قال سعد الدين بن طالب وزير الصناعة والتجارة اليمني، إن الأحداث الأخيرة التي شهدتها بلاده، ألقت بظلالها على الاقتصاد المثقل بالخسائر والديون، مشيرا في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، إلى أن الدفعات المنتظرة من المانحين الدوليين تأجلت بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، ومن بين ذلك الدفعة المقررة من صندوق النقد الدولي، البالغة 550 مليون دولار، التي أرجئت بسبب عدم اتضاح الرؤية حول هوية السلطة المقبلة.
وأوضح بن طالب أن حكومة رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة تواصل مهامها في تسيير الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة، لكن الحلول غائبة، وحالة القلق مدمرة وتحبط النفوس، وتبعث على القلق الاقتصادي، مضيفا أن الحالة العامة تشير إلى توافر البضائع التموينية، إلا أن الوضع الأمني في حالة ترقب وعدم استقرار، والآفاق المستقبلية ليست واضحة بعد انهيار الجيش والمؤسسات الأمنية.
ووصف جمال بنعمر المبعوث الأممي إلى اليمن، الوضع هناك وبالأخص في العاصمة صنعاء بالخطير، مشيرا إلى أن العاصمة باتت محتلة من قبل القوى المسلحة من جماعة الحوثي التي اجتاحتها في الـ20 من الشهر الجاري.
وأضاف أن «ما حدث في اليمن نتيجة لحسابات خاطئة ارتكبتها جميع الأطراف، ومع الأسف زاد من انزلاق الوضع إلى هذا المنحدر الخطر، اختيار جماعة (أنصار الله) وأطراف أخرى العنف كوسيلة لبلوغ أهداف سياسية، مستغلة ضعف الدولة وتفكك الجيش، وأيضا الدور الانتقامي الذي لعبته زعامات النظام السابق التي تحالفت ويسرت للحوثيين دخول العاصمة».
من جهة أخرى، سقط قتلى وجرحى من جماعة الحوثيين في هجوم انتحاري، أول من أمس، استهدف تجمعا لهم بمحافظة مأرب شرق اليمن، وأعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع في مستشفى ريفي يتخذه الحوثيون مقرا لهم منذ حرب الجوف الشهر الماضي، وهو أول استهداف مباشر من «القاعدة» لجماعة الحوثي.
وواصل الحوثيون اقتحامهم للمؤسسات الخيرية للأسبوع الثاني على التوالي، حيث أكدت مصادر محلية اقتحام الحوثيين لمؤسسة اليتيم المجاورة لمعسكر الفرقة أولى مدرعات، الذي سيطروا عليه في مواجهات مسلحة الأسبوع الماضي.
وذكرت المصادر أن عشرات المسلحين اقتحموا المؤسسة ونهبوا ما بداخلها من أثاث وأجهزة ومعامل خاصة بقطاع الأيتام، وتضم المؤسسة عشرات المراكز الحرفية والصناعية التي كان يديرها طلاب المؤسسة.
كما اقتحم الحوثيون مؤسسة التضامن النسائية في شارع تعز جنوب شرقي صنعاء، وذكرت مصادر في المؤسسة أن الحوثيين طردوا موظفين مع أفراد أسرهم من المؤسسة تحت تهديد السلاح، وتضم المؤسسة مسجدا ومدرسة تحفيظ القرآن الكريم وتتكون من 6 طوابق، كان الحوثيون قد فرضوا عليها حصارا منذ يومين.
ولم يستثن الحوثيون مقرات خاصة بقيادات في مؤتمر الحوار الوطني، حيث اقتحموا مقر الهيئة التنفيذية للمؤتمر الوطني العام للشباب، التي يرأسها ياسر الرعيني نائب أمين عام مؤتمر الحوار، في شارع الرباط، ونهبوا محتوياتها.
وينتشر مسلحو الحوثيين في معظم الشوارع والأحياء بالعاصمة، وافتتحوا عشرات المقرات الخاصة بهم فيها، كما أنهم ما زالوا يسيطرون على مقرات عسكرية وحكومية، إضافة إلى رفضهم الخروج من المنازل التي اقتحموها ويمتلكها خصومهم من حزب الإصلاح الإسلامي وقيادات عسكرية.
وزير الاقتصاد اليمني لـ «الشرق الأوسط»: المانحون عازفون عن المنح لعدم اتضاح هوية السلطة المقبلة
صندوق النقد يؤجل دعم الاقتصاد اليمني بـ550 مليون دولار
وزير الاقتصاد اليمني لـ «الشرق الأوسط»: المانحون عازفون عن المنح لعدم اتضاح هوية السلطة المقبلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة