واصلت الأجهزة الأمنية الأردنية حملات الاعتقال والمداهمة لأعضاء التيار السلفي الجهادي من المناصرين لتنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» وأعضاء حزب التحرير المحظور، وبلغ مجموع المعتقلين منذ شن الحملة التي انطلقت قبل أسابيع إلى نحو مائة. وفي غضون ذلك، أحيل عضو التيار السلفي الجهادي وسيم أبو عياش إلى مدعي محكمة أمن الدولة الأردنية، أمس، بعد أن وجهت له تهمة تشجيع التنظيمات الإرهابية عبر استخدام شبكة الإنترنت، استنادا لقانون مكافحة الإرهاب.
وقال موسى العبد اللات محامي التنظيمات الإسلامية، وكيل الدفاع عن المتهم أبو عياش، إن الأجهزة الأمنية اعتقلت موكله «بعد أن استخدم شبكة الإنترنت وأبدى رأيه في تنظيم الدولة الإسلامية والذي يأتي من باب حرية الرأي». وأضاف أن «موكله لم يبد أي تصرفات تشير إلى ارتكابه أي أفعال مخالفة للقانون». وتابع: «إن هناك مواقع على شبكة الإنترنت تتحدث عن الجهاد وغير ذلك وفي الحقيقة أنها مصيدة للشباب وللمتعاطفين مع التنظيمات الإسلامية».
وعبر عن اعتقاده بأن بعضا من تلك المواقع «مرتبط بالدوائر الأمنية العربية والغربية لمعرفة ردود فعل طبقة الشباب وتوجهاتهم».
وأشار العبد اللات في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الأجهزة الأمنية ما زالت تنفذ حملات الاعتقال والمداهمة بحق أعضاء التيار السلفي وأعضاء من حزب التحرير الإسلامي، مشيرا إلى اعتقال عبد الجليل راجي الزغول في بلدة عنجرة شمال الأردن أحد أعضاء الحزب على خلفية توزيع منشورات قبل أيام. وأضاف أن موكله الزغول عرض على المدعي العام بعد توجيه ثلاث تهم له هي الانتماء إلى جمعية غير مشروعة (حزب التحرير) وتوزيع منشورات وتهمة تشجيع الآخرين للانتماء للحزب.
وكشف العبد اللات عن وجود 25 معتقلا من أعضاء الحزب بعد أن زادت نشاطاتهم في الآونة الأخيرة وإلقاء عدد منهم الخطب في المساجد للمطالبة بـ«الخلافة الإسلامية الراشدة».
وفي سياق متصل، بلغ عدد المعتقلين المناصرين لتنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» في حملات المداهمة 73 عضوا كانت آخرها اعتقال خمسة أشخاص في منطقة جبل الجوفة وسط العاصمة عمان.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن قوة أمنية طوقت المنطقة قبل اعتقال المجموعة المكونة من خمسة أشخاص أثناء اجتماعهم في منزل أحد أعضاء التيار. وأضافت أن التحقيق مع المجموعة ما زال جاريا تمهيدا لإحالتهم إلى القضاء.
وأشارت إلى أن هناك «تخوفا لدى السلطات الأردنية من تنامي أنصار تنظيم داعش والعمل خلف الأضواء بصورة سياسية في الوقت الراهن».
وكانت الأجهزة الأمنية اعتقلت العشرات من التيار السلفي في مدن السلط والرصيفة والزرقاء وإربد، بسبب تأييدهم «داعش»، إضافة إلى اعتقال عدد آخر ممن يؤيدون «جبهة النصرة» على صفحاتهم الخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يشار إلى أن أنصارا لـ«داعش» كانوا نظموا قبل أشهر مسيرات في مدينتي معان والزرقاء، وهم يحملون رايات التنظيم السوداء، كما رددوا هتافات خاصة بالتنظيم.
وفي الوقت، الذي تتحدث فيه أوساط التيار السلفي عن اعتقال الأجهزة الأمنية، لما يزيد على 82 شخصا من التيار منذ بدء الحملة في أواخر الشهر الماضي، أكد المحامي العبد اللات، أن عدد المعتقلين بلغ 73 شخصا، وأن 80 في المائة منهم، هم من مؤيدي «داعش»، و20 في المائة من مؤيدي «جبهة النصرة»، لافتا إلى أن هذه الاعتقالات «جاءت كإجراءات احترازية لما يجري في الإقليم».
وأضاف أن التحقيق الذي يجري مع المتهمين، هو في إطار المادة الثالثة، من قانون منع الإرهاب، والمتعلقة باستخدام الشبكة العنكبوتية للترويج لتنظيمات إرهابية.
وتنص المادة الثالثة من القانون على أن من ضمن الأعمال الإرهابية المحظورة في القانون «استخدام نظام المعلومات أو الشبكة المعلوماتية، أو أي وسيلة نشر أو إعلام، أو إنشاء موقع إلكتروني، لتسهيل القيام بأعمال إرهابية، أو دعم لجماعة أو تنظيم أو جمعية تقوم بأعمال إرهابية، أو الترويج لأفكارها، أو تمويلها أو القيام بأي عمل من شأنه تعريض الأردنيين، أو ممتلكاتهم، لخطر أعمال عدائية أو انتقامية تقع عليهم».
ويرى مراقبون أن أنصار «داعش» في التيار السلفي هم من فئة الشباب، أو غير المتعلمين، وهم أصلا من مدرسة أبو مصعب الزرقاوي، الذي كان يتزعم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، قبل مقتله على يد القوات الأميركية في العراق عام 2006. بينما ينتمي أنصار «جبهة النصرة» لمدرسة أبو محمد المقدسي، أبرز منظري «السفلية الجهادية»، وهم في الغالب من فئة المتعلمين.
الأردن: ارتفاع عدد معتقلي أنصار «داعش» و«النصرة» و«التحرير» إلى نحو مائة
محامي التنظيمات الإسلامية لـ {الشرق الأوسط}: الاعتقالات إجراء احترازي لما يجري في المنطقة
الأردن: ارتفاع عدد معتقلي أنصار «داعش» و«النصرة» و«التحرير» إلى نحو مائة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة