«داعش» يعلن اعتقال حراس ضريح «سليمان شاه».. وأنقرة تنفي

معارضون سوريون: الجنود استسلموا دون مقاومة ونقلوا بسيارات التنظيم

«داعش» يعلن اعتقال حراس ضريح «سليمان شاه».. وأنقرة تنفي
TT

«داعش» يعلن اعتقال حراس ضريح «سليمان شاه».. وأنقرة تنفي

«داعش» يعلن اعتقال حراس ضريح «سليمان شاه».. وأنقرة تنفي

تضاربت المعلومات، أمس، حول مصير ضريح سليمان شاه، الذي يعد أرضا تركية في سوريا، بعد إعلان نائب رئيس الوزراء التركي اقتراب عناصر «داعش» منه في مسعى للضغط على الحكومة التركية التي تقدمت إلى البرلمان بمذكرة تسمح لجيشها بالتدخل في سوريا والعراق.
وأفادت أنباء بأن التنظيم أعلن اعتقاله أفراد الكتيبة الأمنية الخاصة بحراسة ضريح سليمان، والذين يقدر عددهم بـ30 فردا، غير أن الحكومة التركية نفت أنباء الاحتجاز، مؤكدة أن مقاتلي التنظيم «اقتربوا من الضريح» فقط.
ونقلت وسائل إعلام عن مصدر من التنظيم قوله، إن الاعتقال يأتي «كرد فعل» على التصريحات الأخيرة التي أدلت بها الحكومة التركية، وما أبدت من نيات للمشاركة في «الحلف الصليبي». كما لفت المصدر إلى أن احتجاز الجنود يأتي في إطار تحذير أنقرة من تحويل أراضيها إلى منصة للإغارة على مواقع التنظيم.
وأكد ناشطون معارضون من المنطقة، أن التنظيم اعتقل الجنود الأتراك، قائلين إن ذلك حدث «من دون أي مقاومة»، وإن التنظيم اقتادهم في عدة سيارات إلى مكان مجهول، لافتين إلى أنها المرة الأولى التي يحصل فيها تصادم «بهذا الحجم» بين التنظيم وتركيا، مؤكدين أن الأخيرة بدلت كتيبة الحراسة المكلفة حماية الضريح أكثر من مرة، من قبل، وذلك على مرأى من عناصر التنظيم الذي يسيطر على محيط الضريح.
وسليمان شاه هو جد عثمان الأول مؤسس الدولة العثمانية سنة 1299. ويقال إن سليمان شاه غرق في نهر الفرات في القرن الثالث عشر، وأن أتباعه توجهوا شمالا إلى ما أصبح تركيا، حيث أقاموا الإمبراطورية العثمانية.
وتعود سيادة أنقرة على الضريح إلى عام 1921، حيث وقعت تركيا معاهدة مع فرنسا، الدولة المنتدبة على سوريا آنذاك، تقول مادتها التاسعة أنه اتفق على أن ضريح سليمان شاه هو تحت السيادة التركية، وهي الأرض الوحيدة ذات السيادة التركية خارج حدود تركيا، بينما يسهر على حماية المزار جنود أتراك.
ونقل الضريح في عام 1973، بالتعاون مع السلطات السورية، بعد أن هدد إنشاء سد على نهر الفرات الضريح بالغرق، فتقرر نقله إلى منطقة أخرى مسيجة على شريط من الأرض ناتئ في ماء نهر الفرات قرب قرية قره كوزاك على بعد 25 كم من تركيا مساحتها 8.797 متر مربع داخل محافظة حلب.
والأرض المحيطة بالضريح غير مأهولة، وتتولى كتيبة تركية تتمركز قرب الحدود السورية تبديل الوحدات التي تحرس الموقع، كما بني مركز شرطة سوري إلى جانب الضريح. وفي عام 2010 قررت اللجنة المشتركة لبرنامج التعاون السوري - التركي وضع لوحات وشاخصات دلالة للموقع وصيانة الطريق المؤدية للضريح بعده مقصدا سياحيا للزوار الأتراك.
وفي عام 2012 انسحبت القوات السورية من مكان الضريح، في حين بقيت الوحدة التركية تحرس المكان.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.