البرلمان الليبي يكشف عن اتفاق لوقف إطلاق النار.. والجيش يعلن إيقاف عملياته

المفتي يطالب الجماعات المتطرفة بتوحيد الصفوف

البرلمان الليبي يكشف عن اتفاق لوقف إطلاق النار.. والجيش يعلن إيقاف عملياته
TT

البرلمان الليبي يكشف عن اتفاق لوقف إطلاق النار.. والجيش يعلن إيقاف عملياته

البرلمان الليبي يكشف عن اتفاق لوقف إطلاق النار.. والجيش يعلن إيقاف عملياته

تجاهل مجلس النواب الليبي أمس مطالبة مفتي البلاد بتعليق الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة مع أعضاء المجلس المقاطعين عقد جلساته في مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي، وكشف النقاب في المقابل عن أنه جرى الاتفاق خلال الحوار الذي التأم بمدينة غدامس على الحدود مع الجزائر، على 3 بنود، أهمها الوقف الفوري لإطلاق النار.
وأوضح المجلس في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أنه جرى أيضا الاتفاق على الشروع في حوار شامل من دون إقصاء أو تهميش، بالإضافة إلى وضع برنامج عملي وفاعل لتخفيف المعاناة الإنسانية، خاصة الجرحى والمهجرين.
من جهته، أعلن الجيش الليبي رسميا وقف عملياته في مختلف أنحاء البلاد، استجابة لما جرى الاتفاق عليه في حوار غدامس، واحترام حرمة مناسبة عيد الأضحى المبارك.
وقال العقيد أبو زيد المسماري، الناطق الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش، في تصريحات له أمس، إن رئاسة الأركان ستبدأ في تطبيق وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية بكل المحاور والمناطق، لكنه شدد في المقابل على القول إن الجيش يحتفظ بحقه في الرد على أي مصدر نيران يستهدفه أو المواطنين في أي لحظة وأي مكان.
في غضون ذلك، غض الشيخ الصادق الغرياني مفتي ليبيا بصره عن سيطرة الجماعات المتطرفة على زمام الأمور في العاصمة طرابلس، ودعا أمس، في فتوى جديدة ومثيرة للجدل، قيادات عملية «فجر ليبيا» وثوار بنغازي وسبها لأن «يُوَحِّدُوا صفوفهم، وأن يتعاونوا مع أجهزة الأمن المختلفة بحماية المرافق والمؤسسات».
ورأت الفتوى أنه «لا يجوز لأحدٍ تعطيلُ المصالح العامة، والخدمات الحيوية، والمرافق السيادية في الدولة، مثل مصادر الطاقة، أو حقول النفط وموانئه، أو الخدمات الصحية في المستشفيات».
ويستعد مجلس النواب الذي يعد أعلى سلطة دستورية وتشريعية في البلاد، إلى عزل المفتي بسبب «مواقفه غير المسؤولة تجاه الصراع الدائر، ولرفضه دعوة من المجلس لاستجوابه حول تصريحاته المحرضة على العنف».
وامتنع الغرياني عن التوجه لمقر مجلس النواب بطبرق بعد استدعائه رسميا، بهدف استجوابه بشأن ما يتردد عن تأييده للجماعات الإرهابية والمتطرفة في ليبيا.
وطالب الغرياني أول من أمس بتعليق حوار غدامس الذي ترعاه الأمم المتحدة بين مجلس النواب وأعضائه المقاطعين لعقد جلساته في طبرق، وطالب بانتظار حكم المحكمة الدستورية العليا في الطعون المقدمة بشأن عدم دستورية انعقاد المجلس بطبرق، وليس في العاصمة طرابلس.
في غضون ذلك، اكتفت الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني بتوجيه نداء إلى الحكماء والأعيان بالتدخل لوقف الاشتباكات العنيفة التي استمرت أمس لليوم الرابع على التوالي بين قبيلتي «أولاد سليمان» و«القذاذفة» في مدينة سبها (جنوب البلاد) بينما ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات إلى نحو 70 شخصا ما بين قتيل وجريح.
وتحدثت تقارير عن أعمال انتقامية متبادلة بين الطرفين، بينما قالت حكومة الثني إنها تتقدم بالعزاء إلى أهالي القتلى، وطالبت بـ«التعالي عن الحساسيات الجهوية والقبلية».
من جهة أخرى، جرى أمس تفجير برجين للكهرباء بمنطقتي سيدي فرج ومراوة بمدينة بنغازي، حيث قال مصدر بالشركة العامة للكهرباء بالمنطقة الشرقية إن الخطوط المستهدفة التي تربط بين مدن ومناطق المنطقة الشرقية أصيبت بأضرار جسيمة جراء هذا التفجير. وأوضح أن التفجير جرى بواسطة وضع متفجرات في الأبراج، لكنه قال إن حجم الأضرار ومدى تأثيرها على الشبكة العامة سيجري تقديره لاحقا. كما خرجت وحدات توليد الكهرباء بمحطات شمال بنغازي - الزويتينة - الخمس، ما أدى إلى اشتعال منظومة طرح الأحمال بالمنطقتين الشرقية والغربية. وأعلنت مصادر عن حدوث خطأ فني بخط إجدابيا ترتب عليه خروج هذه المنظومة وانقطاع الكهرباء.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.