فرنسا تطلب الضوء الأخضر للتدخل العسكري في ليبيا

مباحثات تركية - أميركية حول الوضع المضطرب ومخاطر الإرهاب

فرنسا تطلب الضوء الأخضر للتدخل العسكري في ليبيا
TT

فرنسا تطلب الضوء الأخضر للتدخل العسكري في ليبيا

فرنسا تطلب الضوء الأخضر للتدخل العسكري في ليبيا

قال وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان، إن على فرنسا أن تتحرك في ليبيا، وان تعبئ الأسرة الدولية حول مصير هذا البلد.
وأضاف لودريان في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية اليوم (الثلاثاء)، إنه تحدث في الموضوع في ميلانو مع نظرائه الأوروبيين (خلال اجتماع غير رسمي). "وستكون الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة أخرى يجب انتهازها"، حسب قوله.
واضاف لودريان "فلنتذكر أننا قمنا بعمل جماعي ونجحنا في مالي: "تعاون عسكري واسع النطاق من أجل تحرير هذا البلد من التهديد الإرهابي والقيام بعملية سياسية ديمقراطية". مشيرا إلى أن تدهور الوضع الأمني في ليبيا قد يكون سببا للوصول إلى هذا الهدف. وتابع "سأشدد حاليا على خطورة الوضع في ليبيا".
وأوضح لودريان أن "الجنوب الليبي بات يشكل بؤرة للمجموعات الإرهابية، حيث يتزودون بكل شيء بما في ذلك الأسلحة وإعادة التنظيم، وفي الشمال يهدد المتطرفون المراكز السياسية والاقتصادية في البلاد. إذاً ليبيا هي على السواء بوابة أوروبا والصحراء. وهي أيضا منطقة كل أنواع التهريب بدءا بتهريب البشر الذين يتم نقلهم في البحر المتوسط عبر مراكب وتمول هذه العمليات من قبل هذه المجموعات".
واعتبر وزير الدفاع الفرنسي من جهة أخرى أن الانتشار العسكري الفرنسي قد يتوسع في اتجاه الحدود الليبية، بما في ذلك إمكانية تحرك قوات مكافحة الإرهاب الفرنسية المتمركزة في مالي، نحو ليبيا لمنع تسرب العنف إلى أراضي مالي. وقال ان "كل هذا الأمر سيجري بالتنسيق مع الجزائريين، وهم عامل مهم في هذه المنطقة".
من جهة أخرى، زار المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا بيرناردينو ليون، البرلمان الليبي المنتخب في مدينة طبرق بشرق البلاد أمس (الاثنين)، لإظهار التأييد ضد برلمان منافس دعته للانعقاد مليشيات متشددة سيطرت على العاصمة طرابلس الشهر الماضي.
ووصل المبعوث الأممي إلى طبرق للتباحث مع أعضاء البرلمان حول إمكانية التوصل إلى حل سياسي للأزمة الناجمة عن وجود برلمانين وحكومتين متنافستين.
من جانب آخر، تباحث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع نظيره الأميركي جون كيري في اتصال هاتفي مساء أمس، حول تطورات الأوضاع في ليبيا.
ويبدأ وزير الخارجية التركي اليوم جولة شرق أوسطية تستمر ثلاثة أيام، وتشمل الأردن والبحرين وقطر والمملكة العربية السعودية.
كما يبدأ كيري اليوم جولة شرق أوسطية تشمل الأردن والسعودية، وقد تتضمن محطات أخرى، ضمن جهود بلاده لتشكيل تحالف دولي لمساعدة العراق ومحاربة تنظيم "داعش".



مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
TT

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا من بعض المدارس مأوى مؤقتاً.

وحسب «رويترز»، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في سبتمبر (أيلول) لحق الدمار بمئات المدارس في لبنان أو اضطرت لغلق أبوابها بسبب الأضرار أو المخاوف الأمنية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية إنه تم تحويل 505 مدارس من بين نحو 1250 مدرسة حكومية في لبنان إلى ملاجئ مؤقتة لبعض النازحين الذين يبلغ عددهم 840 ألف شخص.

وبدأت الوزارة، الشهر الماضي، إعادة فتح المدارس على مراحل، مما سمح بعودة 175 ألف طالب منهم 38 ألف نازح إلى بيئة تعليمية لا تزال بعيدةً عن وضعها الطبيعي.

وفي مدرسة عمشيت الثانوية الحكومية، التي تضم الآن 300 طالب مسجل ويُتوقع انضمام المزيد منهم مع استمرار وصول العائلات النازحة، تحولت المساحات المألوفة ذات يوم إلى مكان مخصص لاستيعاب الواقع الجديد.

وقال مدير المدرسة، أنطوان عبد الله زخيا، إنه قبل شهرين ونصف الشهر اختيرت المدرسة كملجأ.

واليوم، تتدلى الملابس المغسولة من نوافذ الفصول الدراسية، وتملأ السيارات ساحة اللعب التي كانت ذات يوم منطقةً صاخبة، والممرات التي كان يتردد فيها صوت ضحكات التلاميذ أصبحت الآن استراحةً للعائلات التي تبحث عن ملجأ.

وأعربت فادية يحفوفي، وهي نازحة تعيش مؤقتاً في المدرسة، عن امتنانها الممزوج بالشوق. وقالت: «بالطبع، نتمنى العودة إلى منازلنا. لا أحد يشعر بالراحة إلا في المنزل».

كما أعربت زينة شكر، وهي أم نازحة أخرى، عن قلقها على تعليم أطفالها.

وقالت: «كان هذا العام غير عادل. بعض الأطفال يدرسون بينما لا يدرس آخرون. إما أن يدرس الجميع، أو يجب تأجيل العام الدراسي».

التعليم لن يتوقف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة المرحلية لاستئناف الدراسة ستشمل تسجيل 175 ألف طالب من بينهم 38 ألف طفل نازح في 350 مدرسة عامة غير مستخدمة كملاجئ. وقال وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لـ«رويترز»: «العملية التعليمية هي أحد مظاهر مقاومة العدوان الذي يواجهه لبنان». وأضاف الحلبي أن قرار استئناف العام الدراسي كان صعباً لأن العديد من الطلاب والمدرسين النازحين لم يكونوا مستعدين نفسياً للعودة إلى المدرسة. وفي مبنى مجاور في مدرسة عمشيت الثانوية الرسمية، يتأقلم المعلمون والطلاب مع أسبوع مضغوط مدته 3 أيام ويشمل كل يوم 7 حصص دراسية لزيادة وقت التعلم إلى أقصى حد.

ولا تزال نور قزحيا (16 عاماً)، وهي من سكان عمشيت، متفائلة. وقالت: «لبنان في حالة حرب، لكن التعليم لن يتوقف. سنواصل السعي لتحقيق أحلامنا». ويتأقلم المعلمون مع الظروف الصعبة. وقال باتريك صقر وهو مدرس فيزياء (38 عاماً): «الجميع مرهقون ذهنياً... في نهاية المطاف، هذه الحرب تطولنا جميعاً». وبالنسبة لأحمد علي الحاج حسن (17 عاماً) النازح من منطقة البقاع، يمثل الأسبوع الدراسي الذي يدوم 3 أيام تحدياً لكنه ليس عائقاً. وقال: «هذه هي الظروف. يمكننا أن ندرس رغم وجودها».