ضغط الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مساعي السلام في الشرق الأوسط، وقال إنه يلزم بذل جهود لتغيير الوضع الراهن بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأثناء اجتماع في البيت الأبيض قال أوباما إن «الوضع الراهن بين الطرفين غير قابل للاستمرار»، وأشار إلى الحاجة إلى إيجاد سبل للحفاظ على سلامة الإسرائيليين من الصواريخ العابرة للحدود مع تجنب الخسائر البشرية الفلسطينية في غزة.
من جانبه، قال نتنياهو إنه «ملتزم بالتوصل إلى سلام مع الفلسطينيين يلبي احتياجات إسرائيل الأمنية، وإنه ينبغي التفكير خارج الصندوق بشأن المضي قدما»، مضيفا أنه «ما زال ملتزما بحل الدولتين والاعتراف المتبادل بين إسرائيل والفلسطينيين».
يذكر أن هذا هو أول لقاء لأوباما مع نتنياهو منذ توقف مفاوضات السلام الإسرائيلية - الفلسطينية والحرب على قطاع غزة.
وكما كان متوقعا فقد استخدم نتنياهو لقاءه مع أوباما في المكتب البيضاوي لتكرار التحذير الذي قاله أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من أن إيران المسلحة نوويا ستشكل خطرا أكبر من «داعش» التي سيطرت على مناطق شاسعة من العراق وسوريا.
وجعل نتنياهو قضية إيران في صدارة أولوياته في محادثات البيت الأبيض، حيث قال مسؤول إسرائيلي إنه «كان يسعى حتى قبل لقائه بأوباما للحصول على تطمينات من الرئيس الأميركي بالتزامه بتعهده الذي قال فيه عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من التوصل إلى اتفاق سيء» في محادثات إيران النووية مع القوى العالمية التي تسعى للتوصل إلى اتفاق نهائي في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وقال نتنياهو خلال لقائه أوباما في المكتب البيضوي إن «إيران تسعى إلى اتفاق يؤدي إلى رفع العقوبات المفروضة عليها بفضل جهودكم، ويضعها على عتبة التحول إلى قوة نووية»، مضيفا أنه يتمنى بشدة «ألا يحدث ذلك».
وكانت إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، روسيا، بريطانيا، فرنسا، الصين وألمانيا) قد حددت 24 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل موعدا للتوصل إلى اتفاق نهائي يضمن الطابع السلمي البحت للبرنامج النووي الإيراني، في مقابل رفع العقوبات الدولية عن طهران. وكان نتنياهو قد حذر بالفعل الاثنين الماضي من على منبر الأمم المتحدة من عقد اتفاق مع إيران، وشدد على ضرورة «القضاء كليا على قدرات إيران النووية» واصفا الجمهورية الإسلامية بأنها «أخطر نظام في العالم في أخطر منطقة في العالم».
من جانبه، دعا أوباما في كلمته إلى تغيير «الوضع القائم» حاليا بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وقال في حضور نتنياهو «علينا أن نجد السبل الكفيلة بتغيير الوضع القائم لكي يكون الإسرائيليون في منازلهم، مثل الأطفال في المدارس بمنأى عن سقوط القذائف، وأيضا لكي لا نواجه مأساة الأطفال الفلسطينيين القتلى».
وتزامنت تصريحات الرئيس الأميركي مع قيام الجيش الإسرائيلي بعمليات اعتقال ومداهمة لعدد من المنازل في مدن وبلدات وقرى ومخيمات الضفة الغربية، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء أول من أمس، وفجر أمس ما لا يقل عن 22 فلسطينيا خلال عمليات دهم وتفتيش، نفذتها في سلفيت، وبيت لحم، وجنين، والخليل، وطوباس.
كما تزامنت مع إعطاء السلطات الإسرائيلية موافقتها النهائية على بناء 2610 وحدات سكنية في حي جفعات همتوس الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة، حسبما أكدت أمس منظمة «السلام الآن» المناهضة للاستيطان.
وتقع هذه المنطقة ضمن أراضي قرية بيت صفافا الفلسطينية، التي ضمتها إسرائيل كاملة عندما ضمت القدس الشرقية بعد احتلالها في 1967، وتشكل أراضيها تواصلا مع أراضي بيت جالا وبيت لحم.
وجاء في بيان منظمة «السلام الآن» أن مشروع بناء هذه المساكن الـ2610 حصل الأسبوع الماضي على موافقة نهائية مع النشر القانوني للمشروع في الصحف. ويسبق النشر القانوني بأيام عملية طرح العطاءات.
وكانت بلدية القدس الإسرائيلية قد وافقت على هذا المشروع في ديسمبر (كانون الأول) 2012، لكنه بقي معلقا. ولا تعرف الأسباب التي أعيد من أجلها إطلاق هذا المشروع في الوقت الذي يحتدم فيه التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين. إلا أن منظمة «السلام الآن» نددت به، واعتبرته «خطوة إضافية في طريق القضاء على أي إمكانية لحل الدولتين».
من جهته، أكد أوري أرييل، وزير الإسكان الإسرائيلي لإذاعة الجيش أن التوقيت غير مقصود. وقال الوزير، العضو في حزب البيت اليهودي القومي الديني، إن «النشر ليس مرتبطا بالظروف الراهنة، لكن يندرج في إطار عملية الإجراءات الطبيعية لإصدار التصاريح اللازمة قبل بدء أي مشروع بناء في القدس».
ويعتبر التوسع الاستيطاني من العقبات الأساسية في الجهود التي تبذل منذ عقود لحل القضية الفلسطينية.
على الجانب الفلسطيني، نددت حنان عشرواي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بمشروع البناء في جفعات همتوس، وقالت إنه يندرج «ضمن مشروع تهويد القدس 2020 الذي يستهدف بناء 58 ألف وحدة استيطانية في القدس المحتلة».
وقالت عشراوي في بيان «تمعن إسرائيل في كسب المزيد من الوقت والمساحة لتكثيف الاستيطان وتهويد القدس وعمليات التطهير العرقي ضد أبناء شعب فلسطين، مما سيؤدى حتما إلى إنهاء احتمالات السلام، ويهيئ إلى مستقبل غير مستقر يسوده العنف والتطرف».
ويعيش 200 ألف إسرائيلي إلى جانب 306 آلاف فلسطيني في القدس الشرقية حسب البلدية الإسرائيلية للمدينة.
القضية الفلسطينية والملف النووي يتصدران مباحثات أوباما مع نتنياهو
السلطات الإسرائيلية تعلن وحدات استيطانية تزامنا مع اجتماع واشنطن
القضية الفلسطينية والملف النووي يتصدران مباحثات أوباما مع نتنياهو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة