معارضون وعلماء دين سوريون يطلقون نداء لوقف إطلاق النار خلال العيد

دعوا النظام وداعش وحزب الله وقوات التحالف إلى التهدئة

معارضون وعلماء دين سوريون يطلقون نداء لوقف إطلاق النار خلال العيد
TT

معارضون وعلماء دين سوريون يطلقون نداء لوقف إطلاق النار خلال العيد

معارضون وعلماء دين سوريون يطلقون نداء لوقف إطلاق النار خلال العيد

دعا معارضون سوريون ورجال دين بارزون كافة الأطراف المتقاتلة في سوريا بما فيها النظام السوري وتنظيم داعش وحزب الله اللبناني والتحالف الدولي إلى هدنة ووقف إطلاق النار في سوريا خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
وجاءت الدعوة ضمن حملة أطلق عليها «لأمان شعبنا مدوا يدا»، طالبين التأييد من جميع الأطراف. وفي مبادرة نشر نصها الشيخ معاذ الخطيب، الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، ووقعها عدد من أبرز الشخصيات الدينية والسياسية والعسكرية المعارضة، قال الموقعون: «نوجه نداء إلى قوى الثورة العسكرية، وإلى النظام في دمشق لتخفيف المعاناة عن شعبنا وأهلنا وشيوخنا ونسائنا وأطفالنا جميعا، وذلك من خلال وقف لإطلاق النار على كافة الأراضي السورية بدءا من الساعة السادسة من صباح الجمعة المقبل بتوقيت دمشق يوم الحج الأكبر والوقوف بعرفات، ولغاية الساعة السادسة من صباح الأربعاء المقبل».
ودعا الموقعون القوى العسكرية الأخرى التي دخلت البلاد وذكروا منها «داعش وحزب الله اللبناني والتحالف الدولي» إلى «الالتزام الكامل بوقف إطلاق النار»، آملين بمرور العيد «بلا مزيد من الدماء والأيتام والثكالى والضحايا الأبرياء»، وأن تكون الهدنة «فاتحة لخطوات أخرى تحفظ الأرواح دون أن تضيع المطالب أو تهدر الحقوق».
ومن أبرز الموقعين على مبادرة الهدنة الشيخ محمد كريم راجح، شيخ قراء بلاد الشام، والشيخ أسامة الرفاعي، رئيس المجلس الإسلامي السوري، والشيخ محمد راتب النابلسي، الداعية والكاتب السوري المعروف، واللواء محمد الحاج علي، مدير كلية الدفاع الوطني سابقا، واللواء محمد فارس، رائد الفضاء السوري، إضافة إلى يحيى العريضي، عميد كلية الإعلام بدمشق سابقا، وعماد الدين الرشيد، نائب عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق سابقا، ونزار الحراكي، مستشار سياسي وسفير الائتلاف لدى قطر، وأحمد رياض غنام، كاتب سياسي وعضو غرفة صناعة دمشق، والشيخ أحمد معاذ الخطيب، الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».