السيسي: أقول لكل الأشقاء إن الوقت الذي نمر به هو وقت التنسيق والتلاحم

أكد في احتفالات «ذكرى نصر أكتوبر» أن نجاح التجربة المصرية يتوقف على الشباب

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يحضر احتفالات القوات المسلحة احياء لذكرى النصر 6 اكتوبر في الكلية الحربية بالقاهرة بحضور كبار المسؤولين في البلاد أمس (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يحضر احتفالات القوات المسلحة احياء لذكرى النصر 6 اكتوبر في الكلية الحربية بالقاهرة بحضور كبار المسؤولين في البلاد أمس (رويترز)
TT

السيسي: أقول لكل الأشقاء إن الوقت الذي نمر به هو وقت التنسيق والتلاحم

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يحضر احتفالات القوات المسلحة احياء لذكرى النصر 6 اكتوبر في الكلية الحربية بالقاهرة بحضور كبار المسؤولين في البلاد أمس (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يحضر احتفالات القوات المسلحة احياء لذكرى النصر 6 اكتوبر في الكلية الحربية بالقاهرة بحضور كبار المسؤولين في البلاد أمس (رويترز)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن «السياسيين عليهم أن يدفعوا الشباب للعمل والانخراط في الحياة العامة حتى نطمئن على مصر الغد، لأن نجاح التجربة التي نخوضها يتوقف على مشاركة الشباب فيها بجزء كبير»، منوها بأن الدولة بدأت بالفعل في تنفيذ هذا التوجه، وستستمر فيه، مثمنا وقوف الشعب المصري إلى جانب جيشه، خاصة عقب محنة الهزيمة عام 1967، وهو ما استمر حتى الآن، في وقت طالب فيه الدول العربية بمزيد من التلاحم لمواجهة التحديات الإقليمية.
وشهد السيسي احتفالات القوات المسلحة بالذكرى الـ41 لانتصارات السادس من أكتوبر (تشرين الأول) أمس في الكلية الحربية بالقاهرة، وذلك بحضور الرئيس المصري السابق المستشار عدلي منصور، والفريق أول صدقي صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، والمهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين بالدولة.
وحول الأوضاع الإقليمية، قال السيسي: «أقول لكل الأشقاء المحيطين بنا، إن الوقت الذي نمر به هو وقت التنسيق والتعاون والتلاحم، حينما يداهمنا الخطر - وهو يوجد بالفعل - لا بد أن نتلاحم. لقد قلت ذلك منذ سنتين بأن هناك خطرا شديدا قادما، لكن بفضل الله ثم بفضل الشعب والجيش وجميع مؤسسات مصر هذا الخطر هو في أقل حالاته في بلدنا، ولكن ذلك لا يعني عدم الانتباه أو العمل أو المجابهة. يجب أن نكون منتبهين وحريصين حتى نحافظ على بلدنا ولا نغفل أبدا».
وخلال كلمته أبدى السيسي حرصا واضحا على ضرورة مشاركة الشباب بفاعلية في التجربة الديمقراطية التي تخوضها مصر الآن. ودعا كل الأحزاب والقوى السياسية لأن تكون أكثر اهتماما بمشاركة الشباب في صناعة حاضر ومستقبل البلد، وخاصة الحرص على إشراك الشباب في الانتخابات البرلمانية القادمة بشكل فعال.
وقال السيسي، إن الدولة من جانبها قد بدأت بالفعل في تنفيذ هذا التوجه، وهو ما بدا واضحا في مؤسسة الرئاسة وفي بعض الوزارات، وسيستمر بوضوح مع الوزراء والمحافظين، مؤكدا أن «السياسيين عليهم أن يدفعوا الشباب للعمل والانخراط في الحياة العامة حتى نطمئن على مصر الغد، لأن نجاح التجربة التي نخوضها يتوقف على مشاركة الشباب فيها بجزء كبير».
وأكد السيسي وقوف الشعب المصري بجانب جيشه عقب محنة 1967 حتى الآن. وقال إن «الجيش المصري واجه محنة كبيرة عام 1967 والشعب المصري رفض هذه الهزيمة وساند جيشه حتى حقق النصر، وحتى الآن الشعب المصري واقف بجانب جيشه».
وفي لفتة هي الأولى من نوعها في الاحتفالات المماثلة، طلب السيسي من قائد طابور العرض العسكري تأدية التحية العسكرية للشعب المصري. وقال إن «هذه التحية تعد تقديرا وإكبارا على مواقف الشعب المصري منذ اندلاع ثورة 30 يونيو (حزيران) وحفاظه على تراب وطنه، ودرء المؤامرات التي استهدفت الوطن، سواء كانت في الداخل أو الخارج»، موضحا: «أتحدث اليوم عن الشعب المصري وليس الجيش المصري، لأن الشعب المصري في كل مناسبة وأزمة ومشكلة يؤكد أنه شعب مختلف، وأن الأوضاع الراهنة في المنطقة تؤكد أيضا أن الشعب المصري شعب مختلف لأنه تحرك بسرعة بعد أن أدرك أن هناك خطرا حقيقيا على الدولة المصرية».
وقال السيسي، إن «الشعب تحرك في 25 يناير (كانون الثاني) من أجل التغيير والحصول على مستقبل مختلف، واستطاع التغيير وخاض تجربة عاشها لمدة عام، وإن الشعب شعر بخطر شديد على الوطن خلال هذا العام، ولم يتردد الجيش في الوقوف لتلبية نداء الشعب الذي خرج في 30 يونيو». وأضاف أن «هذا التحرك هو علامة حقيقية لوعي المصريين والمسؤولية التي يتعاملون بها مع شأنهم. وكانت أول محطة يوم 26 أغسطس (آب) والتي أكدت أن المصريين منتبهون لوطنهم وحريصون عليه، عندما جرى النداء لدعم مواجهة العنف المحتمل داخل مصر وخارجها، وخرج المصريون بالفعل ليعطوا رسالة للعالم أجمع أنهم ضد العنف».
وتطرق السيسي إلى رحلته إلى نيويورك، قائلا: «لم أكن بمفردي في نيويورك، بل شعرت أن المصريين جميعا كانوا بجانبي هناك»، مؤكدا أن النجاح في نيويورك كان سببه الشعب المصري ودعمه لرئيسهم. وأضاف: «دوما كنت أؤكد على نقطة مهمة إلى كل من التقيتهم، ألا وهي أنني لا أستطيع، ولن يستطيع أحد، أن يفعل شيئا ضد إرادة المصريين».
كما أوضح السيسي أنه «بعد 10 أيام من الإعلان عن مشروع تنمية قناة السويس الجديدة طالب الشعب المصري بالمشاركة في هذا المشروع، ومن خلال ذلك قال وزراء الاستثمار والمالية والتخطيط والبنك المركزي، إن الأموال اللازمة لتمويل هذا المشروع سيجري تجميعها في خلال شهرين أو 3 شهور، ولكنني توقعت نفاد شهادات القناة خلال 7 أيام فقط»، مؤكدا أن ذلك يدل على أن «الشعب المصري صاحب حضارة».
وأشار الرئيس المصري إلى الانتخابات البرلمانية المقبلة قائلا، إن «مصر تخوض تجربة سيكون لها نقاط إيجابية يسعد بها الشعب المصري؛ وقد يكون هناك نقاط سلبية، ولكن إذا كنا حريصين على نجاح التجربة المصرية وحصولها على أعلى درجات الكفاءة والنجاح، فلا بد أن يشارك الشباب المصري فيها؛ وهذا حق لهم».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».