أنفقت الأندية الأوروبية الكبيرة، وفي طليعتها الإنجليزية، أكثر من 3 مليارات دولار في سوق انتقالات لاعبي كرة القدم الذي أقفل منتصف ليل الاثنين بتوقيت غرينتش.
وشهدت الانتقالات الصيفية هذا الموسم حركة نشطة بين الأندية الأوروبية الكبيرة التي انخرطت في صراع على الظفر بأهم الأسلحة الهجومية على الساحة العالمية.
وأشارت مؤسسة الاستشارات الحسابية والمالية الدولية «ديلويت» إلى أن إنفاق أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم لضم لاعبين جدد بلغ 835 مليون جنيه إسترليني، أي 38.1 مليار دولار، وأن مانشستر يونايتد كان على رأس القائمة بنحو 150 مليون جنيه.
وحطمت انتقالات الفرق الإنجليزية الرقم القياسي السابق الذي سجل الموسم الماضي وقدره 630 مليون جنيه.
وآخر الانتقالات الخاصة بالفرق الإنجليزية كان انتقال المهاجم الكولومبي راداميل فالكاو من موناكو الفرنسي إلى مانشستر يونايتد لمدة عام على سبيل الإعارة، مع فرصة شرائه بعد ذلك، وأيضا انتقال المهاجم الدولي داني ويلبيك من مانشستر نفسه إلى آرسنال، مقابل 16 مليون إسترليني.
بعد موسم مخيب حل فيه سابعا في الدوري الإنجليزي وحرم من المشاركة في المسابقات الأوروبية لأول مرة منذ 25 عاما، قرر مانشستر يونايتد أن يجدد نفسه بدءا من المدرب الهولندي لويس فان غال الذي خلف الأسكوتلندي ديفيد مويز، مرورا بثلاثي الدفاع: الفرنسي باتريس إيفرا، والصربي نيمانيا فيديتش، وريو فرديناند، وإعارة البرتغالي لويس ناني إلى بنفيكا، والمكسيكي خافيير هرنانديز إلى ريال مدريد الإسباني.
واستقدم مانشستر يونايتد مجموعة بديلة من الشباب تمثلت في الإسباني أندير هيريرا، والإنجليزي لوك شو، والأرجنتيني ماركوس روخو، إضافة إلى مهاجمين من العيار الثقيل، هما الأرجنتيني إنخل دي ماريا (من ريال مدريد) برقم قياسي في إنجلترا (60 مليون إسترليني)، وفالكاو على سبيل الإعارة لموسم واحد مقابل 10 ملايين يورو مع إمكانية شرائه لقاء 55 مليونا.
ويعد فالكاو أحد أهم الهدافين في العالم، لكنه أمضى النصف الثاني من الموسم مصابا وحرم من التعبير عن نجوميته في مونديال 2014 في البرازيل مع منتخب بلاده الذي تألق في الدورين الأول والثاني، قبل أن يخرج على يد نظيره البرازيلي المضيف في ربع النهائي 1-2.
ويضاف إلى هؤلاء المهاجم واين روني الذي تسلم شارة القائد في فريق «الشياطين الحمر»، والهولندي روبن فان بيرسي، والإسباني خوان ماتا، والبلجيكي مروان فلايني، والإكوادوري أنطونيو فالنسيا.
وأعرب فالكاو عن سعادته بالانتقال إلى صفوف يونايتد، مؤكدا أنه سيبذل قصارى جهوده لمساعدة الفريق الذي يمر بأزمة.
وقال فالكاو: «أنا سعيد بالانتقال إلى صفوف مانشستر يونايتد لمدة موسم واحد على سبيل الإعارة. أتطلع قدما للعمل مع المدرب لويس فان غال والمساهمة في نجاح الفريق».
وتابع: «مانشستر يونايتد هو أعظم ناد في العالم ويتطلع إلى استعادة مكانته بين الكبار».
أما فان غال فقال: «أنا سعيد للغاية لضم فالكاو إلى صفوف مانشستر يونايتد. سجله التهديفي يتكلم عنه. إنه أحد أخطر المهاجمين في اللعبة. عندما تسنح لك الفرصة لكي تتعاقد معه فلا تفوتها».
أما نائب رئيس موناكو فاديم فاسيلييف فأعرب عن أسفه لانتقال فالكاو، وقال في هذا الصدد: «أعرب عن أسفي، وتحديدا تجاه جمهور موناكو، بعد رحيل راداميل فالكاو. منذ اللحظة التي أعرب فيها اللاعب عن رغبته في الانتقال، لم نعد نستطيع أن نقف في وجهه».
وفي إنجلترا أيضا رحل رمز نادي تشيلسي لاعب الوسط فرانك لامبارد والمهاجم الإسباني فرناندو توريس، لكن العاجي ديدييه دروغبا عاد، وضم المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو نجم هجوم أتلتيكو مدريد بطل إسبانيا ووصيف بطل دوري أبطال أوروبا، دييغو كوستا، إضافة إلى فرانسيسك فابريغاس.
وكان تركيز تشيلسي على أتلتيكو بشكل خاص، فاستعاد منه الحارس المعار البلجيكي الشاب تيبو كورتوا الذي أنزل التشيكي بيتر تشيك إلى المرتبة الثانية، وحصل على خدمات مدافعه الدولي البرازيلي فيليبي لويس.
وبالنسبة إلى الأندية الإسبانية، فقد أنفقت أكثر من 700 مليون دولار في صفقات شراء اللاعبين، وكان العملاقان ريال مدريد وبرشلونة بطبيعة الحال الأكثر إنفاقا، خصوصا بضم الأول للشاب الكولومبي جيمس رودريغيز من موناكو الفرنسي، والثاني للمهاجم الأوروغواياني لويس سواريز من ليفربول الإنجليزي.
وعمل النادي الملكي على تنقية صفوفه من أجل حسن إمداد ثلاثي الهجوم المكون من البرتغالي كريستيانو رونالدو أفضل لاعب في أوروبا والعالم، والفرنسي كريم بنزيمة، والويلزي غاريث بيل، فضم الريال «خيرة» لاعبي الوسط المتمثلين بأفضل هداف في كأس العالم الأخيرة في البرازيل الكولومبي رودريغيز (6 أهداف) مقابل نحو 80 مليون يورو وأفضل ممرر الألماني طوني كروس (4 تمريرات حاسمة) الفائز مع منتخب بلاده باللقب.
ويضاف إلى هذين المهندسين في خط الوسط الكرواتي لوكا مودريتش والألماني سامي خضيرة واسيير ياراماندي وإيسكو.
وفي الهجوم، استعار الريال المكسيكي خافيير هرنانديز من مانشستر يونايتد لموسم واحد لسد الفراغ الذي تركه انتقال ألفارو موراتا إلى يوفنتوس الإيطالي وإصابة خيسيه.
أما المنافس العتيد برشلونة الذي خرج من الموسم الماضي خالي الوفاض دون أي لقب كبير، فقد وجه أول ضربة في سوق الانتقالات الصيفية من خلال استقدام الأوروغواياني لويس سواريز الذي يعد من أفضل الهدافين في العالم مع الأندية التي مر بها مثل أياكس الهولندي وليفربول الإنجليزي.
وسيشكل سواريز الموقوف حتى 25 أكتوبر (تشرين الأول) لعضه خلال المونديال المدافع الإيطالي جورجيو كييليني، مع الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار ثلاثيا مرعبا.
في المقابل رحل فرانسيسك فابريغاس من برشلونة إلى تشيلسي الإنجليزي، وأقنع المدرب الجديد لويس إنريكي صانع الألعاب تشافي هرنانديز بالبقاء رغم أن الكرواتي إيفان راكيتيتش ملأ مكانه في التشكيلة الأساسية، وضم المدافع الفرنسي جيريمي ماتيو بدلا من قائده المعتزل كارليس بويول.
من جانبه، عمل أتلتيكو بطل الدوري على تقوية خط هجومه لتعويض رحيل دييغو كوستا، فضم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش (من بايرن ميونيخ الألماني) والفرنسي أنطوان غريزمان (ريال سوسييداد) والإيطالي اليسيو تشيرتشي (تورينو).
وفي ألمانيا ضم بايرن ميونيخ بطل الدوري لاعبا في كل خط: في الدفاع المغربي مهدي بنعطية (روما الإيطالي) وفي الوسط الإسباني تشابي ألونسو (ريال مدريد) وفي الهجوم البولندي روبرت ليفاندوفسكي (بوروسيا دورتموند).
وتضم مجموعة المدرب الإسباني جوزيب غوارديولا الذي يعتمد على الخبرة أكثر من أي أمر آخر، كما تضم شيردان شاكيري وماريو غوتزه اللذين تألقا في المونديال.
من جانبه، عزز بوروسيا دورتموند وصيف بطل ألمانيا، صفوفه بالمهاجم تشيرو إيموبيلي (تورينو) هداف الدوري الإيطالي، والكولومبي أدريان راموس (هرتا برلين) لتعويض رحيل ليفاندوفسكي.
وتبقى مشكلة دورتموند في ماركو رويس، أحد أفضل اللاعبين الألمان، العائد من إصابة حرمته المشاركة في المونديال الأخير.
وفي فرنسا رحل المهاجم الفرنسي جيريمي مينيز، والمدافع البرازيلي أليكس، عن باريس سان جرمان بطل فرنسا إلى ميلان الإيطالي، وجاء المدافع البرازيلي ديفيد لويز من تشيلسي مقابل 50 مليون يورو في أكبر عملية انتقال إلى فرنسا.
ويعزز قدوم لويز مجموعة قوية مؤلفة خصوصا من المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والأوروغواياني أدينسون كافاني والإيطالي - البرازيلي تياغو موتا.
وتخلى مرسيليا عن مهاجمه المتألق في المونديال ماتيو فالبوينا إلى دينامو موسكو الروسي، وكان موناكو أكبر الخاسرين بالتخلي عن الكولومبيين جيمس رودريغيز وفالكاو.
وفي إيطاليا وباستثناء المهاجم الصائم عن التهديف منذ سنوات الإسباني فرناندو توريس المنتقل من تشيلسي إلى ميلان، لم تجذب البطولة الإيطالية الأسماء الكبيرة. في المقابل، أخذ النجم المثير للجدل ماريو بالوتيللي الطريق المعاكس، كما رحل عدد من اللاعبين الواعدين مثل إيموبيلي وتشرتشي وبنعطية.
* أغلى عشر صفقات بين أندية إنجلترا
1- انتقال المهاجم الأوروغواياني لويس سواريز من ليفربول إلى برشلونة مقابل 72 مليون إسترليني.
2- انضمام الدولي الأرجنتيني إنخل دي ماريا إلى مانشستر يونايتد من ريال مدريد مقابل 59.7 مليون إسترليني.
3– انتقال البرازيلي ديفيد لويز من تشيلسي إلى باريس سان جرمان مقابل 40 مليون إسترليني.
4– تعاقد آرسنال مع الدولي التشيلي ألكسيس سانشيز من برشلونة مقابل 35 مليون إسترليني.
5– ضم تشيلسي المهاجم الإسباني الدولي دييغو كوستا (البرازيلي الأصل) من أتلتيكو مدريد مقابل 32 مليون إسترليني.
6– انتقال الدولي الفرنسي ألياكيم مانجالا من بورتو إلى مانشستر سيتي مقابل 32 مليون إسترليني.
7– انتقال الإسباني الدولي سيسك فابريغاس من برشلونة إلى تشيلسي مقابل 30 مليون إسترليني.
8– تعاقد يونايتد مع الإسباني أندريه هيريرا من أتلتيك بلباو في مقابل 28.8 مليون إسترليني.
9– انضمام البلجيكي روميلو لوكاكو إلى إيفرتون من تشيلسي مقابل 28 مليون إسترليني.
10- انتقال الدولي الإنجليزي لوك شاو من سوثهامبتون إلى مانشستر يونايتد مقابل 27 مليون إسترليني.