حذر نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية المغربي ووزير السكنى وسياسة المدينة، من أن المغرب لن يكون بمنأى عن تأثير التحولات السياسية والأوضاع الأمنية التي تعرفها المنطقة إذا لم يتم الدفع بالإصلاحات في اتجاه تحقيق التنمية المستدامة في البلاد.
وأوضح ابن عبد الله، الذي كان يتحدث أمس في افتتاح أشغال الجامعة السنوية للحزب في الرباط، والتي خصصت لمناقشة موضوع «الأمن ودولة القانون» أن «موجات التحولات الجارفة في كل الاتجاهات القارية، وضمنها التحولات الكبرى في المنطقة العربية والمغاربية، وتداعياتها الخطيرة على عدد من البلدان، وما ينجم عنها من اتساع رقعة النزاعات وتزايد بؤر التوتر، له انعكاس وتأثير على الأوضاع المحلية والوطنية لكثير من الدول، بما فيها المغرب». مشيرا إلى أنه على الرغم من تميز السياق المغربي بفضل إنجازه لإصلاحات سياسية ودستورية واقتصادية واجتماعية، وفي المجال الديني أيضا، فإن ذلك لا يعني، بنظره، «الجزم بأن المغرب قد أصبح في منأى عن تأثيرات المحيط وارتدادات براكينه الممكنة، إن لم يتم الدفع بالإصلاحات الضرورية في اتجاه تحقيق التنمية البشرية المستدامة».
وبشأن موضوع التنمية المستدامة، نوه بن عبد الله بالخطاب الذي وجهه الملك محمد السادس إلى الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي تناول الموضوع ذاته، وقال إنه «خطاب مؤسس للفكر التنموي في العالم».
وربط المسؤول المغربي موضوع الأمن بنزاع الصحراء، إذ قال إن «المناورات التي يحيكها حكام الجزائر ضد المغرب، والرامية إلى إقامة فضاء مغاربي يخدم مصالحها الجيوسياسية، يعرض المنطقة إلى مزيد من عدم الاستقرار، لا سيما بعد الفوضى المدمرة، التي اجتاحت ليبيا ومالي، والتي يخيم شبحها (الداعشي) القاتل على مجمل المنطقة». مؤكدا أن مواجهة هذه المناورات ينبغي أن يجري من خلال تقوية الجبهة الداخلية، وإيجاد الحلول المناسبة لأسباب الاحتقان، وللمطالب الاجتماعية والاقتصادية المشروعة، وكذا تعزيز الممارسة الديمقراطية، منبها إلى عدم الاكتفاء بالمقاربة الأمنية في تدبير ملف الصحراء على أهميتها في حماية أمن المواطنين.
وبخصوص موضوع الاستحقاقات الانتخابية التي ستعرفها البلاد العام المقبل، قال ابن عبد الله إنه ينبغي التحضير لها جيدا، بعيدا عن السجالات العقيمة والمزايدات السياسية، التي لن تخدم الخيار الديمقراطي الذي انخرطت فيه البلاد، وحذر من الخطابات التشكيكية الجاهزة والمغرضة في هذه الانتخابات، وقال في هذا الصدد: «المغرب يوجد في وضع مؤسساتي عادي، ولا يعاني في هذا المجال من أي حالة اضطراب أو استثناء، وهو يعيش تجربة ديمقراطية أفرزت حكومة منتخبة، لها ما لها وعليها ما عليها».
وفي سياق حديثه عن الحكومة الحالية، دافع بن عبد الله عن حكومة ابن كيران، وقال إنها حققت مكتسبات اقتصادية واجتماعية رغم الظرفية الصعبة جدا، وإنها تملك إرادة سياسية قوية في حسن تنظيم وتدبير الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، بهدف إنجاحها وضمان التنافس الحر الشريف للجميع، بيد أنه نبه إلى أن حدوث ما يعاكس ذلك، وهو «افتراض مستبعد الآن»، بحسب قوله، فإن حزبه سيكون أول من يتصدى لهذا الأمر «بالفعل المناسب».
وردا على الانتقادات التي توجهها أحزب المعارضة للحكومة بشأن تأخرها في إصدار ما تبقى من القوانين التنظيمية المنصوص عليها في الدستور، وكذا قصر المدة المتبقية لإعداد القوانين الانتخابية، أكد بن عبد الله أن السنتين المتبقيتين من عمر الحكومة كافية لإخراج هذه القوانين، وأنه بالإمكان المزاوجة بين التحضير للانتخابات المقبلة، وإخراج القوانين التنظيمية المتبقية.
كما تطرق المسؤول الحكومي إلى موضوع إصلاح أنظمة التقاعد المثير للجدل، ووصفه بأنه مشكل عويص ينذر بخطر إفلاس صناديق التقاعد وزوال أنظمته ككل، إذا لم يجر الإصلاح الضروري المستعجل قبل فوات الأوان، واقترح أن يجري الإصلاح بالتدرج، وفي إطار الحوار والتشاور، مع الحفاظ على المكتسبات التي تحققت للفئات المستضعفة من المتقاعدين.
يذكر أن أشغال الجامعة السنوية لحزب التقدم والاشتراكية كرمت أمس الحقوقي عبد العزيز بن زاكور، عضو مجلس رئاسة الحزب الذي يشغل حاليا منصب رئيس مؤسسة الوسيط التي تنظر في شكاوى وتظلمات المواطنين ضد الإدارة.
وزير مغربي يحذر من تداعيات التحولات السياسية والأمنية على بلاده
بن عبد الله دعا إلى التحضير للانتخابات المقبلة بعيدا عن خطابات التشكيك
وزير مغربي يحذر من تداعيات التحولات السياسية والأمنية على بلاده
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة