العدوان على غزة مستمر.. ومجلس الأمن على وشك التدخل

مقتل فلسطينيين اثنين وتدمير برج سكني ضخم في غارات جوية إسرائيلية على القطاع

العدوان على غزة مستمر.. ومجلس الأمن على وشك التدخل
TT

العدوان على غزة مستمر.. ومجلس الأمن على وشك التدخل

العدوان على غزة مستمر.. ومجلس الأمن على وشك التدخل

قتل فلسطينيان فجر اليوم (الثلاثاء) في غارة جوية إسرائيلية، بينما أصيب نحو 20 آخرين إثر سلسة غارات جوية شنتها المقاتلات الحربية الإسرائيلية على برج سكني ضخم غرب مدينة غزة، مما أدى إلى تدميره، وفقا لوزارة الصحة في غزة وشهود عيان.
وأعلن أشرف القدرة، المتحدث باسم الوزارة: «قتل الشابان محمد أبو عجوة وحسن الصواف جراء قصف على شارع النفق وسط غزة». وفي وسط مدينة غزة، أعلن القدرة جرح 20 مواطنا، بينهم 4 مسعفين وصحافي في قصف إسرائيلي على المجمع الإيطالي.
وأكد شهود عيان أن طائرات «إف 16» إسرائيلية أطلقت 6 صواريخ على الأقل على هذا المجمع الذي يضم برجا سكنيا من 16 طابقا فيه 60 شقة سكنية على الأقل، إضافة إلى مجمع تجاري يضم عشرات المحال، مما أدى إلى تدميره بالكامل.
وقال أحد سكان هذه المنطقة إن «الجيش الإسرائيلي أبلغ سكان هذا البرج أن عليهم إخلاءه فورا لأن الطائرات الإسرائيلية ستدمره». وعلى الأثر، هرعت عشرات العائلات إلى الشوارع بحثا عن ملاذ آمن لها، وفقا للمصدر نفسه.
وفي وقت لاحق أيضا، شنت المقاتلات الحربية الإسرائيلية عدة غارات على برج آخر مكون من 14 طابقا غرب مدينة غزة، مما ألحق به أضرارا بالغة.
وصباح الثلاثاء، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، في بيان، أنه «ردا على سياسة قصف الأبراج السكنية، (كتائب القسام) تقصف حيفا بصاروخ (R160) وتل أبيب بـ4 صواريخ (M75)». كما أعلنت أيضا «قصف عسقلان المحتلة بصاروخي (قسام)».
من جانبها، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن القصف الصاروخي المنطلق من قطاع غزة باتجاه إسرائيل تجدد صباح اليوم، حيث تعرضت منطقة تل أبيب الكبرى لرشقة من الصواريخ دون وقوع إصابات أو أضرار.
وأضافت أن منظومة القبة الحديدية اعترضت بعض الصواريخ.
وفي مدينة أشكلون، أصاب أحد الصواريخ منزلا، مما أدى إلى إصابة طفل بجروح طفيفة، نقل على أثرها إلى المستشفى للعلاج، كما لحقت أضرار بالمنزل.
وعلى صعيد متصل، قال دبلوماسيون يوم أمس (الاثنين) إن الولايات المتحدة أعدت مشروعها الخاص لاستصدار قرار بالأمم المتحدة يطالب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة وأنها تعمل الآن مع القوى الأوروبية والأردن على صياغة نص مشترك.
وجاءت أنباء الجهود الدبلوماسية بمجلس الأمن بعدما أوقعت الضربات الجوية الإسرائيلية 9 قتلى فلسطينيين على الأقل في قطاع غزة، وواصل النشطاء إطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل يوم أمس، في حين تحركت إسرائيل لحماية اقتصادها من آثار الحرب التي دخلت الآن أسبوعها السابع.
وقال مسؤولون أميركيون ودبلوماسيون من الدول الأخرى الأعضاء بالأمم المتحدة، إن واشنطن قدمت لمجموعة صغيرة من الدول عناصر مشروعها الخاص لاستصدار قرار بمجلس الأمن، بعد تقدم الأردن بمشروع قرار الشهر الماضي وتقديم بريطانيا وفرنسا وألمانيا مقترحا آخر لوقف إطلاق النار الأسبوع الماضي.
وقال دبلوماسي بالأمم المتحدة - طلب عدم الكشف عن اسمه: «طرحت الولايات المتحدة مسودتها الخاصة... إنها مختلفة عن الاثنتين الأخريين. يعملون الآن على جمع المسودات والتوصل إلى نص مشترك».
وأوضح دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن إسرائيل تبدو أكثر انفتاحا لفكرة مطالبة مجلس الأمن بوقف إطلاق النار.
ومنذ اندلاع القتال الشهر الماضي، تقوم مصر بدور الوساطة بين إسرائيل وحماس. لكن محادثات وقف إطلاق النار توقفت بعد انهيار هدنة مؤقتة في الآونة الأخيرة. وقال دبلوماسيون في الأمم المتحدة، إن عملهم على صياغة القرار قد يساعد جهود مصر.
وقدم الأردن مشروع قرار لوقف إطلاق النار الشهر الماضي، لكنه لا يشمل آلية للمراقبة، يقول دبلوماسيون في مجلس الأمن إنها أحد العيوب الرئيسة في قرار 2009 الذي أقره المجلس.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.