أعدم تنظيم "داعش" عشرات العناصر من قوات الأسد، الذين كانوا يحاولون الفرار من محيط مطار الطبقة العسكري في شمال سوريا بعد اسرهم، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض اليوم (الخميس).
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، ان "تنظيم داعش تمكن من أسر عشرات الجنود الذين فروا من مزرعة العجراوي القريبة من مطار الطبقة (في ولاية الرقة)، وقام بإعدامهم"، من دون ان يكون في الإمكان تحديد عددهم.
وأوضح عبد الرحمن ان الجنود المقتولين جزء من عناصر قوات الأسد التي انسحبت من مطار الطبقة العسكري قبل سقوطه في ايدي "داعش" الاحد الماضي، وكانوا لا يزالون يقاتلون في مزرعة العجراوي القريبة. واشار الى ان غيرهم لا يزال موجودا في المزرعة، حيث الاشتباكات مستمرة مع التنظيم.
وأوضح عبد الرحمن ان عديد قوات الأسد التي كانت في مطار الطبقة كان يناهز 1400، وقتل حوالى 200 منهم في المعارك التي سبقت سقوط المطار على مدى خمسة ايام.
وإثر التداعيات الراهنة في سوريا، يشكل التوجه الاميركي لمحاربة مقاتلي تنظيم "داعش" في سوريا اختبارا واضحا لسياسة الرئيس الأميركي باراك اوباما، التي طالما اعتمدت على خوض حروب محدودة مع تفادي نشر الجنود على الارض.
وسياسة أوباما تلك قادته الى خوض حروب تستهدف خلالها الطائرات الاميركية من دون طيار المقاتلين في باكستان واليمن وتتدخل القوات الخاصة فيها لملاحقة المشتبه بهم بالارهاب في دول تشهد عنفا مثل ليبيا والصومال.
وفيما يراقب استهداف الطائرات الاميركية لمقاتلي تنظيم "داعش" في العراق، يبدو أوباما حاسما في احترام سياسته بإبقاء قواته البرية بعيدة عن أرض المعركة.
وقال اوباما وقتها ان "الاستراتيجية التي تقتضي اجتياح كل دولة تأوي شبكات ارهابية هي ساذجة وغير قابلة للاستمرار". ولكن الرئيس الاميركي لم يعلم وقتها انه سيختبر نظريته هذه فعليا على الأرض بفضل تنظيم "داعش".
وتسمح قواعد اوباما باستخدام القوة الأحادية الجانب في حال تعرض مواطنين اميركيين وحلفاء الولايات المتحدة للخطر، وهي تعتمد أساسا على غارات الطائرات من دون طيار والقوات الجوية.
ويسعى أوباما الى دعم شركائه المحليين للاطاحة بالمقاتلين المتطرفين، والى انشاء التحالفات الدولية ايضا لمشاركته العبء العسكري.
وساهمت القوات الاميركية في تقدم محدود للقوات العراقية والكردية ضد مقاتلي التنظيم المتطرف في شمال العراق.
وبالرغم من سيناريوهات الحرب التي تدور في واشنطن، يحاول البيت الابيض التخفيف من حدة التوقعات بأن التدخل الأميركي العسكري في العراق وسوريا، سيكون حاسما.
وعلى صعيد متصل في شأن الحرب على "داعش" قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم إن قوات المعارضة التي تحارب "داعش" في سوريا والعراق يجب ان تلقى دعم الغرب، وان بشار الاسد لا يمكن ان يكون حليفا في الحرب ضد التطرف. واضاف في خطابه "نحتاج الى تحالف كبير. لكن دعونا نكون واضحين. الأسد ليس شريكا في الحرب ضد الارهاب"، ووصفه بأنه حليف للمتطرفين وقال انه لا يمكن الاختيار بين نظامين همجيين.
وفي نص وزع قبل خطاب الرئيس الفرنسي امام المؤتمر السنوي لسفراء فرنسا، قال هولاند "حتى يحارب المجتمع الدولي تنظيم داعش عليه ان يسلح قوات المعارضة التي تحاربه".
من جهة أخرى، صرح دبلوماسيون فرنسيون بأنهم يأملون عقد الاجتماع الذي سيضم ايران ودولا عربية والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن التابع للامم المتحدة بين 15 و20 سبتمبر (أيلول) المقبل.
«داعش» يعدم عناصر من قوات الأسد.. ويغير سياسة الحروب الأميركية
الرئيس الفرنسي: الأسد لا يمكن أن يكون حليفا في الحرب ضد التنظيم
«داعش» يعدم عناصر من قوات الأسد.. ويغير سياسة الحروب الأميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة