وزير فلسطيني: إسرائيل وافقت على إدخال مواد البناء ومنحت تصاريح للعمال

{الأونروا} أكملت خططتها وتصورها لعملية إعمار قطاع غزة

حسين الشيخ، وزير الشؤون المدنية ومسؤول الارتباط المدني في السلطة الفلسطينية
حسين الشيخ، وزير الشؤون المدنية ومسؤول الارتباط المدني في السلطة الفلسطينية
TT

وزير فلسطيني: إسرائيل وافقت على إدخال مواد البناء ومنحت تصاريح للعمال

حسين الشيخ، وزير الشؤون المدنية ومسؤول الارتباط المدني في السلطة الفلسطينية
حسين الشيخ، وزير الشؤون المدنية ومسؤول الارتباط المدني في السلطة الفلسطينية

أعلن حسين الشيخ، وزير الشؤون المدنية ومسؤول الارتباط المدني في السلطة الفلسطينية، أن عملية إعادة إعمار قطاع غزة ستنطلق الأسبوع المقبل بعد أن يتسلم رجال السلطة معابر غزة، أي بعد عقد مؤتمر المانحين في القاهرة الذي سيعقد بعد غد الأحد.
وأكد الشيخ للصحافيين، بعد دخوله إلى غزة ضمن وفد الحكومة الفلسطينية أمس، أن إدخال مواد البناء سيجري خلال الأسبوع المقبل، وأن سلطات الاحتلال لم تبلغهم بمنع عبور أي مواد محددة، وأبلغ أعضاء الحكومة أنه فور تسلم موظفي الهيئة المدنية الخاصة بإدارة المعابر، لمعابر القطاع، ستبدأ عملية إدخال المواد، وفق اتفاق ثلاثي بين الفلسطينيين والإسرائيليين والأمم المتحدة.
وتأتي هذه الخطوة تتويجا لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى التوصل إليه في القاهرة بين وفد فلسطيني وآخر إسرائيلي في 27 من أغسطس (آب) الماضي، وينص على إعادة إعمار غزة وإدخال تسهيلات على حركة الأفراد والبضائع على المعابر. وقد اشترطت إسرائيل ومصر والأمم المتحدة والسلطة أن يكون ذلك بإشراف رجال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وليس «حماس».
ويخوض الفلسطينيون والإسرائيليون، بإشراف الأمم المتحدة، منذ أسابيع مفاوضات حول كيفية تطبيق الاتفاق. وقد سمحت إسرائيل بإصدار تصاريح لعمال القطاع بهدف الدخول إلى إسرائيل من أجل العمل، كما وافقت على إدخال سيارات جديدة بشكل مستعجل إلى غزة، وعلى تحويل رواتب من الخارج لموظفي «حماس» المدنيين.
وتسعى السلطة إلى استقطاب أكثر من 4 مليارات دولار في مؤتمر المانحين، الذي سيعقد في مصر الأحد المقبل من أجل البدء في إعادة إعمار غزة.
وكانت السلطة الفلسطينية قد أطلقت قبل نحو شهر المرحلة الأولى من خطة الإنعاش الاقتصادي، وإعادة إعمار القطاع التي يفترض أن تدوم 3 سنوات، وبدأت بتدخلات إغاثية تهدف إلى البدء في إعادة إعمار غزة، وصولا إلى توسيع الخدمات وتطوير الاقتصاد على طريق إقامة الدولة.
ولم يعرف بعد كيف جرت تلبية شروط إسرائيل، التي ربطت إعمار القطاع بأن يجري عبر السلطة فقط، بعد إيجاد آلية لمراقبة الأموال ومواد البناء وضمن اتفاق سياسي. ويعتقد أن الأمم المتحدة ستنشر مراقبين على المعابر وداخل القطاع كذلك للتأكد من أن أموال ومواد البناء لن تذهب لأغراض عسكرية.
من جهته، أعلن عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن الوكالة أكملت خططتها الكاملة وتصورها لعملية إعمار قطاع غزة. وأوضح في بيان صحافي أن «خطط الأونروا تعتمد على تصور كامل وإحصاءات دقيقة للبيوت التي جرى تدميرها للاجئين الفلسطينيين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية»، مشيرا إلى أن نحو 80 ألف بيت للاجئين أصيبت بأضرار مختلفة خلال الحرب على غزة، وأضاف أنه «في حال توفر التمويل اللازم ودخول مواد البناء بسهولة، فإن (الأونروا) قادرة على بناء 14 ألف بيت خلال عامين على أكثر تقدير».
وشدد أبو حسنة على أن التدمير في غزة كبير، ويحتاج إلى تكاثف كافة الجهود لإنجاز تلك المشاريع وإصلاح ما دمرته الحرب، لافتا إلى أن مئات المهندسين والباحثين الاجتماعيين يواصلون عمليات تقدير الأضرار. كما أوضح أبو حسنة أنه سيتم خلال الأيام والأسابيع المقبلة الإسراع في دفع التعويضات للأضرار البسيطة ومستحقات الإيجار للذين دمرت بيوتهم خلال الحرب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.