تبدأ جموع حجاج بيت الله الحرام، ابتداء من الساعات الأولى لفجر يوم غد (الخميس) التوجه إلى مشعر «منى»، محرمين على اختلاف نسكهم، متمتعين وقارنين ومفردين، اقتداء بسنة النبي، صلى الله عليه وسلم، للاستعداد للصعود إلى عرفات للوقوف على صعيدها الطاهر يوم الحج الأكبر بعد غد (الجمعة) الذي يوافق التاسع من ذي الحجة، في وقت استعدت فيه كل الجهات الأمنية والخدمية المعنية بتنفيذ خطة حج هذا العام لاستقبال الحجاج داخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة (منى، عرفات، مزدلفة) طوال 6 أيام، وهي الأيام الشرعية التي يؤدي الحاج فيها مناسكه داخل نطاق هذه الأماكن.
من جهة أخرى، اطمأن الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية على حالة الحجاج الذين يتوافدون إلى المشاعر المقدسة مع اليوم السادس من شهر ذي الحجة، مؤكدا جاهزية الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن، ونجاح الخطط الأولية التي أعدت لاستقبالهم.
وأكد أن حكومة بلاده يسرت جميع السبل والإمكانات وسخرتها لخدمة ضيوف الرحمن، مفيدا أن مجمل الخدمات التي وفرت للأعداد المتزايدة من حجاج بيت الله الحرام تتم على أكمل وجه.
وكان أمير منطقة مكة المكرمة اطلع على آخر استعدادات الجهات الحكومية لموسم حج هذا العام 1435هـ الرامية لتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، والتأكد من تمام الاستعدادات والتجهيزات لمواجهة متطلبات موسم الحج.
وشدد الأمير مشعل بن عبد الله، على ضرورة تصاعد العمل الأمني لمنع أي حجاج غير نظاميين لا يحملون تصاريح الحج من دخول المشاعر المقدسة، وقال إن «العقوبات والإجراءات التي سيتم فرضها من خلال نظام متكامل وخطة متكاملة تقضي بعدم السماح لأي شخص بالتحايل على الأنظمة سواء كان ذلك عن طريق التسلل إلى المشاعر أو بأي طريقة كانت»، مشيرا إلى أن من يقبض عليه وهو متسلل ولا يحمل تصريحا للحج فسوف يتم تطبيق العقوبات النظامية بحقه.
وكان الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا، وقف يوم الأحد الماضي ميدانيا على استعدادات الأجهزة المعنية بشؤون الحج والحجاج المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام 1435ه، واتسمت العروض التي قدمت أمام الوزير، أبرز قدرات رجال الأمن القتالية والدفاعية والمهارية، واستعراضا للمهارات والقتالية والرماية أثناء قيادة السيارات والدفاع عن النفس ومواجهة الخصوم، واستخدام السلاح والسيطرة على المهاجمين، إضافة إلى فرضية اقتحام أحد المباني والتعامل بحزم واحترافية مع الأهداف المحيطة بالمبنى باستخدام الأسلحة الثقيلة، وفرضية لصد هجوم مسلح مزدوج، وذلك تحسبا لأي طارئ يعكر صفو الحج، في حين أطلق الأمير محمد بن نايف تحذيرا قويا لأي قد تستغل الموسم لنشر شعاراتها وتعكير أجواء الحج، ونوع العقوبات التي ستطبق في حقهم، بقوله: «الحج ركن عظيم من أركان الإسلام ينبغي أن يتجرد فيه الحجاج عن كل ما ينقض حجهم ويعرض سلامتهم للخطر وأن يراعوا حرمة المكان والزمان، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج»، مشددا على أن أجهزة الأمن بجميع إمكانياتها وتجهيزاتها «تعمل على منع وقوع أي تصرف يتعارض مع شعائر الحج وضبط من يقوم بذلك». وقال: «نأمل أن يتفهم جميع حجاج بيت الله الحرام هذه الحقيقة، وأن يتيحوا الفرصة للقائمين على خدمتهم أن يقدموا لهم الخدمات والتسهيلات كل التي وفرتها لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين، وأن ينعموا بأداء هذا الركن العظيم بكل يسر وسهولة وأمان».
من جهة أخرى، وصل 569 حاجا وحاجة من 38 دولة إلى مكة المكرمة من ضمن ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج على نفقته الخاصة، من بين 1400 مسلم ومسلمة يستضيفهم البرنامج في حج هذا العام، إضافة إلى 1000 من ذوي شهداء دولة فلسطين.
بينما أعلنت المديرية العامة للجوازات في وقت سابق من أمس، إنهاءها إجراءات قدوم أكثر من مليون و384 ألف حاج في كل المنافذ الدولية، الجوية والبرية والبحرية، بينما شهدت المدينة المنورة، طوال يوم أمس وحتى وقت كتابة هذا الخبر، مغادرة المئات من ضيوف الرحمن وزوار المدينة في طريقهم إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، بعد أن من الله تعالى عليهم بزيارة مسجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والسلام عليه، وعلى صاحبيه، رضوان الله عليهما، وأداء الصلاة في المسجد، إلى جانب زيارة أبرز المعالم التاريخية التي تزخر بها طيبة الطيبة.
صحيا، أوضح المهندس عادل فقيه، وزير الصحة المكلف، عدم تسجيل أي أمراض معدية أو وبائية بين الحجاج، وأن أوضاع ضيوف الرحمن الصحية مطمئنة، في وقت نفذت فيه الوزارة أخيرا تجربة فرضية في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة لحالة اشتباه بفيروس «إيبولا» على إحدى رحالات الطيران القادمة من إحدى الدول الأفريقية، بهدف التعرف على استعدادات وجاهزية منافذ قدوم الحجاج للتعامل مع الأمراض المعدية.
وتضمنت الفرضية تطبيق خطة الطوارئ للتصدي لمرض الحمى الفيروسية النزفية (إيبولا)، التي شملت عدة مراحل تضمنت الإبلاغ عن الحالة المشتبه بها، والاستجابة لها، ومعاينة الحالة وعزلها ونقلها إلى المستشفى، بالإضافة إلى إبلاغ الجهات والسلطات المعنية. ومن ضمن الاستعدادات، باشر فريق الإسعاف الجوي بهيئة الهلال الأحمر السعودي تقديم الخدمات الإسعافية لأكثر من 65 مصابا منهم 33 في موقع الحادث و32 مصابا بحالة خطرة نقلوا إلى مستشفيات العاصمة المقدسة من خلال 122 رحلة أجراها فريق الإسعاف الجوي من تاريخ 20 ذي القعدة وحتى الرابع من ذي الحجة.
وبدت الطرق المؤدية إلى مشعر منى تشهد وجودا أمنيا كثيفا لقوات أمن الحج بما يصل إلى 70 ألف رجل أمن والدوريات الأمنية والدفاع المدني، وجرى تقسيم الطرق المؤدية إلى المشعر انسجاما مع الخطة العامة لتفويج الحجاج، كما وجدت كل الوزارات الحكومية والمؤسسات الأهلية وكل الجهات المساندة لخدمة ضيوف الرحمن، في حين ستعمل شركة المياه الوطنية على توفير أكثر من 10 ملايين متر مكعب من المياه التي خصصت لحج هذا العام ضمن التنسيق المباشر مع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة.
حجاج بيت الله الحرام يتوافدون غدا إلى منى للمبيت في يوم «التروية»
أمير مكة المكرمة يؤكد جاهزية الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن
حجاج بيت الله الحرام يتوافدون غدا إلى منى للمبيت في يوم «التروية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة