وزارة البيشمركة: خطر «داعش» أبعد تماما عن أربيل

القوات الكردية تستعيد مزيدا من القرى شرق الموصل

عناصر في البيشمركة الكردية خلال معركة مع مسلحي «داعش» في منطقة الكوير إلى الجنوب من أربيل أول من أمس (أ.ف.ب)
عناصر في البيشمركة الكردية خلال معركة مع مسلحي «داعش» في منطقة الكوير إلى الجنوب من أربيل أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

وزارة البيشمركة: خطر «داعش» أبعد تماما عن أربيل

عناصر في البيشمركة الكردية خلال معركة مع مسلحي «داعش» في منطقة الكوير إلى الجنوب من أربيل أول من أمس (أ.ف.ب)
عناصر في البيشمركة الكردية خلال معركة مع مسلحي «داعش» في منطقة الكوير إلى الجنوب من أربيل أول من أمس (أ.ف.ب)

أكدت وزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان، أمس، أن خطر تنظيم «داعش» أبعد «تماما» عن مدينة أربيل. وقال العميد هلكورد حكمت، الناطق الرسمي باسم الوزارة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات البيشمركة أحرزت تقدما كبيرا أمس في محور خازر، بحيث أبعد خطر (داعش) عن أربيل تماما، واستعادت السيطرة على 5 قرى شرق الموصل».
وحول وصول أسلحة ثقيلة إلى قوات الإسناد الأولى التابعة لوزارة البيشمركة، قال حكمت: «هذه القوات كانت تملك سابقا أسلحة ثقيلة، لكنها تسلمت الآن كميات إضافية من الأسلحة الثقيلة ضمن المساعدات العسكرية الدولية»، مشيرا إلى أن هذه القوات تحركت بالفعل باتجاه جبهات القتال، من دون الإشارة إلى مواقع توجهها.
بدوره، قال أحد قادة قوات الإسناد الأولى المتمركزة على جبل «زرتك» شرق الموصل لـ«الشرق الأوسط»: «قواتنا بدأت منذ الساعات الأولى من فجر أمس (الاثنين) قصفا مكثفا لكل المناطق الممتدة من قرية حسن شام وحتى مفرق الحمدانية، ومن ثم بدأت قوات البيشمركة هجوما واسعا على تلك المنطقة واستطاعت أن تستعيد قرية حسن شام وعددا من القرى الأخرى»، مضيفا أن «داعش» فقد الآن قوته الرئيسة الثابتة في تلك المناطق، وأصبح يعتمد الآن على قوته الجوالة، لكي لا تكون هدفا للطائرات الأميركية وقوات البيشمركة.
بدوره، قال سعيد مموزيني، مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني، لـ«الشرق الأوسط»، إن معارك أمس في محور خازر بين قوات البيشمركة ومسلحي «داعش» استمرت أكثر من 3 ساعات وأسفرت عن استعادة البيشمركة و5 قرى بين ناحية كلك وبرطلة وهي قرى حسن شام، وسيودينان، ومندوبة العليا، ومندوبة السفلى وأشقلاي الصغرى، مشيرا إلى «تكبد تنظيم (داعش) خسائر كبيرة ولا تزال جثث أكثر من 20 من مسلحيه مرمية في ساحة المعركة، إضافة إلى استعادة السيطرة على أراض واسعة في منطقة الخازر باتجاه الموصل».
وتابع مموزيني: «قرية حسن شام تعد موقعا استراتيجيا، لأنها تشرف على جسر الخازر، وكانت قاعدة قوية لمسلحي (داعش) وكانوا يهاجمون منها إقليم كردستان، وكان أهالي هذه القرية متحالفين مع (داعش) وأبناؤها يقاتلون في صفوفه». ومضى مموزيني قائلا: «(داعش) انسحب بعد هزيمته في خازر إلى داخل ناحية برطلة (35 كم غرب الموصل) وقرية شيخ أمير التابعة لها»، مؤكدا، هو الآخر، أن خطر التنظيم «أبعد تماما عن أربيل، بل حتى عن بلدة مخمور القريبة من الموصل».
من جانب آخر، ذكر ناشط مدني في اتصال هاتفي لـ«الشرق الأوسط» من الموصل، فضل عدم الكشف عن اسمه، أنه «تم تشكيل مجلس عسكري من قبل 10 فصائل مسلحة معارضة لـ(داعش) تحت اسم (مجلس تحرير الموصل)، لتوحيد المقاومة الشعبية ضد التنظيم وطرده من المدينة»، مبينا أن المجلس يتكون من حركة الضباط الأحرار وشباب الموصل، وسرايا الموصل، وثوار الموصل، وفصائل أخرى بدعم من مواطني المدينة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».