الحوثيون يوسعون سيطرتهم على صنعاء والاتحاد الأوروبي يدعو لاحترام سلطة الدولة

آشتون: مؤشرات الصراع في اليمن لم تتراجع

يمنيون ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية وسط صنعاء أمس حيث يعاني أكثر من نصف سكان اليمن من انعدام الاستقرار الغذائي في البلاد (إ.ب.أ)
يمنيون ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية وسط صنعاء أمس حيث يعاني أكثر من نصف سكان اليمن من انعدام الاستقرار الغذائي في البلاد (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يوسعون سيطرتهم على صنعاء والاتحاد الأوروبي يدعو لاحترام سلطة الدولة

يمنيون ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية وسط صنعاء أمس حيث يعاني أكثر من نصف سكان اليمن من انعدام الاستقرار الغذائي في البلاد (إ.ب.أ)
يمنيون ينتظرون الحصول على مساعدات غذائية وسط صنعاء أمس حيث يعاني أكثر من نصف سكان اليمن من انعدام الاستقرار الغذائي في البلاد (إ.ب.أ)

أدان الاتحاد الأوروبي أحداث العنف الأخيرة في اليمن، مؤكدا أن مؤشرات الصراع لم تتراجع، معبرا عن قلقه من تصعيد الأنشطة الإرهابية التي يشنها تنظيم القاعدة مؤخرا، فيما قتل نجل ضابط استخبارات وجرح 3 آخرون في انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة عقيد بالمنطقة العسكرية الرابعة بعدن. وقالت الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي - نائبة رئيس المفوضية الأوروبية كاثرين آشتون، إن «الاتحاد يندد بشدة بأعمال العنف الأخيرة التي حدثت في محافظات صعدة، الجوف، عمران، مأرب والعاصمة صنعاء»، وشددت على جميع المتصارعين احترام سلطة الدولة. وانتقدت آشتون الأطراف المتحاربة في اليمن، وطالبتها بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، واحترام سلطة الدولة في صنعاء وغيرها من المحافظات، وحث المتحدث باسم الممثلة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي مايكل مان «جميع الفئات والأطراف المتصارعة، على التمسك بتنفيذ وقف إطلاق النار بشكل دائم، وتمكين الدولة من استعادة السيطرة الكاملة على المؤسسات الأمنية والعامة»، وطالبهم بتسليم كل الأسلحة التي استولوا عليها خلال المواجهات المسلحة مع القوات النظامية والتصرف والتعامل طبقا للقانون، مؤكدا أن الأمن شرط أساسي لنجاح الفترة الانتقالية. وعبر مان عن «قلقه من تصعيد الأنشطة الإرهابية التي يشنها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وغيرها من الجماعات المسلحة المتطرفة»، مشيرا إلى أن «الإرهابيين يعملون ضد إرادة الشعب اليمني ويهددون الأمن والسلم الدوليين».
ويفرض المتمردون الحوثيون سيطرة شبة كاملة على معظم المقرات العسكرية والحكومية ومنازل شخصيات سياسية، بالعاصمة صنعاء، للأسبوع الثاني على التوالي، واقتحم أمس عدد من مسلحيها مركز لمحو الأمية تابع لمؤسسة التضامن الاجتماعية وهي مؤسسة نسائية خيرية في شارع تعز شرق العاصمة، وقالت مصادر في المؤسسة إن «الحوثيين يفرضون حصارا على المؤسسة منذ أيام بعد أن اعتصم أكثر من 20 موظفة بداخلها،» وأطلقت المؤسسة نداء استغاثة لفك الحصار عن المؤسسة وإخراج المسلحين من بعض مقراتها التي اقتحموها ونهبوا ما بداخلها.
وفي جنوب البلاد قتل نجل ضابط عسكري كبير وجرح 3 أشخاص في انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة عقيد في الاستخبارات العسكرية بعدن أمس، وذكر مصدر في شرطة عدن أن مجهولين فجروا عبوة ناسفة بسيارة العقيد ناصر مقيلح الذي يعمل في شعبة الاستخبارات العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة، مما أدى إلى وفاة ولده أمين ناصر مقيلح في الطريق البحري الذي يربط مديرية المنصورة بمديرية خور مكسر، وفرضت الأجهزة الأمنية طوقا حول مكان الانفجار وشرعت في التحقيق بالحادث. ولم يستبعد مصدر أمني تورط تنظيم القاعدة في ذلك، وكانت جماعة «أنصار الشريعة» تبنت عملية تفجير عملية مماثلة استهدفت جنودا من الجيش في محافظة شبوة جنوب البلاد الثلاثاء، وقالت الجماعة التابعة لـ«القاعدة» على حسابها الرسمي في «تويتر» إنها «قتلت 5 جنود وجرح 3 آخرون في تفجير عبوة ناسفة زرعت على الطريق العام في مدينة عزان» وتعتبر هذه المدينة من أهم معاقل «القاعدة» في الجنوب قبل أن يطردهم الجيش منها في حملات عسكرية سابقة.
في سياق آخر أعلنت روسيا حرصها على الاستمرار في تسليح الجيش اليمني، جاء ذلك في لقاء بين سفير روسيا الاتحادية لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين ووزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد أمس بصنعاء، وأفادت وكالة الأنباء الحكومية أن اللقاء بحث الترتيبات الخاصة بتوقيع اتفاقيات التعاون العسكرية خلال الزيارة التي سيقوم بها وزير الدفاع اليمني لموسكو الشهر الحالي، كما ناقش اللقاء القضايا المتعلقة بمجالات التدريب والتأهيل وتقديم الخبرات في مجال مكافحة الإرهاب. وأكد سفير روسيا الاتحادية لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين حرص بلاده على تعزيز التعاون العسكري مع اليمن والإسهام الفاعل في الوقوف إلى جانب اليمن وشعبها وقيادتها السياسية حتى إخراجها إلى بر الأمان.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.