مقترحات من القاهرة لهدنة جديدة في غزة.. والجيش الإسرائيلي يتوغل في الحدود

مقتل ثلاثة فلسطينيين بينهم امرأة وطفلها في غارتين على شمال القطاع

مقترحات من القاهرة لهدنة جديدة في غزة.. والجيش الإسرائيلي يتوغل في الحدود
TT

مقترحات من القاهرة لهدنة جديدة في غزة.. والجيش الإسرائيلي يتوغل في الحدود

مقترحات من القاهرة لهدنة جديدة في غزة.. والجيش الإسرائيلي يتوغل في الحدود

صرح مسؤول فلسطيني بارز اليوم (الاثنين)، ان الوسطاء المصريين اقترحوا هدنة جديدة لوقف القتال في غزة تتضمن فتح المعابر والسماح بدخول مواد الاغاثة والبناء.
وصرح المسؤول ان الفلسطينيين بمن فيهم مسؤولو حركة حماس، مستعدون لقبول الاتفاق اذا وافقت اسرائيل عليه. مضيفا ان الاقتراح ينص على تأجيل المفاوضات على النقاط الخلافية التي حالت دون التوصل الى هدنة طويلة الأمد، الى موعد لاحق.
من جهة أخرى، أكد مسؤول مصري ان الوسطاء اتصلوا بالفلسطينيين والاسرائيليين وابلغوهم بالاقتراح الجديد.
واضاف المسؤول الفلسطيني "تدور فكرة حول التوصل الى هدنة مؤقتة تفتح خلالها المعابر وتسمح بدخول المساعدات ومواد اعادة الاعمار، بينما تتم مناقشة النقاط الخلافية خلال شهر".
واكد المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية المفاوضات "سنكون مستعدين لقبول الهدنة، ولكننا بانتظار الرد الاسرائيلي على هذا الاقتراح"، وذلك حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وذكر مسؤول فلسطيني آخر، ان مصر قد تدعو الوفدين المفاوضين الفلسطيني والاسرائيلي للعودة الى القاهرة خلال 48 ساعة.
على صعيد آخر، انتشر جنود ودبابات اسرائيلية صباح اليوم بالقرب من حدود غزة، بينما واصل نشطاء فلسطينيون اطلاق الصواريخ وقذائف المورتر على جنوب اسرائيل.
وقال الجيش الاسرائيلي ان 117 صاروخا وقذيفة هاون أطلق أمس (الأحد)، واعترض نظام القبة الحديدية تسعا منها. وذكرت وسائل اعلام اسرائيلية اليوم ان صواريخ اطلقت نحو تل أبيب.
وقتل ثلاثة فلسطينيبن بينهم امرأة وطفلها في غارتين جويتين اسرائيليتين ظهر اليوم على شمال قطاع غزة، على ما قال اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية.
من ناحية ثانية، قال القدرة ان "اربعة مواطنين أصيبوا بجروح مختلفة" اثر غارة جوية استهدفت سيارة مدنية قرب مقر رئاسة وكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الانروا)" غرب مدينة غزة.
وصباحا قتلت فلسطينية في غارة شنها الطيران الحربي الاسرائيلي على منزلها قرب بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة.
وأعلنت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي أن الطيران شن 16 غارة، مؤكدة عدم إطلاق أي صاروخ من قطاع غزة منذ منتصف ليل الاحد.
وأفاد شهود بأن الغارات أدت الى تدمير مسجدين أحدهما في حي الزيتون بمدينة غزة والآخر في بيت حانون شمال القطاع، فضلا عن تدمير عدد من المنازل في جباليا شمالا والبريج والنصيرات وسط القطاع.
وقال ماهر ابو صبحة مدير المعابر في قطاع غزة، إن "طائرات الاحتلال قصفت صالتين في معبر رفح (الحدودي بين قطاع غزة ومصر) فجر اليوم، ما أدى الى دمار هائل". لكنه اشار الى ان "المعبر سيبقى مفتوحا أمام المسافرين رغم قصفه من طائرات الاحتلال".
ودمرت آلاف المنازل أو تضررت في قطاع غزة جراء الصراع. ونزح ما يقرب من نصف مليون شخص في القطاع الذي يقطنه 8. 1 مليون شخص. ويقول الفلسطينيون انه لم يعد هناك مكان آمن في القطاع، مستشهدين بالهجمات الاسرائيلية على المدارس والمساجد.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».