ألف جندي نظامي قتلوا في معارك مع «داعش»

8 آلاف قتيل الشهر الماضي.. والطيران يواصل قصف مقرات التنظيم في دير الزور

ألف جندي نظامي قتلوا في معارك مع «داعش»
TT

ألف جندي نظامي قتلوا في معارك مع «داعش»

ألف جندي نظامي قتلوا في معارك مع «داعش»

واصلت قوات الأمن السورية اعتقال الناشطين الموالين للحكومة السورية الذين يطالبون بالكشف عن مصير الجنود القتلى في معارك الرقة (شمال البلاد) ضد «داعش»، إذ أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ارتفاع العدد إلى 5 معتقلين، بينهم أربعة اعتقلوا في الساحل السوري، بينما اعتقل آخر في دمشق. وتزامن ذلك مع الإعلان عن مقتل 8 آلاف شخص في المعارك والدائرة في أنحاء سوريا، والقصف الذي طال المدن والقرى، الشهر الماضي، في حين تواصلت المعارك في ريف دمشق وحماه وحلب ودرعا، بموازاة تنفيد الطائرات التابعة للجيش النظامي غارات ضد معاقل «داعش» في دير الزور. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن أجهزة النظام الأمنية، اعتقلت 5 ناشطين موالين للنظام، 4 منهم في الساحل السوري والآخر في مدينة دمشق، على خلفية قيامهم بحملة تطالب بالكشف عن مصير المئات من عناصر قوات النظام الذين قتلوا خلال اشتباكات دارت مع تنظيم «داعش» في الفرقة 17 واللواء 93 ومطار الطبقة العسكري بمحافظة الرقة، وفي حقل «شاعر» للغاز بريف حمص الشرقي وعدة مناطق سورية أخرى، على الرغم من أن هؤلاء الناشطين «كانوا يغطون أخبار العمليات العسكرية لقوات النظام والقصف والغارات التي ينفذها الطيران الحربي والقصف من الطيران المروحي على المناطق السورية».
وكانت القوات الحكومية السورية خاضت أعنف المعارك خلال الشهرين الماضيين ضد مقاتلي تنظيم «داعش»، أسفرت عن سيطرة التنظيم على ثلاث مقرات حكومية في الرقة في الفرقة 17 واللواء 93 ومطار الطبقة العسكري، وبالتالي طرد قوات النظام من المحافظة، فيما تمكنت من طرد مقاتلي «داعش» من حقل «شاعر» للغاز الواقع شرق حمص. وقال المرصد إن «التنظيم قتل وأعدم نحو ألف من عناصر النظام والقوات الموالية لها، في تلك المعارك، بينهم 600 في شهر أغسطس (آب) الماضي، كما نكل ببعض الجثث وقطع رؤوس عشرات العناصر».
ويأتي عدد قتلى النظام، ضمن حصيلة وثقها المرصد لقتلى شهر أغسطس الماضي، بلغت 8 آلاف قتيل، بينهم 3463 مدنيا، و1448 من مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية، إضافة إلى 1351 من جنسيات غير سورية، و23 من حزب الله اللبناني، و140 من المقاتلين الموالين للنظام، غالبيتهم من الشيعة. كما قتل نحو 600 شخص من عناصر قوات النظام خلال اشتباكات مع «داعش» في محافظة الرقة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.