رفعت إسرائيل من وتيرة الهجوم على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بعد خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة الماضية. وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يلقي خطابه أمام الجمعية اليوم، بالرد على ما وصفها «أكاذيب عباس». وجاء ذلك بينما دعا صائب، عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، الولايات المتحدة إلى مراجعة موقفها من الرئيس الفلسطيني، ووصف الانتقادات الأميركية لخطابه بـ«غير المقبولة».
وقال نتنياهو أمس قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة في زيارة تستغرق 5 أيام يلقي فيها خطابا أمام الأمم المتحدة: «سأتصدى للأكاذيب التي تروج ضد دولة إسرائيل وسأقول الحقيقة أمام العالم».
وأضاف من مطار بن غوريون في طريقه إلى نيويورك، «أقول لكم يا مواطني إسرائيل (..) في خطاباتي أمام الجمعية العامة وفي كل لقاءاتي سأمثلكم، وسأرد باسمكم كل الافتراءات والأكاذيب التي تختلق عن دولتنا. سأتحدث إلى الجمعية العامة باسمكم، سأقول الحقيقة كما هي ردا على خطاب التحريض الذي ألقاه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وخطاب التضليل التي ألقاه الرئيس الإيراني حسن روحاني».
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن «خطاب نتنياهو سيحاول إظهار عباس بأنه غير راغب في السلام وسيحمله مسؤولية إفشال العملية السلمية، وسيربطه بحركة حماس التي سيربطها بتنظيم (داعش)، وسيعلن استعداد إسرائيل محاربة التنظيم الإرهابي». وأضافت أنه سيركز أيضا على الدور الإيراني في دعم التنظيمات «الإرهابية» في العالم، وسيحذر من التساهل مع إيران في مفاوضات التسلح النووي.
وأكد مسؤولون إسرائيليون أن نتنياهو سيناقش مع الرئيس الهندي تعزيز العلاقات الأمنية والتجارية، وسيبحث مع أوباما خطة عباس والعملية السلمية والخطر الإيراني والحرب على «داعش» إضافة إلى العلاقات بين البلدين.وثمة اعتقاد في إسرائيل أن عباس قرر تغيير قواعد اللعبة بعد خطابه الأخير وطرحه مشروعا على مجلس الأمن قد يبت فيه خلال 3 أسابيع لتحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال. وجن جنون إسرائيل من اتهام عباس لها بارتكاب حرب إبادة في غزة والتسبب في نكبة جديدة للفلسطينيين. وكان الرئيس الفلسطيني طالب، من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة في الدورة 69 الدول الأعضاء بإصدار قرار أممي يضع سقفا زمنيا لإنهاء الاحتلال، وإلزام إسرائيل بالعودة لطاولة المفاوضات لترسيم الحدود بينهما.
وهاجم مسؤولون إسرائيليون خطاب «الأكاذيب»، ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عباس إلى اعتزال منصبه، مهددا إياه بلهجة مبطنة، بالقول: «عباس مدين لإسرائيل بسبب الدعم الأمني الذي قدمته لضمان أمنه وأمن السلطة وسلامته الشخصية كذلك». وأردف: «كل ذلك مرتبط بإسرائيل».
ولم يتوقف الهجوم على عباس على نتنياهو وليبرمان، إذ قال وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون، إن «عباس، أثبت مجددا أنه ليس زعيما يسعى للسلام، وإنما إنسان يبث الأكاذيب ومشغول بالتحريض وشيطنة إسرائيل. وعليه أن يعرف نحن لن نتنازل في كل ما يتعلق بأمن مواطنينا». كما هاجم زعيم المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ، عباس ووصف خطابه بأنه «مشوه ومليء بالأكاذيب ومخيب للآمال». لكن هيرتسوغ، وهو صديق لعباس، شدد في الوقت ذاته على ضرورة المحافظة على التعاون مع الرئيس الفلسطيني عباس، داعيا نتنياهو إلى «مبادرة لإجراء تحركات إقليمية من أجل تغيير الوضع الراهن وإعطاء الأمل للشعبين بدلا من الانشغال فقط في توجيه الانتقادات إلى أبو مازن».
ويضاف الغضب الإسرائيلي من عباس إلى غضب أميركي إذ انتقدت الولايات المتحدة الخطاب الذي وصفته الخارجية الأميركية بـ«المهين وغير اللائق والمرفوض».
ورد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات على تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي، حول خطاب عباس واصفا إياها بـ«تصريحات غير لائقة وغير مسؤولة، ومرفوضة».
وأكد في تصريح بثته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية أن العناصر التي وردت في خطاب الرئيس «لاقت ترحيبا واستحسانا من جميع أعضاء المجتمع الدولي باستثناء الحكومة الإسرائيلية والمتحدثة باسم الخارجية الأميركية».
ودعا عريقات الإدارة الأميركية إلى إعادة النظر في مواقفها والانتصار للقانون الدولي، وتأييد مشروع القرار الفلسطيني - العربي الذي سيعرض على مجلس الأمن الدولي (إنهاء الاحتلال).
نتنياهو يلقي خطابا اليوم أمام الأمم المتحدة يهاجم فيه عباس وإيران وحماس
عريقات: خطاب عباس لاقى ترحيبا من الجميع باستثناء إسرائيل ومتحدثة الخارجية الأميركية
نتنياهو يلقي خطابا اليوم أمام الأمم المتحدة يهاجم فيه عباس وإيران وحماس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة