قوات الأمن المصرية تقتل 8 من قياديي «بيت المقدس» قبل تنفيذهم «عملية انتقامية» في سيناء

مصادر شرطية لـ {الشرق الأوسط}:: بينهم عناصر ضالعة في إسقاط مروحية عسكرية مطلع العام

قوات الأمن المصرية تقتل 8 من قياديي «بيت المقدس» قبل تنفيذهم «عملية انتقامية» في سيناء
TT

قوات الأمن المصرية تقتل 8 من قياديي «بيت المقدس» قبل تنفيذهم «عملية انتقامية» في سيناء

قوات الأمن المصرية تقتل 8 من قياديي «بيت المقدس» قبل تنفيذهم «عملية انتقامية» في سيناء

أفادت مصادر أمنية ومحلية في محافظة شمال سيناء المصرية بنجاح عملية قامت بها قوات من الجيش مدعومة بغطاء جوي من المروحيات المقاتلة، استهدفت مجموعة من المتطرفين المنتمين إلى تنظيم «أنصار بيت المقدس الإرهابي»، الذي يستهدف العسكريين في سيناء، مؤكدة مقتل 8 أفراد من المجموعة التي كانت في طريقها لتنفيذ عملية انتقامية ضد القوات ثأرا لمقتل نحو 10 من زملائهم في قصف جوي في اليوم السابق، وأن من بينهم عددا من قيادات التنظيم. وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك حالة استنفار أمني قصوى في المحافظة بدأت منذ يومين، تزامنا مع العمليات المكثفة التي تشهدها المنطقة عبر قوات من الجيش وغارات جوية تشنها طائرات الآباتشي الهجومية على معاقل المتطرفين، وذلك تحسبا لأي عمليات انتقامية لهذه العناصر ضد القوات والمنشآت أو المواطنين».
وأشار مصدر أمني من منطقة الشيخ زويد داخل سيناء، طالبا حجب اسمه، كونه غير مخول بالحديث إلى الإعلام، إلى أن «من بين قتلى فجر (أمس) الثمانية، 3 على الأقل من بين العناصر القيادية لبيت المقدس، وجرى تعرف هوياتهم، وهم من بين المتهمين البارزين في التنظيم الضالعين في عمليات استهداف العسكريين، وتلغيم الطرق باستخدام العبوات الناسفة، وكذلك إسقاط مروحية تابعة للجيش باستخدام صاروخ أرض-جو محمول على الكتف»، في إشارة إلى الواقعة التي حدثت يوم 25 يناير (كانون الثاني) الماضي، مما أدى إلى مقتل طاقم المروحية المكون من 5 أفراد.
وحول التعزيزات الأمنية الجارية، أكد المصدر أن «هناك تنسيقا بين الجيش والشرطة على أعلى مستوى، وخاصة بعد تكرار العمليات الانتقامية للعناصر المتطرفة ضد القوات عقب كل عملية ناجحة تستهدف عناصرهم، وهو ما دفع قيادات العمليات إلى تكثيف الوجود الأمني والاستنفار تزامنا مع بدء العمليات الجارية»، مشيرا إلى رفع درجة الاستعداد ووجود تعزيزات أمنية على كافة المحاور الرئيسة في منطقة العمليات، وأمام المنشآت العسكرية والشرطية والأكمنة، وكذلك تمشيط مكثف للطرق التي تسلكها الآليات الداعمة للعملية خشية وجود متفجرات.
وأوضحت مصادر محلية أن عملية فجر الأحد قامت بها قوات تابعة للجيش في منطقة الشيخ زويد، حيث تصدت القوات لمجموعتين مسلحتين موزعتين على سيارتين تتجولان في تلك المنطقة، مما أسفر عن مقتل أفراد المجموعتين الثمانية. ومن بين القتلى 3 أسماء يعتقد أنهم من بين قيادات التنظيم المتطرف في شمال سيناء، هم محمد الحمادين، وسيد السرحة، وسلامة دهبش. إلى جانب القبض على نحو 10 آخرين وبحوزتهم أسلحة آلية وقنابل يدوية. وعلى صعيد متصل بالعمليات الأمنية الجارية في محافظة شمال سيناء من أجل مطاردة العناصر المتطرفة، أعلن المتحدث العسكري المصري العميد محمد سمير، أمس الأحد، أنه «استمرارا لجهود القوات المسلحة في معاونة أجهزة وزارة الداخلية في مكافحة الأعمال الإرهابية والإجرامية، تمكنت عناصر القوات المسلحة خلال الفترة من 20 إلى 27 سبتمبر (أيلول) من تنفيذ عدد من المداهمات الناجحة ضد البؤر الإرهابية بمحافظات شمال سيناء والإسماعيلية وبورسعيد والدقهلية». وأشار العميد سمير، في تصريح له على صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»، إلى أن تلك العمليات «أسفرت عن مقتل 26 فردا من العناصر الإرهابية نتيجة لتبادل إطلاق النار مع القوات أثناء تنفيذ المداهمات، بخلاف ضبط 84 فردا من العناصر الإرهابية والإجرامية، من بينهم سليمان عايد سليمان سليم، وهو من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة. وضبط وتدمير7 سيارات مختلفة الأنواع و17 دراجة نارية من دون لوحات معدنية تستخدم في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية، و3 دوائر ناسفة وعبوتين ناسفتين وطلقات نارية، كما جرى تدمير 18 فتحة نفق بمحافظة شمال سيناء».
وتابع المتحدث العسكري قوله: «تمكنت عناصر قوات حرس الحدود، في مجال مكافحة أعمال التسلل والتهريب، من إحباط عدة محاولات لتسلل الأفراد والهجرة غير الشرعية وتهريب البضائع. أسفرت عن ضبط 148 فردا في هجرة غير شرعية بينهم 137 مصريا و6 فلسطينيين و4 سودانيين وسوري، في نطاق محافظتي شمال سيناء ومطروح». إضافة إلى ضبط «دراجتين ناريتين يجري استخدامهما في أعمال التلغيم والتفجير ومراقبة الدوريات العسكرية». في غضون ذلك، تواصلت أمس جلسات محاكمة الخلية المتطرفة المعروفة باسم «الأنصار والمهاجرين»، في محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة في ضاحية طرة (جنوب شرقي القاهرة)، وذلك على خلفية ضلوع أفراد الخلية وعلى رأسهم المتهم عادل حبارة و34 آخرون فيما يعرف إعلاميا بـ«مذبحة رفح الثانية»، التي راح ضحيتها 26 مجندا في مدينة رفح المصرية (بمحافظة شمال سيناء).
وتوجه المحكمة للمتهمين تهمة قتل 26 جنديا مصريا عُزَّلا، بعد تكبيلهم وطرحهم أرضا، على طريق «العريش - رفح»، باستخدام أسلحة آلية صبيحة يوم 18 أغسطس (آب) من عام 2013. وتعقد الجلسات برئاسة المستشار محمد شرين فهمي وعضوية المستشارين عبد الشافي السيد عثمان وحمادة السيد الصاوي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.