بغداد تؤكد أهمية الهجمات الأميركية.. و«داعش» يهدد بالرد

ارتفاع عدد الغارات الأميركية على العراق إلى 162

بغداد تؤكد أهمية الهجمات الأميركية.. و«داعش» يهدد بالرد
TT

بغداد تؤكد أهمية الهجمات الأميركية.. و«داعش» يهدد بالرد

بغداد تؤكد أهمية الهجمات الأميركية.. و«داعش» يهدد بالرد

أعلن مسؤول عسكري عراقي رفيع المستوى، ان الغارة الاولى التي نفذتها القوات الجوية الاميركية ضد "داعش" قرب بغداد، أصابت هدفا للتنظيم في منطقة صدر اليوسفية (جنوب غربي العاصمة)، واصفا الضربة بأنها "مهمة"، ومشيرا الى تنسيق مع الاميركيين لتحديد الاهداف.
وقال الفريق قاسم عطا المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية "نفذ الطيران الاميركي ضربات مهمة لاهداف معادية في صدر اليوسفية بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد".
وتقع منطقة صدر اليوسفية على بعد 25 كلم من مركز مدينة بغداد، وهي أحد اقرب معاقل تنظيم "داعش" الى العاصمة.
واضاف عطا "هناك تنسيق مع الاميركيين لتحديد الاهداف المعادية واستطلاعها وقرار ضربها من قبل الطيران الاميركي".
واعتبر عطا ان "توسيع نطاق العمليات مهم لتدمير تلك الأهداف والقضاء عليها".
وكان مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية، رفض الكشف عن هويته، أعلن في وقت سابق أن مقاتلات اميركية نفذت غارة بالقرب من بغداد وأخرى بالقرب من سنجار في شمال العراق في الـ24 ساعة الماضية.
وكانت الولايات المتحدة بدأت الشهر الماضي حملة غارات جوية على مواقع لتنظيم "داعش" في شمال العراق، إلا ان الاعلان عن ضربة بالقرب من العاصمة يشكل توسيعا لنطاق الحملة.
وأعلنت القيادة الاميركية الوسطى في بيان ان "القوات العسكرية الاميركية تواصل مهاجمة ارهابيي تنظيم داعش في العراق، وشنت غارتين يومي الاحد والاثنين لدعم القوات العراقية بالقرب من سنجار وجنوب غربي بغداد".
وتابع البيان ان "الغارة جنوب غربي بغداد كانت الضربة الجوية الاولى ضمن توسيع نطاق الحملة، بحيث لا تقتصر على حماية عناصرنا والمهمات الانسانية، بل تشمل ضرب مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية مع انتقال القوات العراقية الى الهجوم، وعملا بما نص عليه خطاب الرئيس (باراك اوباما) الاربعاء الماضي".
وادت الغارتان الى تدمير ست عربات تابعة للتنظيم بالقرب من سنجار، بالاضافة الى موقع قتالي جنوب غربي بغداد كان يستخدم لقصف القوات العراقية. واضاف البيان ان "جميع المقاتلات عادت الى مواقعها سليمة بعد شن الغارتين". وتابع أن "الغارتين نفذتا لحماية عاملين ومنشآت للولايات المتحدة ودعم الجهود الانسانية ومساعدة القوات العراقية في هجومها على التنظيم". وبذلك يرتفع عدد الغارات الاميركية في مختلف أنحاء العراق الى 162 غارة.
وتأتي الغارتان بعدما تعهد الدبلوماسيون المشاركون في مؤتمر باريس حول السلام والأمن في العراق دعم الحكومة العراقية ضد تنظيم "داعش" بـ"كل السبل الممكنة"، بما في ذلك "المساعدة العسكرية الملائمة".
وتسعى الأسرة الدولية الى القضاء على التنظيم المتطرف الذي استولى على مساحات واسعة من أراضي العراق وسوريا ويقارب عدد مقاتليه 31500 شخص، بحسب وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية.
على صعيد متصل، أورد موقع "سايت"، الذي يرصد الحركات الاسلامية المتشددة، ان موقعا مبايعا لــ"داعش" حذر من هجمات على الولايات المتحدة وحلفائها إذا مضت في شن هجوم عسكري على التنظيم، الذي سيطر على أجزاء واسعة من العراق وسوريا.
ونشر التحذير في منتدى اسلامي معروف بدعمه للجماعات المتشددة، وكان أحد الردود القليلة التي وردت من "داعش"، على اعلان واشنطن في الاسبوع الماضي انها تستعد لتمديد الضربات العسكرية ضد "داعش" الى سوريا.
ونقل موقع "سايت" في وقت متأخر من يوم أمس (الاثنين) عن المنبر الاعلامي الجهادي، استنكاره التدخل في شؤون الشعوب الأخرى، وحذر من ان هذا التدخل سيؤدي الى رد مماثل.
وقالت الرسالة على الموقع ان الهجوم الاميركي سيؤدي الى رد فعل مماثل في الحجم يستهدف العمق في أميركا والدول المتحالفة معها وعلى جميع الجبهات.
ووجه كاتب الرسالة تحذيرا مباشرا لكل من الدول المتورطة مع أميركا أو المتحالفة معها في حربها على "التنظيم"، بأن مصالحها المحلية والعالمية ستكون أهدافا مشروعة.
واستخدمت الرسالة لغة دينية، داعية الرأي العام في الولايات المتحدة وحلفاءها الى معارضة خطط حكوماتهم المزمعة ضد التنظيم.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».