الهيئة العامة للائتلاف تعقد اجتماعات في إسطنبول.. وتنتخب غدا رئيسا للحكومة المؤقتة

13 مرشحا للمنصب وأبرز المتنافسين طعمة وقدسي وهيتو

الهيئة العامة للائتلاف تعقد اجتماعات  في إسطنبول.. وتنتخب غدا رئيسا للحكومة المؤقتة
TT

الهيئة العامة للائتلاف تعقد اجتماعات في إسطنبول.. وتنتخب غدا رئيسا للحكومة المؤقتة

الهيئة العامة للائتلاف تعقد اجتماعات  في إسطنبول.. وتنتخب غدا رئيسا للحكومة المؤقتة

بدأت الهيئة العامة للائتلاف الوطني المعارض اجتماعاتها أمس في مدينة إسطنبول التركية لمناقشة عدد من القضايا، على رأسها انتخاب رئيس للحكومة المؤقتة غدا الأحد، إضافة إلى نقض قرار رئيس الائتلاف هادي البحرة المتعلّق بحلّ المجلس العسكري برئاسة عبد الإله بشير قبل أسابيع عدّة، وفق ما أكّد عضو الائتلاف أحمد رمضان.
وكانت الهيئة السياسية قد وافقت على قائمة للمرشحين المتنافسين على رئاسة الحكومة، مؤلفة من 13 اسما، من أصل 50 شخصية تقدموا بطلبات الترشيح، هم رئيس حكومة تصريف الأعمال أحمد طعمة، ونائبه إياد قدسي، ورئيس الحكومة السابق غسان هيتو، ومحمد ياسين نجار، ووليد الزعبي، ومحمد رحال، وصفاء زرزور، ولمياء نحاس، وعلي بدران، وصبا حكيم، وعبد الرحمن ددم، وعبدو حسام الدين، وهاني خباز، بحسب ما جاء في بيان للائتلاف.
وفي حين أكّدت مصادر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط» أنّ المنافسة تنحصر بشكل أساسي بين كل من طعمة وهيتو وقدسي، أشار عضو الائتلاف أحمد رمضان إلى أنّ رئيس الحكومة المؤقتة هو الأوفر حظا، وقال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «المعطيات السياسية لغاية الآن تشير إلى أن التوجه هو لانتخاب طعمة»، لافتا إلى أنّ «إقالته كانت لأسباب سياسية».
من جهتها، استبعدت المصادر عودة طعمة، مرجّحة أن يرسو الانتخاب على قدسي أو هيتو، وعدَّت أن إقالته كانت بناء على انتقادات طالته شخصيا كما عمل حكومته، لافتة إلى أنّ المطلوب من الحكومة المنتخبة أن تنتقل إلى الداخل السوري وتقوم بعملها على الأرض وتأمين احتياجات الشعب السوري على مختلف الأصعدة، من الطبابة والإغاثة إلى التعليم والدفاع المدني.
وستناقش الهيئة في اجتماعاتها التي ستمتد إلى 3 أيام تنتهي غدا الأحد، التدخّل العسكري وضربات التحالف الدولي ضدّ الإرهاب، وهو ما لفت إليه رمضان، مشيرا إلى أن هناك اعتراضا على عدم الأخذ بمطالب الشعب السوري المتمثلة بضرب النظام وحلفائه من الميليشيات التي تقاتل إلى جانبه، إضافة إلى تثبيت عضوية 15 ممثلا لهيئة الأركان في الهيئة العاملة. وسيكون كذلك على جدول الأعمال البحث في تقريري رئاسة الائتلاف والأمانة العامة، والبت في العلاقة الناظمة بين الائتلاف والحكومة، ومناقشة النظام الأساسي للائتلاف والسياسة المالية.
وكانت الهيئة العامة للائتلاف الوطني السوري أقالت حكومة طعمة في 22 يوليو (تموز)، المؤلفة من 12 وزيرا، بأغلبية 66 صوتا مقابل 35 صوتا مؤيدة لبقائه، في خطوة فسّرها البعض بأنّها محاولة للحدّ من نفوذ «الإخوان المسلمين» في المعارضة السورية، فيما قالت الهيئة في بيان لها إن «هدف الإقالة هو الرقي بعمل الحكومة لخدمة شعبنا، والعمل على تحقيق أهداف الثورة».
وأعلنت رئاسة الائتلاف حينها أنها فتحت باب الترشح لمدة أسبوعين على أن تقوم الهيئة العامة بتشكيل الحكومة الجديدة خلال 30 يوما من تاريخ الإقالة، انتهت في 22 أغسطس (آب) الماضي، لكن أجّل موعد انتخاب بديل له مرتين خلال الفترة الماضية لعدم التوافق على شخصية لتولي المنصب. وحسب القانون الداخلي للائتلاف، تستمر الحكومة في تصريف الأعمال إلى أن ينتخب الائتلاف رئيس الوزراء الجديد ويشكل حكومته وتطرح على التصويت وتمنح الثقة.
وتشكلت أول «حكومة مؤقتة» تابعة للائتلاف في مارس (آذار) 2013، حيث اختير حينها غسان هيتو لتشكيل حكومة مؤقتة تعمل في ما سمتها المناطق المحررة، إلا أنه لم يتمكن من تشكيل هذه الحكومة بسبب خلافات حول طريقة اختياره، بالإضافة إلى خلافات بين أطياف المعارضة الخارجية، في وقت رفضت فيه قوى معارضة داخلية، كهيئة التنسيق الوطنية، تشكيل حكومة مؤقتة، وأعلن هيتو استقالته بعد اجتماع «الائتلاف الوطني» في إسطنبول أوائل يونيو (حزيران) 2013.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.