الاستقلال عن بريطانيا يثير الجدل بين رموز الرياضة في أسكوتلندا

فيرغسون يخشى الانفصال وموراي يؤيده ومستقبل غامض للفريق المشارك في أولمبياد «ريو 2016»

فيرغسون اسكوتلندي صنع  نجاحه الأسطوري في الدوري الإنجليزي  -  موراي نال ذهبية التنس ممثلا لبريطانيا في أولمبياد لندن
فيرغسون اسكوتلندي صنع نجاحه الأسطوري في الدوري الإنجليزي - موراي نال ذهبية التنس ممثلا لبريطانيا في أولمبياد لندن
TT

الاستقلال عن بريطانيا يثير الجدل بين رموز الرياضة في أسكوتلندا

فيرغسون اسكوتلندي صنع  نجاحه الأسطوري في الدوري الإنجليزي  -  موراي نال ذهبية التنس ممثلا لبريطانيا في أولمبياد لندن
فيرغسون اسكوتلندي صنع نجاحه الأسطوري في الدوري الإنجليزي - موراي نال ذهبية التنس ممثلا لبريطانيا في أولمبياد لندن

من المرجح أن تواجه عملية استقلال اسكوتلندا عن بقية بريطانيا العظمى عن طريق حملة «نعم» التي تسعى للفوز في الاستفتاء الشعبي على الانفصال غدا، الكثير من الصعوبات على الصعيد الرياضي.
وفي الوقت الذي تتعلق فيه معظم هذه الصعوبات بمسألتي العملة وعضوية الاتحاد الأوروبي، من المرجح أن تجري مناقشة دور الرياضة في الدولة الوليدة أيضا قبل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية «ريو 2016».
ووضع الوزير الأول في اسكوتلندا (رئيس الوزراء) أليكس سالموند هدفا طموحا أن يكون يوم 24 مارس (آذار) لعام 2016 هو يوم الانفصال الرسمي لاسكوتلندا عن بريطانيا. وهو ما سيأتي قبل أقل من 5 أشهر على انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية «ريو 2016» بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، ما سيمثل تحديا صعبا بالنسبة للرياضيين الاسكوتلنديين.
وفي دورة الألعاب الأولمبية السابقة «لندن 2012» شكل الاسكوتلنديون نحو 10 في المائة من إجمالي الفريق البريطاني الذي حطم الكثير من الأرقام القياسية وأحرز 13 ذهبية من إجمالي 65 ميدالية للفريق. وتضمن هذا الرقم 7 ذهبيات اسكوتلندية، مما وضع فريق اسكوتلندا الافتراضي في المركز الـ12 بترتيب جدول الميداليات في نهاية الدورة.
ولكن نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية كريج ريدي، وهو اسكوتلندي الجنسية، أكد أنه سيكون «صعبا للغاية» أن تنشئ اسكوتلندا لجنة أولمبية وطنية يمكن الاعتراف بها في الوقت المناسب قبل أولمبياد ريو.
إلا أن رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ قلل من المخاوف، مشيرا إلى أن لاعبي مقدونيا نافسوا في أولمبياد برشلونة عام 1992 تحت العلم الأولمبي عقب انفصال دولتهم عن دولة يوغوسلافيا السابقة.
وقال باخ: «نحترم القرارات الديمقراطية.. بوسعنا أن نرى من خلال قراراتنا السابقة في مواقف مشابهة أننا دائما نحمي مصالح اللاعبين الرياضيين».
ومن بين القرارات السابقة التي يعنيها باخ موقف اللجنة من تيمور الشرقية عام 2000 ومشاركة لاعب وحيد من دولة جنوب السودان في أولمبياد 2012.
وفي الوقت الذي يمكن فيه استبعاد أي احتمال بحرمان اللاعبين الاسكوتلنديين من المشاركة في أولمبياد 2016، يبقى السؤال قائما حول
مستوى المنافسة الذي قد يقدمه هؤلاء اللاعبون.
ووجه سير كريس هوي المولود في أدنبرة، وأكثر الدراجين نجاحا في بريطانيا على المستوى الأولمبي وأكثر الرياضيين الاسكوتلنديين تتويجا بالألقاب بصفة عامة، تحذيرا علنيا بشأن تأثير الاستقلال على الرياضة في اسكوتلندا، وقال إن بلاده تفتقد الملاعب والإمكانيات الضرورية لتتمكن من المنافسة.
ولكن هذا الأمر تغير إلى حد ما بعدما استضافت اسكوتلندا دورة ألعاب الكومنولث في مدينة غلاسكو هذا العام، حتى إنه جرى إنشاء مضمار جديد لسباقات الدراجات يحمل اسم هوي نفسه، ولكن التغيير الشامل الذي تحتاجه البلاد سيستغرق بعض الوقت.
وواجه هوي انتقادات على سلبيته من بعض مؤيدي الاستقلال، ولذلك لم يكن غريبا أن يرفض أخيرا الإفصاح عما إذا كان سيصوت بنعم أم لا في الاستفتاء على الانفصال.
بينما أعلن النجم آندي موراي، بطل التنس الاسكوتلندي العالمي وأول بريطاني يحرز لقب ويمبلدون خلال نحو 80 سنة، أنه سيلعب من أجل اسكوتلندا وليس بقية المملكة المتحدة إذا حدث الانفصال.
وقال موراي أخيرا خلال بطولة أميركا المفتوحة: «لو نالت اسكوتلندا استقلالها، أعتقد أنني سألعب وقتها باسم اسكوتلندا».
ولكن موراي نفسه، الذي وجهت له وسائل الإعلام انتقادات شديدة بسبب مزحة تتعلق بإنجلترا قبل نهائيات كأس العالم 2006، لم يفصح هو الآخر عما سيصوت به رغم أنه كان صرح في وقت سابق بأنه يريد أن يكون الاستفتاء أقرب.
وربما يكون الوضع المتميز الذي يجعله فوق مستوى أي جدال هو ما ساعد سير أليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي السابق على إبداء رأيه بصراحة. وإن كان يصعب تخيل وجود أي سبب قد يمنع فيرغسون من إعلان رأي عن أي شيء يعتقد المدرب الاسكوتلندي أنه يجب أن يقال.
وقال فيرغسون عقب الإعلان مباشرة عن تفاصيل الاستفتاء: «يوجد 800 ألف اسكوتلندي مثلي يعيشون ويعملون في أجزاء أخرى من المملكة المتحدة.. إننا لا نعيش في دولة أجنبية، ولكننا فقط نوجد في جزء آخر من أسرة المملكة المتحدة».
وبصرف النظر عن آمال فيرغسون، فبداية من يوم الجمعة المقبل قد تجد هذه الأسرة نفسها تعيش في دول أجنبية، وسيمتد هذا الأمر إلى المجال الرياضي شأنه في ذلك شأن بقية نواحي الحياة.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».