الداخلية التونسية تحذر من تهديدات إرهابية محتملة الشهر المقبل

1540 لائحة مرشحة لخوض الانتخابات البرلمانية

رئيس الهيئة العليا للانتخابات شفيق صرصار يتحدث في مؤتمر صحافي حول ما يحيط العملية الانتخابية من مخاطر (أ.ف.ب)
رئيس الهيئة العليا للانتخابات شفيق صرصار يتحدث في مؤتمر صحافي حول ما يحيط العملية الانتخابية من مخاطر (أ.ف.ب)
TT

الداخلية التونسية تحذر من تهديدات إرهابية محتملة الشهر المقبل

رئيس الهيئة العليا للانتخابات شفيق صرصار يتحدث في مؤتمر صحافي حول ما يحيط العملية الانتخابية من مخاطر (أ.ف.ب)
رئيس الهيئة العليا للانتخابات شفيق صرصار يتحدث في مؤتمر صحافي حول ما يحيط العملية الانتخابية من مخاطر (أ.ف.ب)

كشف لطفي بن جدو، وزير الداخلية التونسية أمس، عن وجود تهديدات إرهابية جدية خلال شهر سبتمبر (أيلول) المقبل على المناطق الحدودية مع ليبيا والجزائر والجبال بعيدا عن المدن. وأكد بن جدو على ضرورة إعادة ترتيب الانتشار الأمني، وعلى التنسيق المتواصل مع القيادة العسكرية من خلال تشكيل وحدات مشتركة بين قوات الدفاع والأمن، إلى جانب تسيير الدوريات المشتركة في مختلف المناطق، وتوجيه ضربات استباقية للخلايا الإرهابية النائمة وملاحقة المجموعات الإرهابية.
وقال بن جدو على هامش ندوة الولاة التي أشرف عليها مهدي جمعة رئيس الحكومة، إن الوزارة على اتصال مستمر مع وزارة الدفاع لمجابهة التهديدات الإرهابية، وتأمين العملية الانتخابية، مشيرا إلى إحداث أربع خلايا داخل وزارة الداخلية بهدف التنسيق مع الهيئة العليا للانتخابات، إضافة إلى تعيين مسؤولين بكل الجهات للتواصل مع رؤساء الهيئات الفرعية للانتخابات. كما أكد وزير الداخلية على ضرورة التعجيل بتحديد خارطة تفصيلية لجميع المسالك التي ستمر بها مكاتب الاقتراع، وكيفية توزيع كل متطلبات العملية الانتخابية، وتحدث عن مسالك بديلة قد يتم اللجوء إليها في حال حدوث مشكلات خلال أيام الاقتراع.
وفي نفس السياق، أعلن شفيق صرصار، رئيس الهيئة العليا للانتخابات صباح أمس، عن وجود أربعة مخاطر تهدد العملية الانتخابية التي تنتظرها البلاد خلال شهري أكتوبر (تشرين الأول) بالنسبة للانتخابات البرلمانية، وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) بالنسبة للانتخابات الرئاسية. ولخص هذه المخاطر في تهديد بعض البلدان التي لا تريد النجاح للمسار الانتقالي في تونس، وخطر العنف السياسي خاصة في المدن والمناطق الداخلية، كما توقع حصول أحداث عنف قبل العملية الانتخابية وعنف مضاد بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات. أما الخطر الرابع فيتجلى، حسب تعبيره، في حدة وعنف المطالب الاجتماعية الملحة المرتبطة بالتنمية والتشغيل، والتي قد تؤدي إلى محاولة تعطيل الانتخابات والتهديد بإفشالها.
وعلى صعيد متصل، قدمت أكثر من ألف لائحة انتخابية تونسية ترشحها للانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها يوم 26 أكتوبر المقبل. وأغلقت أبواب الترشح أول من أمس على أن تتولى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات النظر في الطعون الموجهة للوائح الانتخابية خلال الفترة الممتدة بين 2 و4 سبتمبر المقبل ووفق القانون الانتخابي التونسي، فإن الهيئة تبت في مطالب الطعون في أجل أقصاه خمسة أيام. ومن المنتظر أن تعلن الهيئة العليا للانتخابات يوم 25 سبتمبر، عن النتائج النهائية للوائح الانتخابية المؤهلة لخوض الانتخابات البرلمانية.
ووفق أحدث المعطيات، فقد تلقت الهيئة 1540 من اللوائح الانتخابية المزمع مشاركتها في الانتخابات البرلمانية المقبلة. وسيطرت الأحزاب السياسية على لوائح الترشح، إذ قدمت 910 لوائح انتخابية (نحو 59 في المائة)، واحتلت اللوائح المستقلة المرتبة الثانية بنحو 472 لائحة انتخابية، وهو ما يمثل نحو 30.6 في المائة، واحتلت اللوائح الانتخابية الائتلافية التي تضم حزبين أو أكثر، المرتبة الأخيرة بنحو 158 لائحة، وهذا لا يمثل سوى قرابة 10.2 في المائة. ومن المنتظر مشاركة أكثر من 16 ألف تونسي في المنافسات المؤدية إلى البرلمان التونسي الذي لا يزيد عدد مقاعده عن 217 مقعدا برلمانيا.
وكان عدد اللوائح الانتخابية التي خاضت انتخابات المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) في شهر أكتوبر 2011 قد تجاوز حدود 1500 لائحة انتخابية. ويقدر عدد الدوائر الانتخابية في تونس بنحو 33 دائرة انتخابية، 27 منها داخل تونس، وستة في الخارج، أما عدد مكاتب الاقتراع فسيكون في حدود 12 ألف مكتب اقتراع. ولم تخل عملية الإعلان عن النتائج الأولية للوائح الانتخابية المقبولة من الناحية القانونية لخوض الانتخابية البرلمانية المقبلة، من تصريحات تحذر من إمكانية تهديد العملية الانتخابية، واستهداف المسار الانتخابي، وتعطيله من خلال أعمال إرهابية محتملة.
من جهته، دعا مهدي جمعة، رئيس الحكومة التونسية الولاة (المسؤولون في المحافظات) إلى تسخير كل الإمكانيات الممكنة لمساعدة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على أداء مهامها في الجهات، وتأمين العملية الانتخابية المقبلة. وقال جمعة في افتتاح ندوة الولاة قرب العاصمة: «إن نجاح المسار الانتخابي والتجربة التونسية ككل رهين نجاح الانتخابات المقبلة، وتنفيذها في المواعيد التي حددها البرلمان». ودعا التونسيين إلى المشاركة بفعالية في المحطات الانتخابية بهدف تجاوز مجموعة من الصعوبات والعوائق، على حد تعبيره.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».