البرامج التلفزيونية الباكستانية تجلب تغييرا مشهودا للجمهور الهندي

إقبال على الحلقات التلفزيونية التي تعكس الحياة اليومية لعامة الناس في باكستان

إقبال على مسلسل «عيون زارا» الباكستاني يروي قصة الحياة اليومية في البنجاب
إقبال على مسلسل «عيون زارا» الباكستاني يروي قصة الحياة اليومية في البنجاب
TT

البرامج التلفزيونية الباكستانية تجلب تغييرا مشهودا للجمهور الهندي

إقبال على مسلسل «عيون زارا» الباكستاني يروي قصة الحياة اليومية في البنجاب
إقبال على مسلسل «عيون زارا» الباكستاني يروي قصة الحياة اليومية في البنجاب

يجلس المواطنون الهنود في جميع أرجاء البلاد، في كل مساء وبدءا من الساعة الثامنة فصاعدا، أمام أجهزة التلفاز لمشاهدة البرامج الباكستانية التي تبثها شبكة الترفيه بالتلفزيون الهندي المعروفة باسم مؤسسة «زي» الترفيهية المحدودة على قناتها الجديدة زينداجي.
ولأول مرة، تبث قناة تلفزيونية هندية برامج يتزامن عرضها في باكستان، وهي الدولة التي خاضت الهند أربعة حروب ضدها خلال 67 عاما. وتتيح الحلقات التلفزيونية نظرة عامة للجمهور الهندي حول الحياة اليومية الباكستانية كما تعمل على تحطيم بعض الصور النمطية حول الدولة المجاورة.
وترتفع معدلات المشاهدة بالنسبة للقناة التي بدأت العمل والبث منذ ما يقرب من شهرين. وفقا لشركة قياس معدلات المشاهدة بالتلفزيون الهندي، وهي شركة خاصة، فإن القناة المذكورة قد فاقت التوقعات من حيث عدد المشاهدين الأوائل، متفوقة في ذلك على كثير من القنوات الترفيهية الهندية الأخرى وذلك لأن الهنود، المتشككون دوما حيال جارتهم اللدودة، تلقوا البرامج التلفزيونية الباكستانية بترحيب شديد، والتي تعرض نوعا من البرامج الحقيقة والتي تقترب جدا من الحياة اليومية بعيدا عن الميلودراما التي تشتهر بها برامج التلفاز الهندي.
وقد تمتع الممثلون الباكستانيون من ذوي الشهرة مثل فؤاد خان، وسنام سعيد، ومايا علي، وفاتيما أفندي، وسنام بلوشي، وعثمان خالد بوت من بين الكثيرين بشعبية واسعة في الهند. وقد تجاوز فؤاد خان قفزة واسعة في تاريخه المهني من خلال فيلم تعاقد عليه مع بوليوود الهندية.
إن ما يميز الدراما الباكستانية فعلا، من وجهة نظر نقاد التلفاز الهندي، هو سرعة الوتيرة (فالبرامج الدرامية الباكستانية لا تستغرق أكثر من ثلاثة أشهر، مقارنة بالأعوام التي تستغرقها البرامج الدرامية الهندية)، وكذلك الإعدادات الدرامية الواقعية (من حيث منازل الطبقة المتوسطة بدلا من القصور الفسيحة)، مع قصص درامية تقترب كثيرا من ظروف وحوارات الحياة اليومية. يبدو الممثلون حقيقيين، بخلاف الممثلين الهنود مع كثير من الماكياج والتعبيرات المفرطة، والعمل التصويري المتنافر، وقفزات غير منطقية بين الأجيال وكذلك الحلقات الدرامية اللانهائية.
يقول الناقد الإعلامي شيلاجا باجباي: «ربما، أحد أهم الأسباب وراء النجاح الضخم الذي حققته قناة زينداجي هو الحلقات التلفزيونية التي تعكس الحياة اليومية لعامة الناس في باكستان عبر الحدود، والتي هي من عدة أوجه تماثل نوعية الحياة التي يعيشها الناس في الهند».
حازت قناة «زي» التلفزيونية الجديدة (زينداجي) مع شعارها الذي يقول (تأليف القلوب) على ما يقرب من مائة برنامج درامي باكستاني يجري عرضها على الجمهور الهندي تباعا.
وقد نجحت قناة زينداجي بالفعل في تجاوز الفجوة وربط العوام من الناس على كلا جانبي الحدود، والذي لا يفهمون لغة الحدود على أساس الطبقة، أو العقيدة، أو الدين، أو الجنسية، أو الحدود الجغرافية.
وعلى الرغم من ذلك، فإن معظم المحتوى الدرامي الباكستاني يعرض باللغة الأردية، التي تشبه اللغة الهندية أو الهندوستانية (وهي خليط من اللغتين الهندية والأردية). وتهدف القناة كذلك إلى إضافة برامج تلفزيونية من تركيا، ومصر، وأميركا اللاتينية في المستقبل القريب. قضى شيلاجا كيجريوال، مدير الإبداع الفني الرئيسي والمشاريع الخاصة في قناة «زي»، ما يقرب من عامين في تخير وانتقاء المحتويات التي يمكن أن يتردد صداها لدى الجمهور الهندي. ويقول مدير المحتوى والمشروعات الخاصة بقناة «زي» المحدودة: «إن الفكرة الرئيسية كانت إعادة تعريف الجمهور الهندي على الثقافة الباكستانية عبر الحدود. حيث إن الدراما القائمة على العلاقات الإنسانية هي دائمة الإثمار، فقد ركزنا جهودنا على البرامج التي حققت نجاحا ممتازا بين السكان من الطبقة المتوسطة في المجتمع الباكستاني».
يقول المؤرخ الثقافي موكول جوشي إنه لا يستغرب حدوث ذلك. «نتقاسم معهم إرثا تاريخيا مشتركا، وعادات وقيما اجتماعية، وأنواع الأطعمة، وأنماط الملابس، والأهم من ذلك كله، هي الثقافة. إننا نعاني من المشكلات ذاتها على كلا جانبي الحدود مثل الفقر، وسوء المعاملة، واستغلال النساء. لذا فإن المحتوى الذي يعكس مثل تلك الاهتمامات سوف يكون له تأثير واضح».
وجوشي يعتبر أحد الذين أعلنوا عن إعجابهم الصريح بقناة «زينداجي».
والإعجاب الهندي بالمحتوى الدرامي الباكستاني ليس جديدا. فقد تربى جيل بأسره على مشاهدة البرامج التلفزيونية الباكستانية، والتي كان يشاهدها الجمهور الهندي حتى أواخر عقد التسعينات، حينما كانت الهوائيات الخارجية بالمنازل الهندية القريبة من الحدود تتمكن من التقاط إرسال القنوات الباكستانية، مما يتيح للمشاهدين على الجانب الآخر من الحدود التمتع بمشاهدة تلك البرامج. ولكن مع هجمة الأقمار الصناعية التلفزيونية والعلاقات المتوترة بين هذين الجانبين نظرا للدعم المزعوم الذي تقدمه باكستان للإرهاب في الهند، تجنب الهنود البرامج الباكستانية.
وقالت سامينا، وهي من كبريات الممثلات الباكستانيات في مقابلة أجرتها معها مجلة «التايمز» الهندية: «نحن سعداء بإعجاب الهنود لبرامجنا. إن قضايانا متماثلة. فحينما يرغب الناس في كلتا الدولتين في تحسين معدلات القراءة والكتابة لديهم، وحينما يرغبون في حرية التعبير عن أنفسهم، والحياة في مكان لائق، والتمتع بالطعام والمأوى المناسب، ووجود ديمقراطية فعالة وكاملة.. وعندما نتقاسم نفس المخاوف، فلماذا نتمكن ولا نتشارك في أعمالنا سويا؟»
أنشأ المعجبون الهنود صفحات خاصة على وسائل الإعلام الاجتماعية مخصصة للوجوه الفنية الباكستانية التي كان لها تأثير على الشاشة الصغيرة. وبدأت مواقع الإعلام الاجتماعي في التجاوب مع ردود الفعل واعتراف كثير من المشاهدين بالعودة إلى التلفاز بعدما تخلوا عنه على إثر البرامج الترفيهية الهندية ذات المستوى المنخفض.
كتب ماني ساندو، وهو من المشاهدين النهمين، على صفحته على «فيسبوك» قائلا: «دفعنا البرنامج الباكستاني (أون زازا) بالحنين إلى جدتي لأمي، ولأني ولدت وترعرعت في لاهور بإقليم البنجاب وهاجرت إلى الهند عقب التقسيم الذي وقع في عام 1947. تملأ القناة فراغا واسعا، ليس فقط لأجل جدتي، بل ولأجلنا نحن كذلك، إن لنا جورا في باكستان. إنها تمنحنا شعورا بالأرض التي تركها أجدادنا ورحلوا. إن قصصهم تتشابه كثيرا مع قصصنا».
وهناك مشاهد نهم آخر يعشق البرنامج الباكستاني ريتو كتب قائلا: «إنه من أفضل الحلقات الدرامية التي شاهدتها في حياتي».
عندما نشر راجات تشابرا على «فيسبوك» حول عدد المعجبين الهنود الذين يشاهدون برامج قناة زينداجي؟ جاءت القصص فعلا مؤثرة وعظيمة ومبهرة. «تمثيل رائع. وممثلين عظماء! ما لم تتمكن البرامج التلفزيونية الهندية من عرضه في آلاف الحلقات، عبر عنه الباكستانيون في 26 حلقة! تحية عظيمة لهم! هل يمكنكم إنتاج المزيد من تلك الحلقات. عمل رائع!» ما لم يتوقعه تشابرا فعلا هو الردود المتدفقة على تعليقه من المعجبين في باكستان - خلال 24 ساعة تلقى 1650 إعجابا على تدوينته بخلاف 121 تعليقا عليها.
وتعتبر الزيادة الأولية في المشاهدين مؤشرا على مدى ظمأ المشاهدين الهنود على الشخصيات المتوازنة وغير المزيفة. حيث تتحدث الشخصيات اللكنة البنجابية السليمة، وتستدعي ذكريات ولاية البنجاب المتحدة في الهند المتحدة.
ويشجع الاستقبال الدافئ للبرامج الباكستانية المنتجين الهنود على إعادة النظر في المحتويات التي يعرضونها على شاشات التلفاز.
يقول نافجوت جولاتي، كاتب روائي تلفزيوني هندي، إن المجتمع الهندي العميق يحمل من السلبيات ما يحملها المجتمع ذاتها في باكستان. «لكنني سعيد بالحلقات الباكستانية التي تعرض. على الأقل، سوف تدفع الكتاب الهنود على تدوين روايات أفضل. هناك بالفعل كتابة قوية وغزيرة في باكستان. بالعودة إلى التسعينات، كان التلفاز الهندي في مثل جودة الأفلام، غير أن التركيز الآن منصب على الأرقام بدلا من الإبداع. إن هيكل الشركات معيب ومعظم الكتاب الجيدين غير مهتمين بالكتابة للتلفزيون». أفضل النصوص، من ثم، يتحول إلى مسلسل يتعامل مع الواقع والفروق الدقيقة في المجتمع الباكستاني من خلال قصة شجاعة وجريئة تدور حول النساء وعلل المجتمع.



شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام الليبرالية تتجه يميناً

إيلون ماسك (رويترز)
إيلون ماسك (رويترز)
TT

شركات التكنولوجيا ووسائل الإعلام الليبرالية تتجه يميناً

إيلون ماسك (رويترز)
إيلون ماسك (رويترز)

استقالت رسامة الكاريكاتير الأميركية -السويدية الأصل- آن تيلنيس، الحائزة على جائزة «بوليتزر»، من عملها في صحيفة «واشنطن بوست» خلال الأسبوع الماضي، بعد رفض قسم الآراء في الصحيفة رسماً كاريكاتيرياً يصوّر مالك الصحيفة، الملياردير جيف بيزوس مع مليارديرات آخرين من عمالقة التكنولوجيا، وهم ينحنون أمام تمثال للرئيس المنتخب دونالد ترمب. وفور إعلان الخبر رأى كثيرون أن الواقعة الجديدة تختصر صورة المرحلة المقبلة في الولايات المتحدة.

مارك زوكربيرغ (آ ب)

إعادة تموضع

خلال الحملة الانتخابية الأخيرة، بعدما بدا أن ترمب يتجه إلى العودة مجدداً إلى البيت الأبيض، بدأ الكثير من مسؤولي الشركات الكبرى ووسائل الإعلام الأميركية، رحلة «إعادة تموضع» تماشياً مع العهد الثاني لترمب. وهو ما تُرجم بداية بامتناع وسائل إعلام كانت دائماً تُعد رمزاً لليبرالية، مثل: «واشنطن بوست» و«لوس أنجليس تايمز»، عن تأييد أي من المرشحين الرئاسيين، فضلاً عن تغيير غرف التحرير في محطات تلفزيونية عدة، ومراجعة الكثير من سياسات الرقابة والإشراف والمعايير الناظمة لعملها، إلى إعادة النظر في تركيبة مجالس إدارات بعض شركات التكنولوجيا.

وبعيداً عن انحياز الملياردير إيلون ماسك، مالك تطبيق «إكس»، المبكر لترمب، واتجاهه للعب دور كبير في إدارته المقبلة، كانت الاستدارة التي طرأت على باقي المنصات الاجتماعية والإعلامية مفاجئة وأكثر إثارة للجدل.

ان تيلنيس (جائزة بوليتزر)

خضوع سياسي أم تغيير أعمق؟

البعض قال إنه «خضوع» سياسي للرئيس العائد، في حين عدّه آخرون تعبيراً عن تغيير أعمق تشهده سياسات واشنطن، لا يُختصر في ترمب، بل يشمل أيضاً كل الطبقة السياسية في الحزبَيْن الجمهوري والديمقراطي، وحتى المزاج الشعبي الذي أظهرته نتائج الانتخابات.

في بيانها الموجز، قالت تيلنيس التي تعمل في «واشنطن بوست» منذ عام 2008، إن قرار الصحيفة رفض رسمها الكاريكاتيري «مغيّر لقواعد اللعبة» و«خطير على الصحافة الحرة». وكتبت: «طوال ذلك الوقت لم يُمنع رسم كاريكاتيري قط بسبب مَن أو ما اخترت أن أوجّه قلمي إليه حتى الآن». وأدرجت تيلنيس مسوّدة من رسمها الكاريكاتيري في منشور على موقع «سبستاك»، يظهر بيزوس، مؤسس «أمازون» ومالك الصحيفة، مع مؤسس شركة «ميتا» مارك زوكربيرغ، وسام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، وباتريك سون شيونغ مالك صحيفة «لوس أنجليس تايمز»، و«ميكي ماوس» التميمة المؤسسية لشركة «والت ديزني»، ينحنون أمام تمثال ترمب.

وطبعاً كان من الطبيعي أن «يختلف» ديفيد شيبلي، محرّر الآراء في الصحيفة، مع تقييم تيلنيس، وبالفعل قال في بيان إنه يحترم كل ما قدمته للصحيفة، «لكن يجب أن يختلف مع تفسيرها للأحداث»، معتبراً قرار منع نشر رسم الكاريكاتير «تفادياً للتكرار»، بعدما نشرت الصحيفة مقالات عن الموضوع.

... وزوكربيرغ يعود إلى أصوله

بيد أن تزامن منع الكاريكاتير مع الخطوة الكبيرة التي اتخذتها شركة «ميتا» يوم الثلاثاء، عندما أعلن مارك زوكربيرغ أن «فيسبوك» و«إنستغرام» و«ثريدز» ستُنهي عملية التدقيق في الحقائق من قِبل أطراف ثالثة، قرأها العالم السياسي بوصفها نوعاً من الاستسلام؛ إذ قال زوكربيرغ في مقطع فيديو نشره على «فيسبوك» إن «(ميتا) ستتخلّص من مدقّقي الحقائق، وستستعيض عنهم بملاحظات مجتمعية مشابهة لمنصة (إكس)»، وهو ما رآه البعض «تضحية بقيم الشركة على (مذبح) دونالد ترمب وسياسة (حرية التعبير)» للحزب الجمهوري الجديد. بالنسبة إلى المحافظين اليمينيين، الذين يعتقدون أن المشرفين ومدققي الحقائق ليبراليون بشكل شبه موحّد، واثقون بأن النهج الأكثر تساهلاً في تعديل المحتوى سيعكس الواقع بشكل أكثر دقة، من خلال السماح بمجموعة أوسع من وجهات النظر. وعدّ هؤلاء، ومنهم بريندان كار الذي اختاره ترمب لإدارة لجنة الاتصالات الفيدرالية، قرار «ميتا» انتصاراً.

في المقابل، أعرب الليبراليون عن «فزعهم»، وعدّوه «هدية لترمب والمتطرّفين في جميع أنحاء العالم». وقال معلقون ليبراليون إن من شأن خفض معايير التأكد من الحقائق من قِبل أكبر منصة في العالم يُنذر بمجال رقمي أكثر غرقاً بالمعلومات الكاذبة أو المضللة عمداً مما هو عليه اليوم.

ابتعاد عن الليبرالية

هذا، ومع أنه من غير المتوقع أن يؤدي قرار زوكربيرغ بالضرورة إلى تحويل الإنترنت إلى «مستنقع للأكاذيب أو الحقائق»؛ لأن الخوارزميات هي التي تتحكم بما يُنشر في نهاية المطاف. فإن قراره يعكس، في الواقع، ابتعاد شركات التكنولوجيا عن الرؤية الليبرالية لمحاربة «المعلومات المضلّلة». وهذه مسيرة بدأت منذ سنوات، حين تراجعت «ميتا» عام 2019 عن التحقق من صحة الإعلانات من السياسيين، وعام 2023 عن تعديل الادعاءات الكاذبة حول انتخابات 2020.

وحقاً، كان إعلان يوم الثلاثاء هو الأحدث في سلسلة من تراجعات الشركة، واتجاهها نحو اليمين منذ إعادة انتخاب ترمب. ففي الأسبوع الماضي، عيّنت الشركة الجمهوري جويل كابلان رئيساً عالمياً للسياسة، وعيّنت، يوم الاثنين، دانا وايت، حليفة ترمب التي لعبت دوراً رئيساً خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، في مجلس إدارة الشركة. وفي السياق نفسه تضمّن إعلان يوم الثلاثاء نقل فريق الثقة والسلامة في الشركة من ولاية كاليفورنيا «الليبرالية»، إلى ولاية تكساس «الجمهورية»؛ مما يعكس دعوات من قادة التكنولوجيا اليمينيين مثل إيلون ماسك إلى تركيز الصناعة في بيئات «أقل ليبرالية» من «وادي السيليكون».

ترمب ممثلاً للأكثرية

في مطلق الأحوال، مع أن كثيرين من النقاد والخبراء يرون أن هذا التغيير يعكس بالفعل حقيقة ابتعاد شركة «ميتا» وغيرها من شركات ومواقع التواصل الاجتماعي عن الرؤية الليبرالية للحوكمة الرقمية، لكنهم يشيرون إلى أنه ابتعاد مدفوع أيضاً بالقيم الأساسية للصناعة التي جرى تبنيها إلى حد كبير، تحت الإكراه، استجابة للحظات سياسية مشحونة.

ومع تحوّل ترمب تدريجياً من كونه متطفلاً دخيلاً على الحياة السياسية الأميركية، إلى الممثل الأبرز للأكثرية التي باتت تخترق كل الأعراق -وليس فقط البيض- فقد بدا أن هذا النهج الذي يشبه نظام المناعة بات أقل ملاءمة، وربما، بالنسبة إلى شركات مثل «ميتا»، أكثر ضرراً سياسياً وأقل ربحية.