«النصرة» تطلق 5 عسكريين.. وتحمل عون مسؤولية تأخر إطلاق الباقين

توتر بعد كتابة شعارات «داعش» على جدران الكنائس.. وريفي يطالب بتكثيف التحريات عن المسؤولين

«النصرة» تطلق 5 عسكريين.. وتحمل عون مسؤولية تأخر إطلاق الباقين
TT

«النصرة» تطلق 5 عسكريين.. وتحمل عون مسؤولية تأخر إطلاق الباقين

«النصرة» تطلق 5 عسكريين.. وتحمل عون مسؤولية تأخر إطلاق الباقين

تصاعد التوتر الأمني في لبنان أمس على ضوء لجوء مجهولين إلى كتابة عبارة «دولة الإسلام قادمة» على جدران كنيستين في طرابلس (شمال لبنان)، غداة إحراق علم «داعش» في بيروت، ما دفع بوزير العدل أشرف ريفي إلى مطالبة القضاء بتكثيف التحريات عن الفاعلين وإنزال أشد العقوبات بحقهم.
وجاء ذلك في حين هددت «جبهة النصرة» بقتل عناصر الجيش اللبناني الشيعة المحتجزين لديها منذ مطلع الشهر الماضي، في حال شارك «حزب الله» اللبناني بالمعارك ضدها في القلمون بريف دمشق الغربي، بعد إفراجها عن 5 عسكريين من السنة.
وتضاعف التوتر في ظل احتجاز مجموعتين متشددتين هما «النصرة» و«داعش» لعناصر من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، منذ السيطرة على بلدة عرسال الحدودية مع سوريا في شرق لبنان في 2 أغسطس (آب) الماضي. وأفرجت «جبهة النصرة»، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، ليل السبت - الأحد، عن 4 جنود لبنانيين وعنصر في قوى الأمن الداخلي كانوا محتجزين لديها منذ نحو شهر شرق لبنان.
وأكّد الشيخ مصطفى الحجيري الذي تسلم العسكريين وسلمهم إلى السلطات اللبنانية، أنّ «الإفراج عنهم تم من دون أي مقابل»، لكون «مطلب الخاطفين من (جبهة النصرة) هو خروج (حزب الله) من سوريا»، لافتا، في اتصال مع قناة «إل بي سي»، إلى أنّ معركة الجبهة ليست مع السنة أو المسيحيين أو الدروز بل مع «الحزب ومن يؤيّدونه».
ويطالب المسلحون بإجراء مبادلة بين عناصر القوات الأمنية اللبنانية وإسلاميين معتقلين في السجون اللبنانية.
وفي هذا الإطار، شدد وزير الصحة وائل أبو فاعور، على ضرورة تحرير الجنود المختطفين «ولو اقتضى الأمر تضحيات ما من الدولة».
وصعدت «جبهة النصرة» بتحذيرها «حزب الله» من قتالها تحت طائلة قتل الأسرى العسكريين الشيعة لديها. ونقلت «وكالة الأناضول التركية» عن «النصرة» قولها إن «أي مشاركة لـ(حزب الله) في المعارك ضدنا خلال تحرير القلمون سيضطرنا لقتل الأسرى الشيعة لدينا».
وتوجهت لمسيحيي لبنان بالقول: «لقد حرم التيار الوطني الحر (الذي يترأسه النائب ميشال عون، وهو حليف سياسي لـ«حزب الله») بأفعاله اﻷخيرة عددا من أبنائكم بأن يعودوا من اﻷسر فالزموا الحياد»، مضيفة: «حتى نقطع الطريق على من أتقن فنّ الصيد في الماء العكر وإرغاما لأنوف حزب إيران و(الرئيس السوري) بشار فككنا أسر الجنود السنة الخمسة».
بموازاة ذلك، أكد رئيس كتلة المستقبل النيابية ورئيس الحكومة الأسبق، فؤاد السنيورة، أن الإرهاب بشتى أشكاله وأسمائه «من طينة واحدة» و«لا مفاضلة بين بعضه وبعض، وهو يستهدف بشروطه الجميع»، قائلا: «أنا المسلم اللبناني العروبي لا أجد أي قاسم مشترك مع من يتخذون من الإسلام شعارا يرتكبون تحت لوائه جرائمهم البشعة».
وعلى صعيد التوتر في المناطق اللبنانية، أفادت وسائل إعلام محلية بأن مجهولين كتبوا عبارة «دولة الإسلام قادمة»، على جدران كنيستين في طرابلس، غداة إحراق علم «داعش» في بيروت الذي أثار جدلا واسعا في لبنان. وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية اللبنانية أن عناصر الجيش اللبناني حضرت إلى المكان، وعملت على إزالة الشعارات وفتحت تحقيقا بالموضوع.
بالتزامن، نشر ناشطون لبنانيون في مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لمتشددين يحرقون الصلبان المسيحية، وهو ما دفع وزير العدل إلى الطلب من النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود، تكليف الجهات القضائية المختصة «إجراء الاستقصاءات والتحريات اللازمة، للتثبت من هذه الوقائع ومكان حدوثها، وكشف هوية الفاعلين وملاحقتهم، وتوقيفهم تمهيدا لإنزال أشد العقاب بحقهم»، وذلك «انطلاقا من قدسية الشعائر الدينية للأديان السماوية، الإسلامية والمسيحية، ولعدم جواز المس بها بأي شكل من الأشكال، وتحت أي حجة»، و«نظرا للانعكاسات السلبية والخطيرة قانونيا ووطنيا لهذا النوع من الأفعال المجرمة، على السلم الأهلي والوفاق الوطني والعيش المشترك».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.