مجلس نواب ليبيا يحصل على دعم بريطانيا.. والبرلمان السابق يمنح الثقة لحكومة الحاسي

سقوط ثاني طائرة حربية خلال أقل من أسبوع واحد بالمنطقة الشرقية

مجلس نواب ليبيا يحصل على دعم بريطانيا.. والبرلمان السابق يمنح الثقة لحكومة الحاسي
TT

مجلس نواب ليبيا يحصل على دعم بريطانيا.. والبرلمان السابق يمنح الثقة لحكومة الحاسي

مجلس نواب ليبيا يحصل على دعم بريطانيا.. والبرلمان السابق يمنح الثقة لحكومة الحاسي

بينما زار أمس مبعوث بريطاني مدينة طبرق في أقصى شرق ليبيا، تعبيرا عن دعم بريطانيا لمجلس النواب المنتخب، أعلن المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق، المنتهية ولايته، أنه منح الثقة لما وصفه بحكومة إنقاذ جديدة تشمل 19 حقيبة وزارية برئاسة عمر الحاسي، المحسوب على الإسلاميين، في مواجهة الحكومة التي طلب البرلمان الجديد من عبد الله الثني إعادة تشكيلها.
وأعلنت السلطات الليبية مساء أمس عن سقوط طائرة حربية في طبرق نتيجة خلل فني أثناء مشاركتها في مراسم تأبين العقيد إبراهيم المنفي الذي لقي مصرعه بعد سقوط طائرته أيضا بسبب عطب فني مفاجئ، عقب مشاركته في الغارات الجوية التي تشنها قوات الجيش الوطني بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضد المتطرفين في شرق البلاد.
وقال جوناثان باول، مبعوث بريطانيا الخاص إلى ليبيا في مؤتمر صحافي مشترك مع النائب الأول لرئيس مجلس النواب عقده أمس بطبرق: «نحن نعترف بشرعية البرلمان الليبي»، مشيرا إلى أن وجهة نظر حكومة بلاده تفيد بأن الوضع في ليبيا لن يحل عبر العنف بل بالحوار.
وعد باول أن المجتمع الدولي يحاول إيجاد أرضية مشتركة بين الجميع وإيجاد مجموعة من المبادئ للاتفاق عليها من كل الأطراف والتقيد بها، موضحا أنه سيقوم هو والوفد المرافق له بزيارة لمدينتي مصراتة وطرابلس لإيجاد مجال للحوار تمهيدا لتقديم تقرير إلى برناردينو ليون، مبعوث الأمم المتحدة الجديد لدى ليبيا.
وأعرب المبعوث البريطاني عن تفاؤله بتحسن الأوضاع في ليبيا نظرا لما سماه «عدم وجود انقسامات جذرية كبيرة» في هذه البلاد.
وانتقل مسؤولون كبار ومجلس النواب المنتخب إلى شرق ليبيا، حينما سقطت طرابلس العاصمة في أيدي تحالف من فصائل مسلحة من مدينة مصراتة الغربية خلال الشهر الماضي بعد معركة طويلة مع جماعات منافسة.
ودفعت المعارك والفوضى أيضا معظم الدول، ومنها بريطانيا، إلى إغلاق بعثاتها الدبلوماسية لدى ليبيا، فيما تعد هذه المعارك جزءا من صراع أوسع بين ثوار سابقين أطاحوا بنظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي في عام 2011، لكنهم يتقاتلون الآن في تنافس للاستيلاء على السلطة والسيطرة على ثروات ليبيا النفطية الهائلة.
وتخشى القوى الغربية مثل بريطانيا أن تصبح ليبيا دولة فاشلة قد تغرق أوروبا بالمهاجرين وتتحول إلى ملاذ آمن للإسلاميين المتشددين.
وكان مجلس النواب انتخب في شهر يونيو (حزيران) الماضي في اقتراع اتسم بالانخفاض الشديد في نسبة مشاركة الناخبين في التصويت، وألغي الاسم السابق للمجلس، وهو «المؤتمر الوطني العام».
والآن يقول التحالف الذي يسيطر على طرابلس إنه أعاد مع مجموعة من النواب السابقين المؤتمر الوطني الذي وافق أمس على حكومة إنقاذ تضم 19 حقيبة وزارية، في مشهد يعكس عمق الانقسام السياسي في ليبيا عبر وجود برلمانين وحكومتين يتنازعان السلطة.
ووصف فرج بوهاشم، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب لـ«الشرق الأوسط»، ما يفعله البرلمان السابق بأنه عبث ومكابرة، وقال في تعليق مقتضب: «إنهم يعبثون ويكابرون ويصرون على التغريد خارج السرب».
من جهته، أكد مصرف ليبيا المركزي أنه يمثل خط الدفاع الأخير لمؤسسات الدولة، وأنّ بقاءه متماسكا صلبا بعيدا عن التجاذبات السياسية، أمرٌ في غاية الأهمية، ويمثل جسرا لعبور البلاد إلى بر الأمان موحدة آمنة.
ونبّه المصرف، في بيان بثته وكالة الأنباء المحلية، إلى الاتصالات المتكررة ومن أطراف عدّة، وما رافقها من طلبات الحصول على سُلف وتمويلات مباشرة لأغراض متعددة.
وأكد التزامه بمعايير المهنية، مع التقيد التام بالقوانين والتشريعات النافذة بما يخدم مصلحة الوطن والمواطنين بوصفه المُؤتمنٌ على أموال الشعب الليبي، مع الحفاظ على ما اكتسبه من مصداقية في الداخل ولدى المؤسسات الدولية.
وطلب المصرف من الجميع، تفهّم متطلبات هذه المرحلة، والوعي بخصوصية المصرف المركزي، وعدم الضغط عليه، أو الزج به أو تحميله إخفاقات الجهاز التنفيذي، الأمر الذي قد يتسبب في زعزعته، عوض إبقائه بعيدا عن أي تجاذبات سياسية، لافتا إلى أن هذه المطالبة تؤكدها أيضا الدروس التاريخية وتجارب الشعوب، ومن النماذج المعاصرة مصرف لبنان المركزي، الذي ظل خطا أحمر لدى جميع الأطراف المتنازعة لسنين طويلة، حتى تمكن في النهاية من المساهمة في الخروج بلبنان من خضم أزمة طاحنة.
ورأى أن هذا هو الدور الذي يسعى مصرف ليبيا المركزي ليؤديه في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها ليبيا، محذرا في المقابل من أن استمرار الضغوط عليه، أو محاولة المساس باستقراره في ظل هذه الظروف الصعبة سيكون مبررا للجهات الدولية لوضع أصوله تحت التجميد، مما يعني أن تدار أصول الدولة الليبية من قبل أطراف دولية كما كان الحال عليه سنة 2011، مع صعوبة إجراءات رفع التجميد عما كان عليه في ذلك الوقت.
وعد أن هذا الأمر الذي يطال السيادة الليبية لن يكون في مصلحة الوطن ولا يحقق أمنه ولا استقراره، داعيا جميع الأطراف إلى تفهّم خطورة المرحلة ومتطلباتها، والعمل معا للحفاظ على أموال الدولة الليبية، والمساهمة في أن يكون المصرف عاملا موحدا لليبيا، يحافظ على أمنها واستقرارها وازدهارها.
من جهة أخرى، رصد تقرير أصدره ديوان المحاسبة وهيئة الرقابة الإدارية، وجود تجاوزات مالية في تفاصيل مصروفات وزارة الدفاع الليبية عن العام الماضي.
وكشف التقرير النقاب عن عدم وجود بيان عن المصروفات الفعلية لمخصصات وزارة الدفاع لعام 2013، ولا بيان أيضا عن أوجه صرف الميزانية الاستثنائية.
وأوضح التقرير أن المصروفات تضمنت عمليات شراء سيارات من دون أن يكون هناك أي بند لشراء السيارات أصلا، إضافة لصرف إعانات غير متضمنة في التقرير، مشيرا إلى أن هناك دفعات تحت الحساب بمبالغ كبيرة جرت من دون أي مبرر، ومصروفات لأفراد ليست لهم علاقة بالمؤسسة العسكرية، ومخالفة القانون المالي الليبي فيما يتعلق بصرف مساعدات مالية، وفتح حسابات في المصارف الخاصة بشكل مخالف لقرارات وزارة المالية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».