يولي الفلسطينيون الاجتماع المرتقب غدا لحكومة التوافق الفلسطينية، بكامل أعضائها في قطاع غزة، اهتماما خاصا، لأنه الاجتماع الأول من نوعه منذ سيطرة حماس على قطاع غزة في منتصف يونيو (حزيران) 2007، ويأتي تتويجا للاتفاقات الأخيرة بين حركتي فتح وحماس، القاضية بتمكين حكومة التوافق من بسط سيطرتها على القطاع.
ويفترض أن يصل رئيس حكومة التوافق الفلسطينية، رامي الحمد الله وجميع الوزراء الآخرين إلى قطاع غزة، صباح غد الخميس لعقد جلسة حكومية، يتلوها تفقد الوزراء لوزاراتهم التي عملت لسنوات طويلة بشكل منفصل عنهم، وجولة يقوم بها الحمد الله على مناطق منكوبة، ثم الالتقاء بشخصيات اعتبارية ووجهاء ومسؤولين في غزة.
وقال مفيد الحساينة، وزير الأشغال الفلسطينية، إن عقد اجتماع الحكومة في غزة يشكل رسالة مهمة إلى العالم أجمع بأن هذه الحكومة هي حكومة كل الشعب الفلسطيني، وهي المسؤولة عنه، وبالتالي عن إعمار غزة، الذي سيكون الملف الأهم على طاولة الحكومة في غزة.
لكن هناك ملفات أخرى قد تفرض نفسها بقوة على الحمد الله، مثل ملف موظفي حكومة حماس السابقة، وملف موظفي السلطة العسكريين الحاليين، إضافة إلى مشكلات أخرى عميقة يعاني منها قطاع غزة.
ومن غير المعروف ما إذا كانت مظاهرات موظفين تابعين لحماس أو موظفي السلطة العسكريين ستكون بانتظار الحمد الله أم لا. وقالت مصادر مطلعة في غزة لـ«الشرق الأوسط» إن ثمة من ينادي بالتظاهر ضد زيارته، لكن حركة حماس لا تتبنى ذلك وتدعو إلى تسهيل الزيارة.
من جهته، رحب رئيس الوزراء السابق إسماعيل هنية بعقد جلسة لحكومة التوافق في قطاع غزة لأول مرة منذ إعلان تشكيلها، في يونيو الماضي، فيما قالت وزارة الداخلية في القطاع إنها «مستعدة لاستقبال وزراء حكومة التوافق برئاسة الحمد الله، وتأمين زيارتهم وتوفير الحماية اللازمة لهم».
وطالب أحمد يوسف، القيادي في حماس، الجماهير الفلسطينية في قطاع غزة، أمس، بالخروج لاستقبال الحمد الله ووزراء حكومته، وعد أن الزيارة «تشكل منعطفا إيجابيا هاما في طريق الوحدة ولمّ الشمل وتوحيد الصف بين الإخوة وأبناء الشعب الواحد لتفويت الفرصة على الاحتلال ومخططاته في التفرد وابتلاع الضفة، والإبقاء على قطاع غزة جرحا نازفا». كما وصف الزيارة بأنها «خطوة على طريق تعزيز قدرات مشروعنا الوطني»، متمنيا أن تكون مقدمة عملية لإعادة الإعمار وكل ما دمره العدوان.
وفي هذا الإطار أيضا، دعا ياسر الوادية، عضو الإطار القيادي لمنظمة التحرير، لتشكيل لجان متعددة لدعم حكومة الشعب الفلسطيني الواحد، وتوحيد المسيرات لاستقبالها، من أجل العمل على تهيئة الأجواء اللازمة لتسهيل اجتماع الحكومة، وتوحيد المصلحة الوطنية ورفع العلم الفلسطيني فوق كل الشعارات الحزبية.
لكن عسكريين ينتمون إلى السلطة غاضبين من الحمد الله بسبب خصم العلاوات من رواتبهم، وصفوا الزيارة بأنها غير مرغوب فيها، وهدد بعضهم بالتصدي للحمد الله.
ويشكل تأمين الحمد الله وفريقه صداعا في رأس الجهات الأمنية التابعة للسلطة، على اعتبار أنه يزور منطقة لا سيطرة لهم عليها. وقالت مصادر أمنية إن حرس الرئيس الخاص هو الذي سيؤمن زيارة الحمد الله، بتنسيق مع القيادات الأمنية في غزة. وأعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني في غزة أمس، استعدادها لعقد مجلس الوزراء أول جلسة له في قطاع غزة، إذ قال إياد البزم، المتحدث باسم الوزارة في تصريح مكتوب: «إن مجلس الوزراء سيعقد اجتماعه في غزة غدا الخميس بحضور رئيس الحكومة وكافة الوزراء، وإن وزارة الداخلية تقوم بإجراء كافة الترتيبات اللازمة لتأمين وصول رئيس الحكومة والوزراء وعقد الاجتماع».
ويتوجه الحمد الله إلى غزة عبر معبر إيرز (بيت حانون) بعد حصوله ووزرائه على تصاريح إسرائيلية خاصة، وتعقد جلسة الحكومة في مقر مجلس الوزراء، ويفترض أن يعود الحمد الله إلى رام الله في اليوم نفسه على أن يبقى الوزراء في غزة، ثم يلتقون في مصر في مؤتمر إعادة الإعمار المقرر في 12 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، ويستهدف جمع 5 مليارات دولار للبدء في عملية إعادة الإعمار.
الفلسطينيون يترقبون أول اجتماع لحكومة موحدة في غزة غدا
حماس تدعو لإنجاح الزيارة المهمة.. وحرس الرئيس يتولى التأمين
الفلسطينيون يترقبون أول اجتماع لحكومة موحدة في غزة غدا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة