لحفظ الوثائق.
يشار إلى أن الوثيقة تحتوي على 77 مادة، وأهم ما جاء فيها من مواد هو أن يقوم أبو عبد الله الصغير بتسليم قصر الحمراء ومدينة غرناطة، ويتعهد الإسبان بأن يحتفظ المسلمون بديارهم وممتلكاتهم، وأن يستمروا بممارسة شعائرهم، ولا يجبرون على التحول إلى المسيحية، وأن تطبق فيما بينهم القوانين الإسلامية. وبعد سقوط غرناطة خرج أبو عبد الله منها متجها إلى منطقة البشرات جنوب غرناطة، ثم انتهى به المطاف في مدينة فاس المغربية، ليتوفى هناك عام 1533. وفي عام 1609 قرر ملك إسبانيا فيليب الثاني طرد جميع المسلمين من إسبانيا، فاضطروا إلى الهجرة إلى شمال أفريقيا، في ظروف صعبة للغاية، ولا تزال الكثير من آثارهم هناك، لكن بعضهم أصر على البقاء، وظل متخفيا في إسبانيا.
وكان الغرناطيون قد استنجدوا مرارا بالعرب والمسلمين لمساعدتهم، لكن المساعدات كانت قليلة مقارنة بالمساعدات التي تلقاها الجيش الإسباني الذي حاصر مملكة غرناطة وأجبرها في النهاية على الاستسلام، منهيا بذلك 8 قرون من الوجود العربي في إسبانيا.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.