قصفت الطائرات الأميركية موقعا للتدريب لـ«داعش» وبنايتين تحتلهما «داعش» في الموصل أمس، ليصل عدد الضربات الجوية الأميركية إلى 176 ضربة منذ بداية أغسطس (آب) الماضي. وقال سعيد مموزيني مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في محافظة نينوى: «الطائرات الأميركية أغارت اليوم على مركز لتدريب مسلحي (داعش) غرب الموصل، وأسفرت الغارة عن مقتل عشرات المسلحين من (داعش)»، موضحا أن المركز الذي يقع في منطقة حمام العليل (غرب الموصل) كانت قاعدة عسكرية لتدريب الشباب الجدد الذي انضموا إلى صفوف التنظيم أخيرا.
وأفادت القيادة الأميركية المركزية في بيان أمس بأن «ضربة جوية استهدفت موقع تدريب لـ(داعش) جنوب شرقي الموصل ودمرت مركبة تابعة لـ(داعش) وبنايتين احتلهما (داعش) ووحدة عسكرية كبيرة لـ(داعش)».
وطبقا لمصادر أمنية في بغداد فإن «غارة جوية أميركية نفذت على المقر الرئيس لتنظيم داعش في ناحية حمام العليل (23 كم جنوب الموصل)، أسفرت عن مقتل 30 مسلحا من التنظيم وإصابة أكثر من 50 آخرين». وطبقا لشهود عيان فإن «الطيران الأميركي نفذ 10 ضربات صاروخية على مبنى كلية الزراعة ومنطقة الغابات في ناحية حمام العليل التي يتخذها التنظيم مقرا رئيسا له، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد كبير من عناصر التنظيم». وأضاف شهود العيان أن «القصف أدى أيضا إلى تدمير مبان كثيرة من كلية الزراعة، وتدمير عدد من العجلات التابعة للتنظيم». وكان الجيش الأميركي أعلن، الثلاثاء الماضي، أنه نفذ أولى غاراته الجوية ضمن الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس باراك أوباما في توسيع الضربات الجوية الموجهة ضد تنظيم داعش وتشديدها.
وفي الأنبار وطبقا لما أعلنته قيادة عمليات الأنبار من أن القوات الأمنية باشرت تنفيذ عملية عسكرية واسعة لتطهير محيط الفلوجة الشمالي (62 كم غرب بغداد)، من عناصر تنظيم داعش.
من جهته أكد المتحدث السابق باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء عبد الكريم خلف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المؤشرات تقول، وكذلك ما أعلنته الإدارة الأميركية، إنه لا يوجد تدخل بري في العراق، وبالتالي فإن ما تعلنه بعض الجهات عن رفضها لهذا التدخل فإنه لم يعد قائما»، مشيرا إلى أن «القوات العراقية قادرة وحدها ومعها متطوعو الحشد الشعبي على الوصول إلى أهدافها في حال توفرت لها الأسلحة والتدريب، بالإضافة إلى أهم عنصر وهو الغطاء الجوي».
وأكد اللواء خلف أن «الأميركيين عقدوا العزم على تكثيف الضربات الجوية ضد (داعش)، وهو أمر بدأ يترك آثاره على سير المعارك في مختلف المناطق في العراق، وبالتالي فإنه سيكون له دور في حسم المعركة ضد (داعش)».
وكشف مصدر مطلع من داخل الموصل في اتصال مع «الشرق الأوسط»، عن أن مجموعة مسلحة تسمى «سرايا الرماح» قتلت أمس أحد أبرز قياديي «داعش» العراقيين كان يلقب بـ«سعد كاتم»، وكان مسؤولا عن اغتيالات التنظيم في الموصل. وأوضح المصدر أن «سعد كاتم» قتل أثناء وجوده في الحي العربي وسط المدينة، مضيفا أن 3 مسلحين آخرين من «داعش» قتلوا أمس في انفجار عبوة ناسفة في كراج الشمال (شرق الموصل).
وتزامن ذلك مع إعلان وزارة البيشمركة أمس أن عدد المستشارين العسكريين الأميركيين في إقليم كردستان بلغ أكثر من 300 مستشار، فيما تواصل دول التحالف إرسالها للمستشارين والأسلحة إلى إقليم كردستان والعراق، استعدادا لانطلاق هجوم دولي موسع للقضاء على تنظيم داعش في المنطقة.
وقال العميد هلكورد حكمت، الناطق الرسمي لوزارة البيشمركة لـ«الشرق الأوسط»: «عدد المستشارين والخبراء العسكريين الأميركيين الذين وصلوا إلى إقليم كردستان بلغ أكثر من 300 مستشار وخبير عسكري لحد الآن». وأوضح أن «مهمة هؤلاء تدريب قوات البيشمركة على استخدام الأسلحة الأميركية الحديثة التي وصلت الإقليم، وتقديم المشورة العسكرية للبيشمركة في المعارك التي تخوضها ضد تنظيم داعش، إلى جانب تهيئة البيشمركة وتدريبها على كيفية إدارة جبهات القتال ضد (داعش)». وأشار إلى أن جميع دول التحالف تشارك في تقديم الدعم العسكري لقوات البيشمركة استعدادا للعملية العسكرية المقبلة.
وأكد حكمت: «الوجود العسكري الأميركي كما هو في الإقليم منذ بدء المعارك ضد (داعش)، ولا توجد أي زيادة في عدد العسكريين الأميركيين في أربيل، ولم تتخذ لحد الآن أي تدابير أو إجراءات من قبل الولايات المتحدة في الإقليم لبدء العمليات العسكرية الدولية الموسعة ضد (داعش)، لكن تقرر إنشاء قاعدة عسكرية في أربيل من قبل الولايات المتحدة، حيث جرت دراسة هذا الموضوع بدقة بين الجانبين، وتتضمن أول خطوة في إنشاء هذه القاعدة بناء مطار عسكري للطائرات، التي تنفذ طلعات وغارات جوية على مواقع (داعش) في المنطقة. والمستشارون الأميركيون حاليا يجرون دراسة ميدانية لإنشاء القاعدة العسكرية والمطار في أربيل».
وشدد حكمت على أن القاعدة العسكرية الأميركية في إقليم كردستان «ليست قاعدة للقوات البرية الأميركية، بل هي قاعدة جوية، لأن الدعم الأميركي ودول التحالف لقوات البيشمركة سيكون عن طريق توفير الدعم الجوي لهذه القوات، إلى جانب توجيه ضربات جوية مكثفة لمواقع (داعش) في المنطقة، لذا قبل كل خطوة يجب على هذه الدول أن تتخذ إجراءات من أجل كيفية إنشاء مطار عسكري للطائرات الدولية المهاجمة التي ستنطلق من إقليم كردستان، لأن البيشمركة جزء من هذا التحالف الدولي، وبالتالي اختارت الولايات المتحدة كردستان لتكون مركزا للعمليات العسكرية الدولية الهادفة للقضاء على تنظيم داعش في المنطقة».
من جهته، قال مصدر مسؤول في قوات البيشمركة فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ«الشرق الأوسط»: «بعض الطائرات الأميركية تنطلق من إقليم كردستان، لتنفيذ غارات جوية على مواقع (داعش). هذه الطائرات موجودة حاليا في الإقليم».. دون أن يشير إلى مواقع انطلاق هذه الطائرات. وأضاف: «هذا أمر سري ولا نستطيع أن نبوح به الآن».
ومن جهة أخرى، كشف قائد عسكري عراقي عن أن معركة صدر اليوسفية (جنوب بغداد) التي شارك فيها الطيران الأميركي لأول مرة قبل 4 أيام انتهت صباح أمس لصالح الجيش العراقي. وقال القائد العسكري في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى هويته، إن «معركة صدر اليوسفية التي كانت مستمرة منذ 4 أيام حسمت لصالح قواتنا بعد إسناد من الطيران العراقي والأميركي»، مشيرا إلى أن «العشرات من مسلحي (داعش) هربوا إلى الضفة الثانية من نهر الفرات، وبعضهم استخدم ملابس النساء ومعهم أطفال حتى لا يجري استهدافهم من قبل الطيران أثناء هروبهم».
وأوضح القائد العسكري أن «هذه المنطقة شهدت طوال الشهرين الماضيين عمليات كر وفر بين القوات العراقية وتنظيم داعش لأنها أقرب نقطة إلى العاصمة بغداد، وبالتالي فإن طردهم إلى الضفة الثانية من النهر يعني زوال الخطر تماما، بالإضافة إلى أنه سيكون له تأثير كبير على مجريات المعركة المقبلة في كل من الفلوجة (غرب بغداد) وجرف الصخر (جنوبا)».
إلى ذلك أعلن مجلس محافظة الأنبار عن موافقة رئيس الوزراء حيدر العبادي على تشكيل «قوات الحرس الوطني» في الأنبار لمكافحة الإرهاب وتنظيم داعش. وقال رئيس المجلس صباح كرحوت في تصريح صحافي أمس إن «وفدا من حكومة الأنبار عقد اجتماعا مع رئيس الوزراء حيدر العبادي وحصلت الموافقة الرسمية بتشكيل قوات الحرس الوطني في الأنبار لمكافحة الإرهاب وتنظيم داعش وتطهير مدن الأنبار من عناصرهم المجرمة». وأضاف كرحوت أن «العبادي وافق أيضا على تعويض المتضررين من أهالي الأنبار والعمل على دعم القوات الأمنية من الجيش والشرطة في مكافحة تنظيم داعش، مع توفير الخدمات التي يحتاجها المواطنون».
وفيما يتسع رفض التدخل الأميركي في العراق من قبل الكثير من الكتل والفصائل الشيعية المسلحة، فإن الطيران الأميركي الذي حسم معركة «صدر اليوسفية» لا يزال يواصل هجماته على مواقع تنظيم داعش في مختلف المحافظات الغربية.
قصف معسكر لـ«داعش» في الموصل.. وأكثر من 300 مستشار عسكري أميركي يدربون البيشمركة
الجيش العراقي يحسم معركة «صدر اليوسفية» بإسناد أميركي بعد 4 أيام من القتال
قصف معسكر لـ«داعش» في الموصل.. وأكثر من 300 مستشار عسكري أميركي يدربون البيشمركة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة