«جبهة النصرة» تطلق سراح صحافي أميركي.. بعد وساطة قطرية

الكشف عن مفاوضات بين السلطات الألمانية وداعش لإطلاق رهينة مقابل فدية

صورة وزعت أمس لمقاتل معارض وهو يحرس موقعا في ريف دمشق (أ.ف.ب)
صورة وزعت أمس لمقاتل معارض وهو يحرس موقعا في ريف دمشق (أ.ف.ب)
TT

«جبهة النصرة» تطلق سراح صحافي أميركي.. بعد وساطة قطرية

صورة وزعت أمس لمقاتل معارض وهو يحرس موقعا في ريف دمشق (أ.ف.ب)
صورة وزعت أمس لمقاتل معارض وهو يحرس موقعا في ريف دمشق (أ.ف.ب)

بعد أيام فقط من نشر تنظيم «داعش» لقطات فيديو لضرب عنق الصحافي الأميركي جيمس فولي، أعلنت واشنطن أمس عن نجاح جهود وساطة لاطلاق سراح صحافي أميركي فقد منذ عام 2012. وجاء ذلك بينما كشفت تقارير عن صفقة أبرمتها الحكومة الألمانية في يونيو (حزيران) الماضي لإطلاق سراح مواطن ألماني أسره «داعش» في سوريا قبل عام.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إطلاق سراح الأميركي بيتر ثيو كيرتس الذي كان محتجزا لأكثر من عامين لدى «جبهة النصرة»، فرع تنظيم القاعدة في سوريا. وأفاد البيان «إن إطلاق سراحه جاء بعد جهود استمرت عامين وبالتواصل مع أكثر من 20 دولة للإفراج عنه»، لكنها لم تشر إلى قطر. ولكن عائلة كيرتس أكدت دور قطر في بيان صادر مساء أمس. وأوضحت العائلة في بيانها: «عائلة كورتيس تعبر عن امتنانها العميق لحكومتي الولايات المتحدة وقطر  والى الكثير من الأفراد الذين ساعدوا في التفاوض».
وأكدت الأمم المتحدة أمس الخبر، إذ قال ناطق باسمها ان كيرتس «سلم الى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في القنيطرة بهضبة الجولان في الساعة السادسة وأربعين دقيقة مساء حسب التوقيت المحلي».
وتقدر لجنة حماية الصحافيين ومقرها الولايات المتحدة أن نحو 20 صحافيا فقدوا في سوريا، ويعتقد أن تنظيم «داعش» يحتجز كثيرين منهم.
وكيرتيس قال في بيان بالفيديو نشره خاطفوه في وقت سابق من احتجازه إنه «صحافي من بوسطن بولاية ماساتشوستس، وعلق على معاملته في ذلك الفيديو قائلا إن «لديه كل شيء يحتاجه وإن كل الأمور على ما يرام.. الطعام والملوفي الوهلة الأولى، أثيرت تساؤلات كثيرة بشأن كونه صحافيا، إذ لم يعثر على ما يشير إلى ذلك على شبكة الإنترنت، على الأقل. ولكن ظهر لاحقا أن كورتيس يكتب باسم «تيو بادنوس» في بعض الأحيان، مما أثار بعض التساؤلات عن هويته.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة «فيلت إم زونتاج» الألمانية عن مصادر أمنية محلية قولها إن «ألمانيا احتجزه مقاتلو (داعش) رهينة قبل عام في سوريا أطلق سراحه في يونيو (حزيران) الماضي بعد صفقة أبرمتها الحكومة الألمانية مع الجماعة المتشددة». ونقلت الصحيفة عن المصادر الألمانية قولها إن «عناصر التنظيم تلقوا مقابلا لقاء إطلاق سراح الرهينة»، لكنها لم تفصح عن طبيعة هذا التبادل.
وأضافت أن «هيئة مكافحة الجريمة في ألمانيا ولجنة شكلتها وزارة الخارجية لمتابعة الأزمة بالإضافة إلى جهاز الاستخبارات الألماني (بي إن دي) ظلوا يتابعون الواقعة على مدار أشهر كثيرة».
ونقلت الصحيفة عن دوائر تحقيق قولها إن «الرجل تصرف بشكل ساذج للغاية إذ كان يشعر برغبة في أن يصبح واحدا من مقدمي المعونة الإنسانية في الحرب الأهلية السورية».
ورفضت وزارة الخارجية الألمانية التعليق على التقرير في حين لم يتسن الحصول على تعليق من وزارة الداخلية. وأكدت الصحيفة أن شيئا ما أعطي للخاطفين في مقابل إطلاق سراح الرهينة غير أن وزارة الخارجية «نفت دفع أي فدية من أي نوع».
وأشارت الصحيفة إلى أن رجلا (27 عاما) من ولاية براندنبرغ في شرق ألمانيا اختطف على يد مقاتلي «داعش» بينما كان يتنقل في سوريا عام 2013. وأضافت أن «عائلة الرجل تلقت بريدا إلكترونيا في وقت مبكر من العام الحالي يظهر فيها الشاب حيا ويطلب فيه المقاتلون فدية في مقابل إطلاق سراحه». وأشارت إلى أن الفيديو تضمن مشاهد لإعدام رهينة أخرى شهد عليها الرجل الألماني. وبعد مفاوضات على إطلاق سراح الرجل - الذي لم يكشف التقرير عن هويته تمكنت ألمانيا من إطلاق سراحه في يونيو الماضي. واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن الادعاء الألماني يحقق في الوقت الراهن ضد مجهول في قضية «خطف شخص بغرض الابتزاز».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».