وزير الخارجية الليبي: مبادرة دول الجوار مكملة للتوافق العربي حول الأزمة الليبية

عبد العزيز لـ {الشرق الأوسط} : الحكومة والبرلمان يرفضان الحل العسكري

وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز
وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز
TT

وزير الخارجية الليبي: مبادرة دول الجوار مكملة للتوافق العربي حول الأزمة الليبية

وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز
وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز

قال وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن «بلاده تتطلع إلى التوصيات التي ستتمخض عن اجتماعات وزراء الخارجية العرب، وتوقع أن تتضمن الإجراءات التي نص عليها بيان دول الجوار خلال اجتماع القاهرة الأخير».
واعتبر عبد العزيز أن هذه القرارات تكمل بعضها البعض، وأفاد بأن رؤية ليبيا تركز على أهمية أن مشروع القرار يتضمن إجراءات عملية فيما يتعلق بالاستجابة إلى آخر التطورات في ليبيا، خصوصا الوضع الأمني بالدرجة الأولى، وحماية مؤسسات الدولة ومواردها، وكذلك تنفيذ قرار مجلس الأمن الذي أكد على أن كل من يقف ضد المسار الديمقراطي ومن يقوم بأي عمل يمثل حجر عثرة أمام العملية السياسية في ليبيا، سوف يلاحق قضائيا.
وأضاف وزير الخارجية الليبي: «نتمنى أن تركز جامعة الدول العربية بالدرجة الأولى على مساعدة ليبيا فيما يتعلق بإعداد خطة حقيقية تعكس الوفاق العربي بصفة عامة فيما يخص كيفية دعم ليبيا على كل المستويات، وفي نفس الوقت إعداد آلية لتنفيذ هذه الخطة».
وردا على سؤال حول استعداد الناتو للتدخل في ليبيا بالوقت المناسب، أوضح عبد العزيز أن الحكومة الليبية والشعب ومجلس نواب يرفضون التدخل العسكري في الشأن الليبي، وقال إن «ما ندعو إليه هو انخراط المجتمع الدولي بطريقة صحيحة وأكثر فاعلية عبر توسيع مهمة الأمم المتحدة، لتكون مهمة استقرار وبناء المؤسسات». وأضاف «نتمنى من القوة الإقليمية أن تنخرط بشكل حقيقي في هذا الشأن على مستوى الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، بحيث يكون هناك اتفاق كامل في المواقف السياسية فيما يتعلق بالدعم في ليبيا».
وحول إمكانية إجراء حوار بين القوى التي تحمل السلاح، خصوصا أبناء مصراتة والزنتان، قال عبد العزيز إن هذا يدخل ضمن الحراك والحوار الوطني، وأن الجامعة العربية سوف تساهم في كيفية دعم وتعزيز الحوار الوطني والوصول إلى وفاق سياسي، ليس فقط بين النخب السياسية والأحزاب، وإنما يجب أن يضم القادة الميدانين والقوى المسلحة.
يذكر أن الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، التقى صباح أمس مع وزير الخارجية الليبي، لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، والتحضير لاجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية.
وأعلن عبد العزيز في ختام اللقاء للصحافيين أن الليبيين يأملون بأن تكون القضية الليبية محور النقاش في القضايا المطروحة على اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، خصوصا في ظل ما تشهده ليبيا من تطورات حرجة، وتدهور أمنى، في ظل الحرب القائمة الآن.
وذكر عبد العزيز أن اجتماعه مع العربي تناول أربعة موضوعات أساسية، في مقدمتها كيفية تعزيز الشرعية في ليبيا المتمثلة في الحكومة المؤقتة، ومجلس النواب، والهيئة التأسيسية المعنية بصياغة الدستور، وكيفية التصدي لأي محاولات أخرى بخلق هيئات غير شرعية، خصوصا المبادرة الأخيرة من المؤتمر الوطني الليبي العام المنتهية ولايته، والذي يؤسس لحكومة جديدة، بما يخالف ما صدر عن قرار مجلس الأمن بأن كل من يقف أمام العملية السياسية، ويعيق المسار الديمقراطي سيلاحق قضائيا عن طريق عقوبات مجلس الأمن.
وأضاف وزير الخارجية الليبي أن من بين النقاط التي جرى بحثها دور الجامعة في الحصول على توافق عربي كامل فيما يتعلق بالقضية الليبية، خصوصا أن الجامعة كانت سباقة بنقل القضية الليبية من أروقة الجامعة إلى مجلس الأمن، إضافة إلى كيفية إعداد خارطة طريق أو خطة عمل على أساس توافق سياسي عربي كامل.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.