الحمد الله يحسم الجدل الدائر حول رواتب موظفي حكومة حماس السابقة

قال إن طرفا ثالثا سيدفع عن طريق جهة دولية

رامي الحمد الله
رامي الحمد الله
TT

الحمد الله يحسم الجدل الدائر حول رواتب موظفي حكومة حماس السابقة

رامي الحمد الله
رامي الحمد الله

حسم رامي الحمد الله، رئيس حكومة التوافق الفلسطينية، الجدل الدائر حول رواتب موظفي حكومة حماس السابقة في قطاع غزة، التي كانت سببا لنشوب خلافات بين حركتي فتح وحماس لعدة شهور، مؤكدا أن الحكومة لن تدفع هذه الرواتب من جيبها، وإنما عبر طرف ثالث.
وشدد الحمد الله في مؤتمر صحافي عقد في نابلس بالضفة الغربية، أمس، على أن «حكومة الوفاق الوطني تسعى لتأمين رواتب الموظفين المدنيين التي عينتهم حماس بعد عام 2007 من خلال جهة ثالثة.. وقد قمنا بطرق أبواب كثير من الدول لتوفير دفعات لموظفي غزة، وسيجري ذلك في حال توفير الأموال عن طريق جهة دولية ثالثة، وليس عن طريق الحكومة».
وكانت أزمة كبيرة قد تفجرت بين حماس وحكومة الحمد الله في الشهور القليلة الماضية، بعد توقيع اتفاق المصالحة بين الحركة الإسلامية وفتح، بسبب أن حكومته دفعت رواتب منتسبيها المسجلين على قوائم وزارة المالية، بينما لم تصرف رواتب الموظفين المسجلين على قوائم حكومة حماس السابقة.
وكانت هذه القضية على طاولة المباحثات التي جرت بين فتح وحماس في القاهرة خلال الأسبوع الماضي؛ حيث سبق أن أصرت حركة فتح على أن الحكومة غير ملزمة بذلك، وأنها ستحدد موقفها بعد انتهاء لجان خاصة من دراسة الوضع القانوني والإداري لهؤلاء الموظفين.
كما قال الحمد الله في وقت سابق إن «حكومته لا تملك المال اللازم لذلك، وإنها تلقت تحذيرات من دفع رواتب لموظفي حركة موضوعة على قوائم الإرهاب»، إضافة إلى أن «البنوك الفلسطينية تتجنب الوقوع في مساءلة حول ذلك».
ولم يشر الحمد الله خلال المؤتمر الصحافي إلى الجهات التي يمكن أن تدفع رواتب موظفي حماس، لكن يبدو أن قطر هي أقوى المرشحين لذلك، خصوصا أنها تعهدت في السابق بالدفع، بعد مكالمة هاتفية جرت بين إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، والأمير تميم بن حمد لحظة توقيع اتفاق المصالحة في غزة.
كما حمل الحمد الله الاتفاق بين حماس وفتح مسؤولية الإشكالية الحالية، وإشكاليات أخرى، لأنه لم يكن تفصيليا. وقال الحمد الله بهذا الخصوص «لقد كان مجرد اتفاق إطار مبهم وغامض، لم يبحث في التفاصيل، ولم يوضح على سبيل المثال كيف سيجري تدبير أمر 54 ألف موظف في قطاع غزة، كما لم يحدد تفاصيل مسؤوليات الحكومة حتى الآن، وخصوصا قضية الأمن؛ حيث جرى الاتفاق على تشكيل لجنة أمنية عليا تدرس هذا الملف وتقدم الحلول للحكومة»، وعبر عن أمله بتمكين حكومته من العمل في قطاع غزة بعد الاتفاق الأخير بين فتح وحماس في مصر.
وفي وقت سابق رفض ممثلون عن موظفي حماس أن يتقاضوا رواتبهم عبر جهة ثالثة، وطالبوا بضمهم إلى كشوفات موظفي حكومة السلطة الفلسطينية، كما عانت حكومة الحمد الله من عدم قدرتها على العمل في غزة لنحو 3 شهور منذ تشكيلها، متهمة حماس بتشكيل حكومة ظل، لكن بعد ذلك اتفقت فتح وحماس على تمكين حكومة الحمد الله من ممارسة دورها في غزة.
وبهذا الخصوص قال الحمد الله إنه يأمل أن يمكن الاتفاق الجديد حكومته من «ممارسة صلاحياتها الحقيقية في قطاع غزة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.