الوزراء الكرد يؤجلون تسلم حقائبهم في الحكومة العراقية إلى الأسبوع المقبل

بانتظار تنفيذ وعود العبادي

الوزراء الكرد يؤجلون تسلم حقائبهم في الحكومة العراقية إلى الأسبوع المقبل
TT

الوزراء الكرد يؤجلون تسلم حقائبهم في الحكومة العراقية إلى الأسبوع المقبل

الوزراء الكرد يؤجلون تسلم حقائبهم في الحكومة العراقية إلى الأسبوع المقبل

أكد قيادي كردي أن إقليم كردستان لا يزال ينتظر الوعود التي قطعها رئيس الوزراء حيدر العبادي على نفسه بحل الإشكالات مع إقليم كردستان وفي المقدمة منها البدء بإجراءات دفع رواتب موظفي الإقليم التي قطعت منذ عهد حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.
وقال عضو البرلمان السابق عن التحالف الكردستاني، حسن جهاد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الكرد أعلنوا دعمهم لتشكيل الحكومة الجديدة وصوتوا لها داخل قبة البرلمان على أمل أن تمثل عهدا جديدا بين المركز والإقليم على أن تكون هذه المشاركة مشروطة بفترة زمنية وهي ثلاثة أشهر» مبينا أن «الأشهر الثلاثة لا يقصد بها حل المشاكل العالقة كلها لأن هناك منها ما هو دستوري ويحتاج سقوفا زمنية أطول ومنها ما يتعلق بقضايا أخرى تنتظر تشريعات داخل البرلمان، ولكن ما نريده فقط هو إبداء حسن نية حيال الكثير من المسائل التي نرى أن من الممكن إيجاد حل لها وهي جزء من صلاحيات رئيس الوزراء».
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الحكومة الاتحادية باشرت بصرف رواتب موظفي الإقليم كجزء من بادرة حسن النية، قال جهاد إن «الحكومة الاتحادية لم ترسل حتى الآن الرواتب وهناك على ما يبدو إجراءات تتعلق بالسلف أو غيرها ولكن من الناحية العملية لم يصل شيء»، مبينا أن «حكومة الإقليم هي من تتولى حاليا منح الموظفين الرواتب إلى أن تتم تسوية هذه المشكلة».
على صعيد متصل، وطبقا لما أكده سياسي كردي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، طالبا عدم الإشارة إلى اسمه، فإن «الوزراء الكرد لن يحضروا (اليوم الثلاثاء) الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء وإنهم ما زالوا بانتظار بعض التوضيحات بشأن بعض القضايا ومنها الاستحقاق الوزاري لكتلة التحالف الكردستاني حيث لا تزال هناك بعض الحقائب شاغرة وكذلك مناصب هامة لا تزال هي الأخرى شاغرة ويطالب بها الكرد كجزء من الاستحقاق القومي». وبشأن السقف الزمني الذي يمكن للوزراء الكرد تسلم حقائبهم الوزارية، قال السياسي الكردي «أتوقع أن هذا الأمر سيحسم الأحد المقبل على أكثر تقدير».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.