رئيس جامعة القاهرة لـ {الشرق الأوسط}: الدولة مهتمة بالشباب.. لكن مواجهة الإرهاب فرضت تأثيرها على مناخ الحريات

جابر نصار: منح الأوسمة لأوائل الجامعات المدنية يعكس رغبة الرئيس في تشجيع البحث العلمي

د. جابر نصار
د. جابر نصار
TT

رئيس جامعة القاهرة لـ {الشرق الأوسط}: الدولة مهتمة بالشباب.. لكن مواجهة الإرهاب فرضت تأثيرها على مناخ الحريات

د. جابر نصار
د. جابر نصار

قال الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة لـ«الشرق الأوسط» إن منح الرئيس عبد الفتاح السيسي الأوسمة لأوائل طلاب الجامعات المدنية يظهر اهتمام الدولة بالجامعات وبالشباب، كما يعكس رغبتها في تشجيع البحث العلمي، لافتا إلى أن مواجهة الإرهاب ربما فرضت تأثيرها وألقت بظلالها على مناخ الحريات، مؤكدا أن هذا أمر تقتضيه ضرورة اللحظة الاستثنائية التي تعيشها البلاد.
وأشار نصار، وهو مقرر لجنة الـ50 التي صاغت الدستور المصري الجديد، إلى أن كلمة السيسي في جامعة القاهرة تكتسب أهميتها الخاصة أيضا من كونها الأولى له بعد النجاحات التي حققها خلال مشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الأخيرة الأسبوع الماضي، لافتا إلى أن المصريين جميعا يترقبون كلمة الرئيس بعد هذه المشاركة الناجحة على المستوى الدولي.
وكان الرئيس السيسي قد ألقى كلمة المجموعة العربية أمام قمة المناخ المنعقدة في نيويورك منتصف الأسبوع المنصرم، كما ألقى كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الأربعاء الماضي. وتعد زيارة السيسي لجامعة القاهرة هي الأولى له منذ توليه منصب الرئاسة منتصف العام الجاري.
وأضاف نصار أن اللقاء سيشهد حضورا كبيرا لطلاب وخريجي الجامعات المصرية، قائلا: «اللقاء يغلب عليه الحضور الطلابي، ما يعكس اهتمام الدولة بالشباب»، لافتا إلى الخطوات التي تبذلها الدولة لاستيعابهم، لا سيما قبل انطلاق الانتخابات البرلمانية المقرر لها نهاية العام الجاري.
وقال نصار إن «المواجهات التي تخوضها الدولة مع الإرهاب ربما أدت إلى تطبيق بعض الإجراءات التي أثرت على مناخ الحقوق والحريات، لكنها جاءت بحكم الضرورة من أجل استئصال ظاهرة الإرهاب»، مشددا على أن «الدولة نجحت إلى حد بعيد في فرض هيبتها، والمطلوب أن نخطو خطوات جادة في اتجاه استيعابهم».
وتابع نصار أن «كلمة السيسي تكتسب أهمية أيضا من كونها في جامعة القاهرة، الجامعة الأم، والأكثر حضورا على المستوى الداخلي والدولي، وبما لها من تأثير على البيئة العلمية والمجتمعية في مصر».
وتعد جامعة القاهرة أقدم الجامعات المصرية. وتأسست في عام 1908 وحملت اسم جامعة فؤاد الأول، وأصدرت السلطات المصرية في عام 1953 مرسوما بقانون بتغيير اسمها لتصبح جامعة القاهرة.
ويلقي السيسي كلمته في قاعة الاحتفالات الكبرى في جامعة القاهرة، التي تحمل اسم قاعة جمال عبد الناصر، في اليوم الذي يواكب ذكرى وفاة الزعيم المصري الراحل.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».