نتنياهو ينتظر حل الخلافات مع وزير ماليته ليقرر مصير الحكومة

إلغاء اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلية الأسبوعي للمرة الثانية

نتنياهو ينتظر حل الخلافات مع وزير ماليته ليقرر مصير الحكومة
TT

نتنياهو ينتظر حل الخلافات مع وزير ماليته ليقرر مصير الحكومة

نتنياهو ينتظر حل الخلافات مع وزير ماليته ليقرر مصير الحكومة

أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقربين منه بأنه سينتظر 3 أسابيع أخرى على الأقل من أجل حل الخلاف مع وزير المالية يائير لابيد، حول موازنة العام المقبل، قبل أن يقرر الذهاب إلى انتخابات مبكرة. وجاء ذلك بعد جولة من تبادل الاتهامات بين أوساط نتنياهو ولابيد خلال الأيام القليلة الماضية حول الصلاحيات وبعض نقاط الموازنة.
وقالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو سينتظر حتى بعد عيد «العرش» اليهودي في الـ8 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، قبل أن يقرر مصير الحكومة.
ولا يرغب نتنياهو في انتخابات مبكرة، لكنه يخشى أن لا مناص من ذلك إذا بقي وزير المالية مصرا على مواقفه وعطل الموازنة.
وكانت الخلافات بين نتنياهو ولابيد تفاقمت خلال اليومين الماضيين، إلى الحد الذي اتهم فيه مساعدو لابيد رئيس الوزراء بالتدخل في أمر لا يعنيه، ورد مساعدو نتنياهو بأن لابيد لم يعد يريد وزارة المالية ويسعى إلى تفكيك الاتئلاف وحسب.
وحذر وزير الاقتصاد نفتالي بينت، أمس، من نتائج هذا الخلاف على الحكومة. وعبر عن مخاوفه من أن تؤدي الخلافات حول تمرير الميزانية إلى إجراء انتخابات مبكرة بالفعل. ودعا رئيس الوزراء ووزير المالية إلى «التصرف بمسؤولية» لتجنب هذه الانتخابات المبكرة، مضيفا: «الوضع قابل للحل إذا فكروا في مصالح إسرائيل وليس في المصالح الشخصية فقط».
ويرفض نتنياهو طرح موازنة عام 2015 للتصويت إذا لم تخضع لتعديلات من جانب لابيد، بينما يرفض الأخير تدخل نتنياهو إلى هذا الحد.
وتشهد الموازنة خلافات حادة على حجم ميزانية وزارة الدفاع الإسرائيلية، إذ طلب الجيش الإسرائيلي مبلغا إضافيا بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة بلغ 20 مليار شيكل (5.5 مليار دولار)، منها 9 مليارات شيكل زيادة على ميزانية 2014 بسبب الحرب، وزيادة أخرى بقيمة 11 مليارا على ميزانيته للعام المقبل. كما تدور خلافات أخرى بشأن إصرار لابيد على تمرير القانون الخاص بإعفاء الأزواج الجدد من دفع ضريبة القيمة المضافة لدى شراء أول شقة سكنية.
وبسبب هذه الخلافات ألغيت أمس جلسة الحكومة الإسرائيلية للأسبوع الثاني على التوالي، ولكن عقد لقاء مهم بين نتنياهو ولابيد، حضره محافظ بنك إسرائيل كرنيت فلوغ وكبار الموظفين في مكتب رئيس الحكومة ووزارة المالية وبنك إسرائيل.
ويفترض أن تقدم الموازنة قبل نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، وإلا فإن إسرائيل ستكون مضطرة إلى اعتماد ميزانية مؤقتة للدولة، بموجب العام السابق يمنع خلالها إضافة أي مصاريف جديدة.
وقدم لابيد لرئيسه أمس ميزانية العام المقبل وفق رؤيته النهائية القائمة على عجز يصل إلى 3.02 في المائة، وتخلو من أي زيادة للضرائب بالنظر إلى نوع من التباطؤ في أداء الاقتصاد الإسرائيلي.
وقال مسؤول في وزارة المالية الإسرائيلية أمس: «إذا لم يحدث اتفاق فإنه من الصعب إقرار ميزانية الدولة في الوقت المحدد». وأضاف: «قد نكون أمام حاجة لإدارة الدولة بميزانية مؤقتة».
وأكد مقربون من لابيد أنه لن يتراجع عن موقفه من مسألتي عدم زيادة الضرائب وإعفاء الأزواج الشباب من دفع ضريبة القيمة المضافة لدى شراء شقة سكنية، وأضافوا لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس: «إذا لم يستجب نتنياهو أخيرا لمواقف لابيد فإنه سينضم إلى المعارضة».



بكين تُعزز انتشارها العسكري حول تايوان

جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
TT

بكين تُعزز انتشارها العسكري حول تايوان

جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
جندي صيني يراقب التدريبات العسكرية للصين حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)

عزّزت الصين انتشارها العسكري حول تايوان خلال الساعات الـ24 الماضية، مع إرسالها 53 طائرة عسكرية و19 سفينة، وفق ما أفادت به، الأربعاء، سلطات الجزيرة، واصفة بكين بأنها «مثيرة مشاكل».

وتُعدّ الصين تايوان جزءاً من أراضيها، وتؤكد عزمها على إعادة ضمها مستقبلاً، حتى لو بالقوة.

وتعود جذور النزاع بين تايوان والصين إلى عام 1949، عندما فرّت القوى القومية بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى الجزيرة، إثر هزيمتها في برّ الصين الرئيس أمام القوى الشيوعية، بقيادة ماو تسي تونغ.

حاملة الطائرات الصينية «لياونينغ» ومجموعتها القتالية خلال تدريبات في أكتوبر 2024 (موقع الجيش الصيني)

وقالت تايوان، الأربعاء، إنها رصدت خلال الـ24 ساعة الماضية 53 طائرة عسكرية صينية و19 سفينة حول الجزيرة، في إطار تنفيذ الجيش الصيني أكبر انتشار بحري له منذ سنوات.

وقالت وزارة الخارجية التايوانية في بيان: «تُولّد هذه التصرفات حالة من عدم اليقين وأخطاراً في المنطقة، وتتسبب في اضطرابات للدول المجاورة، وتؤكد أن الصين مثيرة مشاكل تُهدد السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ».

من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إن الولايات المتحدة تراقب الوضع، وستضمن «ألا يقوم أحد بأي شيء لتغيير الوضع القائم في مضيق تايوان».

وأضاف، الأربعاء، لصحافيين في قاعدة أميركية في اليابان: «نقولها مجدداً، سياستنا لم تتغير. سنواصل بذل كل ما في وسعنا لمساعدة تايوان في الحصول على وسائل للدفاع عن نفسها».

وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان: «إن الطائرات والسفن، وبينها 11 سفينة حربية، رصدت خلال فترة 24 ساعة انتهت في الساعة السادسة صباحاً (22.00 ت.غ الثلاثاء)».

لقطة من فيديو للجيش الصيني تُظهر ضابطاً ينظر للأفق عبر منظار مكبر على متن قطعة بحرية (أرشيفية - الجيش الصيني)

وهذا أعلى عدد من الطائرات والسفن الصينية التي ترصدها تايوان منذ المناورات العسكرية التي نظمتها بكين في أكتوبر (تشرين الأول) ردّاً على خطاب الرئيس لاي تشينغ تي، في العيد الوطني لتايوان قبل أيام من ذلك. وعند انتهاء تلك المناورات، رُصِد عدد قياسي، بلغ 153 طائرة صينية، في يوم واحد قرب الجزيرة، إضافة إلى 14 سفينة صينية.

والثلاثاء، أعلنت تايوان أنها رصدت حول الجزيرة خلال الساعات الـ24 الماضية 47 طائرة عسكرية، و12 سفينة حربية صينية، وذلك بعيد أيام من انتهاء جولة خارجية قام بها الرئيس التايواني لاي تشينغ تي، وأدانتها بكين بشدّة.

جنود من الجيش الصيني خلال التدريبات (أرشيفية - موقع الجيش الصيني)

وفي المجموع، نشرت بكين نحو 90 سفينة على مساحة أوسع، في مياه بحر الصين الشرقي والجنوبي، وكذلك في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيس للصين، فيما وصفته تايبيه بأنها من كبرى المناورات البحرية منذ سنوات.

وقامت هذه السفن (60 سفينة حربية، و30 أخرى تابعة لخفر السواحل الصينيين) بمحاكاة مهاجمة سفن أجنبية، وتعطيل طرق شحن في المياه المحيطة بتايوان «لرسم خط أحمر» قبل تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، وفق ما أوضح مسؤول أمني تايواني.

ولم يُعلن الجيش الصيني ووسائل الإعلام الحكومية الصينية عن زيادة النشاط في هذه المناطق.

لكن ناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية صرّحت، الثلاثاء، بأن الصين «ستدافع بقوة» عن سيادتها.

مقاتلة تظهر خلال دورية الاستعداد القتالي والتدريبات العسكرية حول جزيرة تايوان التي نفذها الجيش الصيني (أرشيفية - أ.ب)

وتأتي هذه المناورات بعد أيام من انتهاء جولة قام بها الرئيس التايواني، وشملت منطقتين أميركيتين هما هاواي وغوام، وأثارت غضباً صينياً عارماً، وتكهّنات بشأن ردّ محتمل من جانب بكين.

وكانت جولة لاي في المحيط الهادئ أول رحلة خارجية له منذ تولّيه منصبه في مايو (أيار).

وخلال جولته، أجرى لاي مكالمة هاتفية مع رئيس مجلس النواب الأميركي، مايك جونسون، ما أثار غضب بكين.

وتتهم الصين لاي، مثل الرئيسة السابقة تساي إنغ وين، بالرغبة في تعميق الانفصال الثقافي مع القارة، منددة بالتصرفات «الانفصالية».

وتايوان التي تحظى بحكم ذاتي تُعدها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة، وكونها دولة ذات سيادة.

وبكين، التي تعارض أيّ اتصال رسمي بين تايبيه ودول أجنبية، دانت «بشدة» جولة لاي، وحضّت الولايات المتحدة على «التوقف عن التدخل في شؤون تايوان».

وكذلك، حذّرت بكين تايوان من أي محاولة «تهدف إلى الاستقلال بمساعدة الولايات المتحدة»، مؤكدة أنها «ستفشل».