أسقط تنظيم «داعش»، أمس، طائرة حربية تابعة للقوات النظامية السورية فوق مدينة الرقة، معقل التنظيم في شمال سوريا، بعد أن تعرضت لإطلاق نار خلال قيامها بقصف جوي للمنطقة، بحسب ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في حين تكثفت الغارات الجوية النظامية على أحياء الغوطة الشرقية لدمشق.
وبموازاة ذلك، ردت قوات المعارضة بإطلاق 11 صاروخا من نوع «كاتيوشا» على مناطق خاضعة لسيطرة النظام في أحياء العاصمة السورية، إلى جانب عدة قذائف هاون، أسفرت عن مقتل مدني وإصابة آخرين بجروح. وجاء هذا الهجوم غداة إعلان «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» إطلاق المرحلة الثانية من عملية «صواريخ الأجناد» التي تأتي ردا على غارات النظام على أحياء المدنيين في الغوطة الشرقية.
وأفاد ناشطون بسقوط صواريخ «كاتيوشا» في أحياء أبو رمانة والمالكي والروضة ومزة 86 وحديقة الجاحظ وساحة عرنوس، في حين تعرضت أحياء دمشق القديمة لقصف بقذائف المورتر استهدفت أحياء جرمانا وباب توما والإحدى عشرية وحي الصالحية في الوسط التجاري، وفي محيط ساحة السبع بحرا، كذلك في الحمرا والمالكي والمزة بالقرب من مستشفى الأطفال.
في دمشق، ارتفع إلى 11، بينهم قيادي في لواء مقاتل، عدد المقاتلين الذين قتلوا في اشتباك وقع أمس في منطقة الزاهرة القديمة (وسط العاصمة) بين مقاتلين معارضين وقوات النظام، بحسب المرصد. وكان ناشطون أفادوا بـ«محاولة تسلل قام بها مقاتلون إلى حي الميدان» في دمشق الاثنين، جرى إحباطها من قوات النظام. ووقعت معركة ضارية بدمشق في صيف 2012، تمكنت بعدها القوات النظامية من طرد مقاتلي المعارضة منها، لكنهم لا يزالون يحتفظون بمواقع عند أطراف دمشق، لا سيما في الشرق والجنوب. ونادرا ما تحصل مواجهات في هذا العمق من العاصمة.
وتواصلت الاشتباكات على حدود أحياء العاصمة السورية، إذ أفاد المرصد بمقتل عنصرين على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين لها خلال اشتباكات مع مقاتلي المعارضة، وبينهم «جبهة النصرة» (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، بمنطقة الدخانية على أطراف العاصمة. واستولى مقاتلو المعارضة الأسبوع الماضي على هذه المنطقة الصغيرة القريبة من حي جوبر (شرق العاصمة) والمتاخمة للغوطة الشرقية ودمشق، وتحاول قوات النظام استرجاعها.
ونفذ الطيران الحربي 7 غارات على مناطق في مدينة دوما، فيما سمعت أصوات إطلاق نار في بلدة جديدة عرطوز بالغوطة الغربية، في حين نفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في مدينة حمورية.
وفي الغوطة الغربية، تجددت الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى في المنطقة الواقعة بين بلدة الطيبة ومخيم خان دنون بالغوطة الغربية، وسط استهداف الكتائب الإسلامية بعدة قذائف هاون تمركزات لقوات النظام في المنطقة، فيما قصفت قوات النظام مناطق في بلدة الطيبة.
بموازاة ذلك، اتهم ناشطون معارضون قوات النظام السوري بمحاولة عزل مدينتي الهامة وقدسيا بريف دمشق الغربي عن العاصمة، وذلك بعد قطع جميع الطرق المؤدية إليهما. ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن الناشط المدني المعارض خالد الشامي قوله إن «جنود النظام أغلقوا الطرق المؤدية إلى المدينتين اللتين تبعدان نحو 10 كلم عن دمشق، وأجبروا السيارات المتجهة إليهما على العودة، بما فيها سيارات الطحين الخاصة بالفرن الحكومي والمواد الغذائية والمحروقات».
وبين الشامي أن لجان المصالحة المكلفة التواصل مع النظام أبلغت الوجهاء في قدسيا أن سبب الحصار يعود إلى «انتشار مسلحي المعارضة في الشوارع وإقامة حواجز بأرجاء المدينة»، الأمر الذي برره الناشط باكتشاف الأهالي سيارة مفخخة في قدسيا، متهما النظام بمحاولة تفجيرها.
إلى ذلك، أسقط مقاتلو «داعش» طائرة حربية سورية أثناء إغارتها على مواقع في الرقة (شمال سوريا)، في أول حادثة يسقط فيها التنظيم المتطرف طائرة تابعة للنظام منذ أن أعلن «الخلافة الإسلامية» في نهاية يونيو (حزيران) الماضي في الأراضي التي يسيطر عليها في شمال العراق وغربه وشمال سوريا وشرقها. وأكدت حسابات لمؤيدي التنظيم المتطرف على موقع «تويتر» إسقاط الطائرة، فيما أكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن إسقاطها «بعد أن أطلق عناصر من التنظيم النار في اتجاهها خلال تنفيذها غارات في مدينة الرقة»، موضحا أن «الطائرة سقطت عند أحد أطراف المدينة فوق منزل، مما تسبب في مقتل وإصابة عدد من المواطنين من عائلة واحدة».
وجاء ذلك بعد تنفيذ الطيران الحربي السوري 5 غارات على المدينة، ضمن حملته لقصف مواقع خاضعة للتنظيم في الرقة ودير الزور، بعد إعلان دولته في العراق وسوريا.
ونفذت الطائرات أمس، 4 غارات على مناطق في مدينة دير الزور، استهدفت 3 منها مناطق بالقرب من جسر السياسية، ومناطق أخرى بالقرب من مبنى المحافظة بمدينة دير الزور الذي يعد مقرا لتنظيم «داعش»، و3 غارات على مناطق في بلدة المريعية بريف دير الزور القريبة من مطار دير الزور العسكري. كما قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة موحسن والبوعمر.
وفي حماه، أفاد «المرصد السوري» بتواصل الاشتباكات بين مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة، وقوات النظام من جهة أخرى في منطقتي الجلمة وتل الملح بالريف الغربي لحماه، وسط تقدم لقوات النظام التي قصفت أيضا مناطق في بلدة التريمسة، وسط استمرار الاشتباكات بين الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى بالقرب من بلدة التريمسة، في حين نفذ الطيران الحربي غارة جديدة على مناطق في بلدة كفرزيتا بريف حماه الشمالي.
«داعش» يسقط طائرة في الرقة.. والنظام يواصل قصف معاقله
«صواريخ الأجناد» تطال 11 هدفا في قلب العاصمة ردا على «مجازر» الغوطة الشرقية
«داعش» يسقط طائرة في الرقة.. والنظام يواصل قصف معاقله
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة